تتواكب المواقف و تتشعب التعقيدات في جوانب كثيرة  و لكن أن تطال هذه العُقد كوادر طبية لها مكانتها و موقعها في المجتمع  خاصة و أن المقام الاول منبعها هو الرحمة  اضافة  لكونها تقدم خدمة جليلة  للناس و تقوم بواجبها الانساني البحت دؤوبة عليه.

في الحقيقة نسمع و تتكرر مشاهد الاعتداءات لكوادر طبية او لموظفي و عاملين من الفريق الطبية  وبات ملاحظ امتهان أن لم يكن كلي فهو جزئي لمهنة الطبيب الذي فقد احترامه وهيبته بوضع أخذ وسلب كل شيء جميل مخلفا مستنقعات كثيرة في واقعنا اليوم.

يحدث هذا في مستشفى الغيضة عاصمة محافظة المهرة حيث قال مدير مستشفى الغيضة المركزي د/ عوض مبارك سعد لـ "الاشتراكي نت" كان الكل منسجم بعمله وفي الخامسة من مساء امس الخميس اقدم زائر يعمل في السلك العسكري  ومشهورا بالتهجم و تصرفاته الخارجة عن القانون واقتحم  المستشفى وكان مبرره انه يبحث عن طفل لدغه ثعبان ما أذا كان مقيد في سجلات المستشفى فرد عليه الطبيب لا يوجد و لكن للتأكد سوف ابحث اكثر، في تلك الاثناء يباشره الزائر بالتهجم عليه مشهرا سلاحه في وجهه غير أبه بالمرضى او بالمكان الذي هو فيه محدثا ضجة في المستشفى وبث الرعب وسط المرضى.

يضيف سعد ان الاعتداءات على الاطباء تتكرر منذ سنوات و لكنها ازدادت في الآونة الاخيرة لضعف هيبة الامن في المحافظة، موضحا ان الاعتداءات تنوعت بين الضرب واطلاق النار على الاطباء مباشرة والسب والاهانة وان من يقوم بها اما فاقدي الوعي نتيجة تعاطي المخدرات او اشخاص يسلكون طريقة مستفزة للأطباء او العاملين كأن يأخذ المرافق الشخصي للمريض كرسي الطبيب ليقعد عليه ويترك الطبيب واقفا متناسي وجوده بالأصل.

ويتابع: من جهتنا نحن قمنا بواجبنا في التخاطب  مرارا و تكرارا  مع السلطة المحلية و الاجهزة الامنية بعد تعليق الاضراب و استقبال الحالات الطارئة و الضرورية فقط بعد الحادثة الاخيرة  ونظمنا وقفة احتجاجية  حتى نتمكن من حل مثل هذه الاشكاليات وتعاونت معنا السلطة المحلية ممثلة بالمهندس سالم العبودي وكيل الشؤون الفنية بالمحافظة الذي حضر للمستشفى واستمع  للطاقم الطبي و تفهم معاناة الاطباء والموظفين ووفر حراسة امنية من افراد الشرطة لتقوم بحماية المستشفى و القائمين عليها.

واكد مدير مستشفى الغيضة انهم طالبوا بتحويل كافة القضايا  المعلقة للنيابة العامة وان تم تنازل العامل عن حقه الشخصي نتيجة الضغوط والاحراجات  فنحن في ادارة المستشفى لن نتنازل عن الحق العام ونطالب بتوفير حراسة أمنية بصورة دائمة و مستمرة  " و اذا لم تتحقق مطالبنا فسوف نعاود الاضراب من جديد و نستمر فيه حتى تحقيق مطالبنا.

و من جهته اكد رئيس نقابة عمال مستشفى الغيضة محمد صالح التميمي خلال حديثه لـ "الاشتراكي نت" أن الاعتداءات شبه متكررة سوأ بالفترة الصباحية او المسائية سواء كانت بأطلاق النار او اعتداء باليد او بالسب و الشتم او اطلاق النار في الهواء وعلى جدران المستشفى.

واوضح التميمي ان هذه الاعتداءات من ابناء المهرة للأسف و ليس من الوافدين كما يروج لها البعض وتأتي هذه الاعتداءات وسط تساهل وتقاعس بل وتقديم مبررات  كثيرة من بعض قيادات السلطة المحلية و الاجهزة الامنية مع عدم قيامها بواجباتها على النحو المطلوب في ضبط المعتدين و اتخاذ اجراءات قانونية بحقهم.

ونوه الى انه كلما حدث اعتداء على احد افراد الطاقم الطبي تعقد اجتماعات لمدة يومين وبعدها يتبخر الموضوع  وتعلق القضية بتجميدها و من ثم اخلاء سبيل المعتدي فيما اذا كان قد تم توقيفه و حبسه من قبل،

وقال التميمي ان غايتنا هي يمنع دخول السلاح إلى المستشفى بشكل نهائي و تشديد الحراسة وخاصة عند البوابة الرئيسية للمستشفى.

ان تزايد حالات الاعتداء على الاطباء و العاملين في المجال الصحي في المهرة والذي من المفترض أن يجدوا احتراما كبيرا يكون عادة بسبب اشخاص هم خارج سلطة القانون هذا من جهة وبسبب غياب الضبط القانوني لهم وتمتع بعضهم  بمراكز نفوذ.

كما ان غياب الثقافة والوعي بالدور الانساني الذي تقدمه المستشفيات وطواقمها الطبية والعاملين فيها  له اثره في تكرار هذه الاعتداءات وسط هذا لايزال هناك اصوات في مجتمع الغيضة تطالب بقوة من الحد من الاعتداءات وعدم ترك مرتكبوها دون معاقبة، فإن تكرارها وعدم ضبط من يرتكبها يؤدي الى نتائج عكسية تعمل على زعزعة الثقة بين المرضى وبين المشافي والاطباء كما تنعكس سلبا على مهنة الطب نفسها لما تمثله من مهنة انسانية بحتة.

قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet