جدل السياسة والسلطة والحرب والتاريخ مميز

  • الاشتراكي نت/ القاهرة – كتبه دكتور محمد عبدالله الفقيه

الثلاثاء, 22 تشرين2/نوفمبر 2016 18:48
قيم الموضوع
(0 أصوات)

الإهداء: إلى الشهيد البطل عبدالرقيب  عبدالوهاب ،أبرز رموز الدفاع عن صنعاء(السبعين يوم وكسر الحصار)

1-السياسه والتاريخ.

أقصى مانحلم به، ويكتب حوله العديد منا واهمآ او حالما على طريق ما يتصوره وطن وشعب، وغد معافى، في واقع  ماحصل بالامس البعيد، وما يحصل اليوم، انه في الغالب تصور ذهني لواقع لا صلة له بالواقع في حركيته الاجتماعيه والسياسية التاريخية،ولا بماضي التاريخ الاجتماعي والسياسي  للمجتمع، وللحروب التي عرفها المجتمع، وتاريخ السياسة في حربها من اجل السلطة، وطريقة الوصول اليها، وماترسخ من وعي ومن منطق تفكير ،  ومن آليات في تنظيم  وترتيب السلطة وبناء الدولة(علاقة الدولة/السلطة، بالشعب)حيث السلطة /الدولة او السلطة الكلية التنفيذية، الامامية، في صورة الأئمة،- ومن بعدهما- ابتلعت واحتكرت الهيمنة على الدولة وهي في الممارسة الواقعية من الغت وصادرت حق الشعب، في اغلب مكوناته،  في ان يكون ما يريد، ومزقت المجتمع، وفتت اسس وحدته التاريخية.. منذ تاريخ السلطة الامامية، الهادوية(المركز السياسي التاريخي) حتى قيام الدولة الوطنية الاستقلالية والتحررية، وهو ما يجيب عن سؤال ضعف حضور الدولة ومؤسساتها ،وغياب فعل المجتمع /الشعب في تاريخنا السياسي الاجتماعي، ومن جانب اخر قوة حضور التاريخ، كقوة سلطة مستمرة في الحاضر، وموازية لسلطة  الواقع، وهو ما عبر عنه الشاعر البردوني اصدق تعبير في قوله(لا انثنى الماضي/ ولا الآتي اتى) او قوله لماذا الذي كان مازال يأتي/لان الذي سوف يأتي ذهب ،وكأننا محكومين بحضور التاريخ في تجلياته السالبة، الذي يمنع بزوغ فجر الاتي( المستقبل)وما يجري اليوم هو تجسيد تمثيلي، وواقعي، لما كان، ولما هو مطلوب استعادته بالحرب.

وكانت ثورة 26/سبتمبر1962م هي بداية القطع مع الدولة التقليدية الإمامية - السلطانية- اي مع تاريخ احتكار وابتلاع الدولة في جب السلطة، ومصادرة المجتمع  في صورة اغلب شرائحه المنتجة العاملة، والفاعلة، والهيمنة من خلال ذلك الاحتكار الثيوقراطي،  -السلالي - على السلطة والثروة، وهي الثورة التي جرى اعاقتها، وكبحها،  وكسرها بالحصار والحرب على جمهورية سبتمبر الاولى في الحرب المتواصلة اولا، وثانيا في صورة الانقلاب المبيت له في الخامس من نوفمبر 1967م الذي اسس لاعادة انتاج دولة الامامة في لباس جديد(المجلس الجمهوري)من خلال حكم ورثة الامامة الجدد، وكان حكم الرئيس ابراهيم الحمدي بداية تفكير اولي وإن جاء، بدون مشروع سياسي، في القطع مع ذلك التاريخ ولذلك جاء وكان قطعآ خجولآ ومرتبكآ، حتى جرى تصفية الرئيس الحمدي قتلا في صورة جريمة سياسية منظمة ، وانقلاب دموي، وذات الامر هو ما جرى لاحقآ في الانقلاب على دولة الوحدة السلمية 22مايو/ 1990م التي قطع معها بالحرب الإلغائية، والاقصائية لشراكة الجنوب اولآ ولشراكة الجميع بعد ذلك، وكان الحراك الجنوبي السلمي 2007م بداية اعلان لتفكير سياسي جديد في الممارسة الواقعية، تفكير يتحرك صوب الإصلاح والتغيير، في صورة اعادة تأسيس منظومة علاقة جديدة، بين الشمال، والجنوب- وبين كافة اطراف  المعادلة الوطنية في البلاد،  وهو مالم يدركه، ويستوعبه جيدا، قادة ورموز الانقلاب على دولة الوحدة السلمية، وهو الحراك الذي جاء، وكان عنوانآ لحراك ثوري وطني كبير، وهو ماكانته، بعد ذلك ثورة الشباب والشعب فبراير2011م،بداية لتحرك سياسي، اجتماعي، جماهيري ،واسع من خلال الشارع، والساحات، والميادين، في اتجاه مشروع التغيير الثوري، الذي  خففت معادلات وموازنات قوى الواقع السياسية، من حدة  اندفاعه، وقوة صعوده،  بمشروع صفقة نصف ثوره، لضعف البنية الذاتية للثورة (شباب، ومكونات سياسيه) كان رأي شباب الثورة السير بالتغيير الى النهاية بدون رؤيه، ولا تنظيم، ولا مركز قياده ،وكان رأي قيادة المكونات السياسية، ومعظم النخب ، والاقليم ،مع الاكتفاء بالاصلاح الفوقي لبنية نظام الحكم، وليس تغيير النظام، كما اراد وحلم الشباب وجماهير الشعب ،مع نضوج وجهوزية الواقع الموضوعي لقضية التغيير بعد ان استبدل شعار تغيير النظام، بشعار وواقع تغيير الرئيس.

والحرب الجارية اليوم التي فجرها تحالف الانقلاب(الحوثي/صالح)هي عنوان مشترك للوحدة فيما بينهما، للحفاظ بالحرب على ما تبقى  من النظام القديم الذي يتحكمون بمفاصل إدارته افضل من الجميع، بما فيها الشرعية المنتخبة، باعتبار النظام القديم يشبههم، وصورة لمستقبلهم، المرتجى ،و جزءاً لا يتجزأ منهم ، ومن تاريخهم الايديولوجي، والاجتماعي والسيكلوجي ،وهم تجسيد تمثيلي، وتصويري، لحضوره التاريخي في الواقع اليوم، في صورة الحرب الجارية، ومن هنا حضور التاريخ السياسي، والايدلوجي، والسلطوي، في جميع مفرداته ومعطياته في قلب تفاصيل الحرب المشتعلة اليوم، وهي حرب ليست منبتة الصلة عن تاريخ حروب إحتكار السلطة والثروة ،في مركز سياسي معين، ومحدد، ومعلوم، لايمكن العبور من فوقه، وهو، الاصل، منذ الامام الهادي الى الحق، يحي بن الحسين، الى عبدالله ابن الحمزة، الى، المطهر شرف الدين، والدولة القاسمية، حتى المتوكل على الله اسماعيل، وصولاً للإمامة المتوكلية، الحميدية، وحتى الحركة الحوثية، في تحالفها مع صالح، تجسيداً لصورة وحدة الامامة التاريخية، بالقبيلة المسلحة، والعسكري البليد، وكأن التاريخ يعيد نفسه في صورة التراجيدية، او المهزلة الجارية ،وهو مايفسر موضوعيآ، وسياسيآ، وايديولوجيآ واقع تحالف الحوثي/صالح في قلب الانقلاب، وفي متن تفاصيل الحرب الجارية، هي حرب ملك وتملك، وغنيمة لاستعادة قمة سلطه كانت لمن، وفي من يتصورون انهم اصحابها الحقيقين، باعتبارهم (الاصل) الذي يحاول بعض قوى  وناس المجتمع، القادمين  من خارج تاريخ الحكم ( الفرع) في صورة وشكل، الرئيس، عبده ربه منصور هادي، وغيره، من الاسماء، الطالبين حقا ليس لهم، والمدعيين شرعية، يتطاولون بها، ومن خلالها، على حق -الاصل- في الاستمرار في الحكم سيداً،  وحاكماً، وسلطاناً، ومن هنا ضرورة اسقاط محاولتهم ، سحب ومصادرة  السلطة منهم ، باعتبارهم الكل في واحد(الاصل) ولايحق لاحد ، كائناً من كان، سحب ومصادرة السلطة منهم وعنهم ،في صورة الشرعية الطارئة عليهم ، وهو ما يتجلى في عنف ووحشية الحرب الجارية، على  ما تبقى من دولة المركز السياسي، المقدس، وعودة المفردات والمعطيات الايديولوجية والثقافية، بمفاهيمها، ومضامينها القديمة الى قلب التداول الايديولوجي والثقافي، والسياسي، في سياق هذه الحرب، دفاعا عن ما كان، وما يجب ان يستمر،  وهنا يلعب البعد الاقليمي( إيران) دورآ مركزيآ في تغذية وتنمية وتوظيف  استخدام هذه المفردات،

الايديولوجية والدينية المذهبية، في سياق جديد ومغاير، لما ألفه المجتمع اليمني في تاريخه الاجتماعي والوطني، وعند هذه النقطة اريد من دعاة، واصحاب، خطاب الاطراف المتصارعة، والمتحاربة، وطرفي الحرب، ان يقدموا لليمنيين تفسيرا، واضحاً وواقعياً، لحديث رئيس المجلس السياسي الاعلى-رئيس البلاد- حين يقول انه بناء، او وفقاً لتوجيهات، وتعليمات، القائد، الزعيم، السيد/ عبدالملك الحوثي، وهو افتراضياً في مكان، وموقع رئيس الجمهورية، فماذا يعني ذلك؟!وكيف يفهم اصحاب الاطراف المتصارعة، ذلك الخطاب، وفي اي سياق يفهمونه، ويضعونه، ويحللونه،؟!!اليس في ذلك قولاً مباشراً، وصريحاً، من اننا لسنا في دولة الجمهورية اليمنية، ولسنا في دولة الوحدة التي نعرفها، ومن اننا نؤسس لدولة لاتشبه تاريخنا السياسي، والوطني، ومن اننا في دويلة ، لا صلة لها باليمن، دولة تشبه دولة ولاية الفقيه، الخمينية، في ايران، دولة لا صلة لها بالهوية الوطنية اليمنية، ولا علاقة لها بالجمهورية اليمنية، حيث رئيس الجمهورية المفترض، يتلقى توجيهاته، وتعليماته، من شخص غير ذي صفةً رسمية، على الاقل حتى اليوم، وهو ما علينا امعان التفكير فيه مليا،  وتلعب الحالة القومية العربية، المهترئة، في صورة النظام السياسي العربي، دورآ مساعدآ في اختراق الخارج الاقليمي، والدولي لنا، بسبب الفراغ السياسي الذي تركناه لعقود طويلة، ليملئه، ويلعب فيه الآخرون لصالح مشاريعهم القومية(ايران الامبراطورية، تركيا العثمانية الجديدة، إسرائيل) وهو ما نراه ملموسآ بالعين المجردة في صورة مايحصل ،بداية من العراق الى سوريا الى لبنان الى اليمن، وحتى ليبيا على خصوصية مايجري في ليبيا من تدخل دولي.

لقد مررنا جميعاً بعدة اخطاء او بالاصح مررنا في سياق ممارستنا للسياسة في قلب السلطة، والمجتمع عدة اخطاء كان من الممكن تلافيها وتجاوزها، وتجنبها في ما لوكان التاريخ السياسي والاجتماعي للسلطة في بلادنا حاضرآ في عقولنا وفي بنية منطق تفكيرنا السياسي، وخاصة تاريخ علاقة السياسة، بالسلطة في شمال البلاد -الامامي-الجملكي-بعد ذلك- وهي مركز الثقل في وعي وادراك علاقة السلطة، بالمجتمع، والشعب في التاريخ، خاصة وان هذه السلطة- المركز السياسي المقدس-هي من احتكرت وهيمنت على الحق بالملك، والحكم تاريخيآ، وخاصة من بعد الانقلاب على الوحدة السلمية 1994م،والتي كانت عنوانآ جديدآ لعودة إحتكار السلطة والعرش، في المركز،وفي (الاصل) وضرورة عودة الفرع الى اصله،تابعآ وملحقآ كما كان في ظل  الامامة التاريخية، ومن بعدهم ورثة الامامة الجدد،وتحديدآ من بعد الانقلاب على جمهورية 26 سبتمبر الاولى1962/1967م.

وفي هذا السياق مررت، وصمتت، وسكتت المكونات السياسية( اللقاء المشترك) وحلفائهم، والشرعية، عن جملة من الخطايا السياسية الخطيرة والكبيرة فقد كنا في قلب مؤتمر الحوار الوطني الشامل ندير حوارآ وطنيآ عظيمآ وكان رجال الانقلاب يديرون حواراً اخر في أمكنه عديده بالسلاح  ، وعبر التجييش ، والتحشيد القبائلي، تمهيدآ للانقلاب على مجريات الحوار، وعلى العملية السياسية، وعلى الشرعية ،بدئا من الحرب في دماج الى الحرب في عمران، الى الحرب على الفرقة، حتى السكوت او التساهل تجاه حصارهم وتطويقهم للعاصمة

صنعاء ،بالقبائل المسلحة، من ابناء الهضبة الشمالية تحديدا، وفي  واقع عدم ترتيب بناء مؤسسة عسكرية، وامنية، واستخباراتية، موازية وبديلة للجيش الموالي للرئيس السابق،  وللقبيلة، والبطيء في اعادة الهيكلة للجيش والامن، والاهم عدم استثمار الفرصة التاريخية، في الاسراع في اعادة صياغة بنية السلطة العليا ومؤسساتها بالتوافق الذي قامت عليه دولة وسلطة الشرعية الدستورية الجديدة ،التي جاءت نتاج لثورة فبراير، وكان مؤتمر الحوار الوطني الشامل احد اهم منتجاتها، ومخرجاتها، وهي قضايا، كان بإمكان الشرعية وبيد الرئيس تحديداً القيام بها: تشكيل جديد كليآ لمجلس الشورى، وهو ما كان  يطالب  به العديد من المكونات، وكذا تغيير المحافظين بما يعكس ويجسد الحالة السياسية، والوطنية التوافقية، التي قامت عليها شرعية مابعد صالح، وتشكيل بنية، وسلطة حكم محلي جديدة توافقيه بعد انقضاء مدة الحكم المحلي المنتهية ولايته، والذي مايزال مستمرآ حتى اللحظة، احداث  تغييرات جوهريه في بنية مفاصل الدولة/ الحكومة في مختلف المراكز التنفيذية، وجميعها هي من شكلت اسس وقواعد بنية الدولة العميقة، التي منعت منذ الوهلة الاولى ، عملية انتقال السلطة، ومهدت للثورة المضادة الجارية وهي التي ارتكز عليها جماعة الانقلاب والحرب في تمرير ثورتهم المضادة منذ سبتمبر، 2014م حتى اليوم، في صورة الحرب الجارية.

الحرب التي تحدد هدفه المركزي الاول  في الغاء نتائج مخرجات الحوار الوطني الشامل، وفي الاساس منها منع قيام دوله وطنيه اتحاديه ديمقراطية، وتمثل الهدف الثاني في منع ورفض إزاحة رموز النظام القديم من العسكريين عن المشاركة في الحكم لمدة 10 سنوات كما تقوله وتؤكد عليه بعض نصوص وقرارات مؤتمر الحوار الوطني الشامل حيث جرى التر كيز في مخرجات الحوار الوطني الشامل، على قضيتين اساسيتين: بناء الدولة، ، وإزاحة رموز النظام القديم ،صالح وابنه وبعض اعوانه من المشاركة في بناء سلطه الدولة الجديدة، ولذلك جاءت القرارات الدوليه فارضة عقوبات على ابرز رموز النظام القديم، المعرقلين للعملية السياسية، والمرحلة الانتقالية، وعلى بعض قيادة الانقلاب لمنعهم من المشاركة في السلطة الجديدة، وهنا نقطة التقاء وتفاهمات الحوثي وصالح في الحرب الجارية الى جانب تفاهماتهم على قضايا اساسية اخرى، لاستعاده ملك عضوض كان ومايزال البعض يحلم باستعادته بقوة الحرب وهو ما يفسر ويشرح بعض تعارضات وتقاطعات المصالح فيما بينهما، هنا، او هناك ، ولتي برزت وتبرز في صوره بعض التباينات، او الاختلافات في سياق اعادة ترتيب اقتسام الملك والسلطة بين طرفي تحالف الانقلاب والحرب.

قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet

قراءة 1283 مرات

من أحدث

المزيد في هذه الفئة : « انتصارات متلاحقة يحققها الجيش بميدي ومقتل عشرات المليشيات بينهم قيادات ميدانية إب..وقفة احتجاجية لأهالي المختطفين في سجون المليشيات تطالب بالأفراج عنهم »

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى