طربوش فارساً اشتراكياً رحل عن دنيانا

الأحد, 02 نيسان/أبريل 2017 19:04 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

العميد مُتقاعد محمد طربوش سلام الشرجبي ترجَّل عن صهوةِ جوادِ دنيانا الفانية بعد أن أدَّى دورَه في جميعِ جوانبِ الحياةِ سياسياً وعسكرياً وعلى الصعيدِ العام كمناضلً سياسيٍّ يساريٍّ وطني مبدئي شريفٍ نزيهٍ ومثُابرٍ لا يكلُّ ولا يملُّ واجه الصعابَ والمواقفَ شديدةَ الخطورةِ في مُختلفِ مراحلِ النضال الوطني برباطةِ جأشِ الرجلِ العسكري الصارم والمُنضبط والسياسي المُنظم والمؤدْلَج.

والرفيق محمد طربوش سلام من المُناضلينَ السياسيينَ والعسكريينَ العصاميينَ جيلِ المُؤسسيين،َ جيلِ الستينياتِ ومُناضلي الثورةِ اليمنيةِ 26 سبتمبر و14 أكتوبر . فهو منَ المدافعينَ عنِ العاصمةِ صنعاء أثناءَ حصارِ السبعينَ يوماً ومنْ قادةِ المُقاومةِ الشعبيةِ في مدينة تعز وكان له الدورُ الأبرزُ في تشكيلِ وتدريبِ المُقاومةِ الشعبيةِ في تعز ورفد العاصمة صنعاء بالمقاومين وكذا المُساهمة الفاعلة في فكِّ الحصارِ منْ خارجِ صنعاء بعدَ حصارها؛ كونه كان كبيرَ المعلمينَ في معهد تدريبِ القادةِ بتعز والذي تحوَّل اسمُه الى معهدِ الثلايا فيما بعد.

وبعد ما جرى للثورة السبتمبرية وما تعرض له ثوارُها وأبطالها من اغتيالاتٍ ومُطارداتٍ ومُلاحقاتٍ وإخفاءٍ قسريٍّ كان للرفيقِ محمد طربوش نصيبُ الأسد منَ العسفِ والمُلاحقاتِ والسُّجونِ، فقد كان نزيلَ سجنِ القلعةِ بصنعاء بعدَ أن تمّ الزجُّ بأبطالِ ثورةِ سبتمبر في السُّجونِ لكنه استطاع الهربَ منَ السِّجن، واستطاع الإفلاتَ منَ الاعتقالِ والإخفاءِ القسري الذي تم لرفاقه الأبطالِ سلطان أمين القرشي، وعبد الوارث عبد الكريم، وعبد العزيز عون، وعلي خان وغيرهم والذين مازال مصيرُهم مجهولاً حتى اليوم، فكان الشطرُ الجنوبيُّ منَ الوطنِ الأرض اليمنية التي احتضنتِ المُناضلينَ اليمنيينَ من أجلِ الحريةِ والانعتاقِ والمُواطنةِ المُتساوية.

وفي عدن كان الرفيقُ محمد طربوش عضو للجنةِ المركزيةِ لحزبِ الوحدةِ الشعبيةِ فرع الحزب الاشتراكي اليمني في الشمال القلبَ الكبيرَ والصدرَ الواسعَ والحنونَ والبيتَ المفتوحَ والرفيقَ المُتابعَ والمُهتمَّ بأوضاعِ الرفاقِ الذينَ عانوا الويلاتِ والظلمَ والعسفَ منْ قبلِ أجهزةِ مُخابراتِ نظام الشمالِ في مرحلةِ ما قبلِ تحقيقِ الوحدة اليمنية.

وبعدَ تحقيقِ الوحدةِ اليمنيةِ كان للرفيقِ محمد طربوش -منْ موقعه عضواً في اللجنةِ المركزيةِ للحزبِ الاشتراكي اليمني- دورُه الفاعلُ في ترتيبِ أوضاعِ عددٍ كبيرٍ منَ الرفاقِ ،وكلُّ مَن تعامل معه كان يجدُ فيه القائدَ السياسيَّ الصارمَ بحكمِ تربيته العسكرية ،فهو أحدُ خريجي الكلية الحربية في مصر العربية، لكن الصرامة والدقة والانضباط كان يسيجها الحبُّ والعطفُ والقلبُ الكبيرُ والإنسانيةُ التي غرستها المبادئْ الاشتراكية.

فالرفيقُ محمد طربوش سلام من أولئكَ الرجالِ المُناضلينَ الأوفياءِ، جيلِ ربطِ الفكرِ بالمُمارسةِ والنظريةِ بالتطبيقِ، قدم التضحياتِ وأحبَّ الناسَ فأحبوه، لم يتعالَ عليهم وظلّ معهم يعيشُ أحزانَهم ومُعاناتهم ،يخدمُهم بروحٌ تشعُّ محبةً وصفاءً، ويتقاسمُ معهم لقمةَ العيشِ، ولهذا يتحدثُ عنه رفاقُه ومَن عرفوه وتعاملوا معه بأن شقته المُتواضعةَ في المعلا بعدن كانتْ مفتوحةً للجميع. لا يتبرمُ ولا يضجرُ وغرس محبةَ الوطنِ والمبادئِ والناسِ في نفوسِ أولادِه وأهله.

والرفيقُ محمد طربوش منَ الناسِ الذينَ كان عطاؤهم مُتواصلاً لا ينضبُ ،وعلى قدرِ ذلك العطاءِ يكون الفقدانُ لهذا العملاقِ كواحدٍ من جيلِ الروادِ والقادةِ الأفذاذِ في الوطنِ والحزبِ وروعةِ النبلاءِ والقادةِ الكِبار المبدئيينَ، إنهم يعيشونَ مُتواضعينَ ويرحلونَ عن الدنيا فقراءَ مثلهم مثلُ فقراءِ وكادحي شعبهم،  برغم تسلمهم مواقعَ ومناصبَ قياديةً في الحزبِ كانوا قادرينَ من خلالها على جمعِ الأموالِ وتكوينِ مصالحَ خاصةٍ لكنهم عاشوا فقراءَ سُعداءَ، وماتوا أنقياءَ شرفاءَ، وللتذكيرِ فقط فالرفيقُ محمد طربوش سلام قائداً عسكرياً وسياسياً ذا علاقاتٍ واسعةٍ، وكان مسؤولاً مالياً في (حوشي) حزب الوحدة الشعبية وعضواً في اللجنةُ المركزيةِ للحزب ومسؤولا عن ترتيبِ أوضاعِ الرفاقِ الذين كانوا يهربون من مُلاحقاتِ ومُطارداتِ نظامِ شمالِ الوطن الى الجنوب قبلَ الوحدةِ، وتحمل نفسَ المسؤولية في ترتيبِ أوضاع الرفاق بعدَ تحقيقِ الوحدةِ اليمنية. لكنه ظلَّ في شقته المُتواضعةِ في المعلا بعدن، ويكفيه فخراً أنه غرس في قلوبِ ونفوسِ وعقولِ أولاده (رويدا وأروى وإشراق وهويدا وغمدان) حبَّ الوطنِ والناسِ ورباهم أحسنَ تربية. فهو إن مات جسداً فقد عاش وسيعيشُ في قلوبِ وعقولِ ووجدانِ رفاقِه الذينَ عرفوه وتعاملوا معه.

رحم اللهُ الفقيدَ الراحلَ الرفيقَ محمَّد طربوش سلام الشرجبي، وأسكنه فسيحَ جناته، وخالصَ العزاءِ لأولاده وأسرته وأهله وذويه ورفاقه في الحزبِ ومُحبيه. لقد خسر الوطنُ والحزبُ أحدَ عمالقته الأوفياء الشُّرفاء المُخلصين.

قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet

قراءة 2285 مرات

من أحدث عارف الدوش

المزيد في هذه الفئة : « مُحمَّد طربوش الانسان حياً فينا هذا واقع الجنوب فكيف مستقبله »

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى