فاطمة إبراهيم كجزء من ضمير العصر والأمة مميز

  • الاشتراكي نت/ كتبه - عبد الباري طاهر

الثلاثاء, 15 آب/أغسطس 2017 16:14
قيم الموضوع
(0 أصوات)

رحلت فاطمة إبراهيم أحمد الزعيمة النقابية السودانية التي ولجت العصر من أوسع أبوابه. كانت وعلى مدى عدة عقود الفادية بحق. تصدت للدفاع عن حقوق المرأة، وتبنت مطالب -أو بالأحرى- حقوق المرأة عربياً وعالمياً من خلال عملها كرئيسة للاتحاد النسوي في السودان، وعالميا من خلال رئاستها للاتحاد الدولي للمراة، وكانت في طليعة المدافعات عن حقوق الإنسان وعن الحرية والديمقراطية في السودان. وقفت في وجه الدكتاتوريات العسكرية المتعاقبة على السودان، ابتداءً من عبودً، والإمام جعفر بن محمد النميري الذي أعدم زوجها الشفيع أحمد الشيخ الزعيم العمالي، وأحد أبرز قيادات الحزب الشيوعي السوداني، وصولاً إلى البشير ( بشير تصديع وحدة السودان، وتمزيق نسيجه الاجتماعي ).

الرائدة النقابية والمناضلة السياسية والمدافعة عن الحقوق والحريات، والعنوان العالمي للدفاع عن حقوق المرأة والمساواة تموت في منفاها الاختياري بلندن . ولكم حزنت أن يلحقها التكفير بعد موتها من سلفي مغمور، وقد أ فضت - كما يقول الرسول الكريم- إلى ما أفضت إليه.

المفارقة الراعبة أن السودان بلد التفتح والتسامح، وطن السوداني الطيب ينتشر فيه وباء التفكير والتخوين، ويشهد أحكام العدالة الناجزة على يد الإمام النميري، ومستشاره ووزير عدله  حسن الترابي الذي أفتى بإعدام محمود محمد طه زعيم الحزب الجمهوري الإسلامي، ثم يفتى لاحقا بأنه لا يوجد حد ردة في الإسلام .

في عهد النميري المتأسلم، والجبهة القومية الإسلامية، وبموجب أحكام سبتمبر العدالة الناجزة،  وفي بلد متعدد الهويات : مسلمين، مسيحيين، وثنيين- يطبق فيه - وفي أزمنة المجاعة- إقامة الحدود، وفي بضعة أعوام ما لم ينفذ في السعودية خلال ثلث قرن .

الفقيدة الكبيرة أول عضو في مجلس النواب عام 1965 في الوطن العربي كله، وتبوأت مركز رئيسة الاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي، وحصلت على أوسمة رفيعة من الأمم المتحدة لدفاعها عن الحقوق والحريات .

عزاءً حاراً للشعب السوداني، للمرأة العربية، وللنساء الديمقراطيات في العالم.

قراءة 1177 مرات

من أحدث

المزيد في هذه الفئة : « ولد الشيخ: الحل في اليمن امني واخر سياسي تشارك فيه كل الاطياف السياسية المركزي اليمني يقرر تعويم الريال ويتخلى عن سعر250مقابل الدولار »

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى