اشباه الرجال

السبت, 29 شباط/فبراير 2020 17:40 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

في الوقت الذي تعيش فيه اليمن ثورة عارمة على المستويات التنموية والسياسية والعسكرية منذ تولي الرئيس/ عبد ربه منصور هادي للسلطة مطلع العام 2012م، ازدادت أحداثها وتيرة عقب الانقلاب الفاشي على الشرعية في الربع الأخير من العام 2014م، يبقى البعض ممن حملوا لواء الشرعية هم الأبواق الأعلى صوتاً في بعض المحافظات المحررة مستغلين بذلك وعي الأجهزة الأمنية في التعامل معهم وعدم ملاحقتهم فما تجدهم إلا وهم يتشدقون في الطرقات والمجالس الشعبية ونشر الشائعات التي تضر بالمصلحة الوطنية ويروجون لما تتلقاه عقولهم السخيفة من بعض الوسائل الإعلامية المغرضة المقروء منها والمسموع والمرئي..

اضعاف سلطة الدولة وشرعية الرئيس هادي واستبدال الأجهزة الأمنية والعسكرية ببعض المليشيا الفئوية الغوغائية لا يخدم سوى عصابات الانقلاب وداعميهم في الخارج وهذا مما لا شك فيه.

قد تتعدد الآراء وتختلف التوجهات لكن في مثل هذا الظرف الحساس جداً الذي تمر به اليمن يجب أن تتوحد الأهداف وأن يسعى الجميع لتحقيق الهدف الأهم وهو استعادة الدولة وتطبيق ما لا يستحيل تطبيقه من مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وهذا ما عليه اجمع كل المخلصون من أبناء الشعب اليمني وبذلوا لأجله الغالي والنفيس، وتحركوا تحت لواء الشرعية لإنجازه وعدم التنازل عنه واعتبار من يخرج عن هذا الاجماع بمثابة الساعي لتقويض المشروع الوطني وبذلك يكون قد وضع نفسه موضع الشبهة..

نعم قد لا تستطيع الدولة اسكات كل الأصوات النشاز في هذا الوقت بالتحديد نظراً لضعف الإمكانيات ولكنه سيأتي اليوم الذي ننصب فيه المحاكم وتفتح الملفات ويقدم كل من يخالف الإجماع الوطني لمحاكمة عادلة تعاد فيه الحقوق الى أصحابها وإذا كان صاحب الحق هو بحجم الوطن والشعب اليمنيين فليس لأحد الحق في التنازل عنه..

لا يوجد بلد في العالم يخلو من المنغصات خصوصاً وهذا البلد يعيش في خضم ثورة شعبية سلمية كانت أو مسلحة على الطريقة التي يعيشها اليمن يخلع أعداء الثورة عباءة الثائر ويتحولون الى أعداء حقيقيين لتحركات الثوار وتتوزع المهام فمنهم من يدعي أحقيته في مكسب أكتسبه الوطن بأيادي ابطاله ومنهم من يندس في صفوف الثوار لتشويه تحركاتهم بارتكاب بعض الجرائم التي ما قامت الثورة إلا لوضع حد لهكذا أفعال، ومنهم من يحشد مرتزقته مستغلاً ضعف الدولة لتحقيق هدف ما بغرض لا يقل بشاعة عن تفريق المجمع وتشويه الحسن وهذه عليها تجاوزات سرعان ما ستكشف حقائقها وتتلاشى سمعتها وحيل لم تعد تنطلي على شعب كالشعب اليمني وصاحب القضية لا تفتك به الشائعات ولا تزعزع همته الأراجيف ولا توهن عزمه الأباطيل وحين يتجاوز الزمن سفهاء القوم يبقى الكريم إبن الكرام شامخاً عزيزاً ويتحول السفيه الى دمية تحركه يد الأعداء واضحوكة أمام العالم ويعلم حينها أنه يتحرك بأمر قادة الانقلاب ويسدي لهم خدماتهم من حيث لا يعلم.

لا يختلف اثنان في أن من يسعى لشق الصف الوطني واضعاف سلطة الرئيس هادي واستهداف الحكومة الشرعية هو إيراني الهوى، انقلابي الهدف، شيطان بلباس ملاك، عدو حقيقي للشعب اليمني وكفاحه، خائن لدماء الشهداء وجراح الجرحى والمقعدين سيعصف به غبار الثوار من الجيش والمقاومة وتبدد أحلامه قطرات العرق التي تسكب في مواطن الرجولة والإباء وستلعنه الأيام وفي أسود صفحات التاريخ سينقش اسمه، وسيبقى الزمن والتاريخ خير شاهد وخير من يتحدث.

قراءة 4753 مرات
المزيد في هذه الفئة : « الصباح المتناسخ لشخص في الثالثة والخمسين (*) مقبل رمزا في فضاءات اللا موت.. قديسا في محراب الارادات الحرة »

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى