قُبلة وداع.. دمعة حُزن.. كلمة وفاء في رحيل المناضل ناصر الأسد

السبت, 02 أيار 2020 00:00 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

 

من هول الصدمة وفاجعة الخبر الذي صعق كل حواسي ومشاعري.. تبعثرت الكلمات وارتعدت الفرائص وتلعثم لساني وقلمي وانا احاول ان اكتب اي معنى للحُزن.. اي حرفٍ يمكنه ان يحمل مضمون ومحتوى لهذه الفاجعة والفراق الأليم هذا اليوم الخامس والعشرين من ابريل 2020 برحيل المناضل الوطني الكبير ناصر محمد احمد الأسد..

من أُعزي؟ هل أُعزي نفسي اذ كان صديق عُمر ورفيق درب ام أعُزي ابنائه واصدقائه ورفاق دربه تكاد التعزية  ان تعجز الى اين تتجه.. فالكل يُعزي ويتألم لهذا المصاب الجلل بفقدان هامة وطنية وحزبية مرموقة تمثل خسارة كبيرة للحزب الاشتراكي اليمني والوطن ومناضلي الثورة اليمنية.

لقد ارتبط اسم الفقيد ناصر الاسد وتاريخه بمجد زاخر ونضالاً دؤوب في كل مراحل النضال الوطني ماضيه وحاضره وظل حتى آخر لحظة من حياته متمسكاً بالأهداف والمبادئ التي آمن بها وناضل في سبيل تحقيقها، ورحل في لحظة من الزمن ما كان احوج الناس له فيها ولدوره النضالي ومكانته الاجتماعية والحزبية التي كان يتمتع بها.

كان واحداً من الكوادر الحزبية المتميزة جمع بين النضال الجماهيري والانضباط الحزبي والثبات في المبدأ وفن العمل السياسي حاملاً صفات وملكات نادرة اتسمت بالعقلانية والاتزان وصواب الموقف والقرار، عُرف كشخصية اجتماعية بارزه في كافة المحافل والنشاطات الجماهيرية في عمو م المنطقة.

التحق فقيدنا الراحل بجيش ثورة سبتمبر منذ قيامها وهو في سن مبكر وشارك في العديد من المعارك البطولية دفاعاً عن الثورة والجمهورية عرفته سهول وجبال وادوية الوطن جندياً مخلصاً كان آخرها مشاركته في الدفاع عن صنعاء ابان حصار السبعين أصيب فيها بعيار ناري كاد ان يزهق حياته فقد في الإصابة ابهام كفه الأيمن وظل كفه ويده موصومة كعلامة التضحية ووسام البطولة والشرف يلوح فيها بالتحية والسلام أين ما ذهب وفي كل لقاء لعلامة وشهادة يستحق فيها المجد والتقدير.

وبعيد انقلاب 5 / نوفمبر شارك في معظم النشاطات الشعبية في المناطق الوسطى في ذروة النشاط الثوري واحتقانه

ومع احتدام رقعة الصراع آنذاك في المناطق الوسطى وما آلت الية الاحداث من جراء الحملات العسكرية في السبعينات وإثارتها التدميرية والتنكيلية

هاجر الفقيد الى المملكة السعودية، وبعد عودته الى الوطن التحق الى عضوية منظمة المقاومين الثوريين في أوائل 73 والتي كانت احدى مكونات الحزب الاشتراكي اليمني وظل يعمل فيما كان يعرف بالقطاع السري ثم اختير عضواً في اللجنة القيادية في القطاع الى جانب رفيق دربه الفقيد مسعد محسن الشغدري  وآخرين..

كان مثلاً في التواضع وقمة في حسن الخُلق تجاه كل الناس أياً كانت ارائهم ومعتقداتهم السياسية يحترم ويُحترم

نفذ بكل جدارة المهام الموكلة اليه ابان تلك المرحلة وبصمت واتقان ومد الحزب بكل ما لديه من امكانيات وعطاء وعلى يده التحق الى صفوف الحزب العديد من الأعضاء

انتخب عضواً في لجنة منظمة الحزب لمديرية دمت كما انتخب مندوباً من ضمن مندوبي مؤتمر الحزب في المديرية والمحافظة

كان منزله مأوى وملتقى للقيادات الحزبية والشخصيات الاجتماعية قدم كل شيء من ماله وكل ما يملكه من اجل الوطن والحزب ولم يحصل على اي شيء حتى الرتبة التي مُنحت له بعد الوحدة (رائد) لم تتحقق لا مالياً ولا وظيفياً حتى وافاه الأجل

وليعذرني فقيدنا الراحل عن عدم الايفاء في سرد كل مناقبه في هذه العجالة انني ورفاق دربه لن ولن ننساه وستظل بصمات نضاله وذكرياته محفورة في وجداننا وذاكرة الشعب والضمير الوطني بكل ما للكلمة من معنى.

لك المجد والتحية والإجلال ايها المناضل الفذ ناصر الأسد ولتبقى مآثرك وتاريخ نضالك بوصلة يهتدي بها شباب اليوم وجيل الغد وشعلة وهّاجة على نفس الطريق الذي سلكته حتى تحقيق اهداف الشعب في الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والسلام على طريق تحقيق اهداف ثورتي  سبتمبر وأكتوبر المجيدتين ونضال وتضحيات مناضليها   الأبرار.

اصدق التعازي والمواساة الى الولد احمد ناصر الاسد والولد الدكتور هيثم ناصر وكافة ابنائه وأحفاده وذويه ورفاق دربه وكافة آل الأسد وآل الظاهري ومواطني دمت والمنطقة عموماً

رحمة الله عليه وغفرانه واسكنه فسيح جناته مع الخالدين الأبرار

وانا لله وانا اليه راجعون

قراءة 6207 مرات

من أحدث احمد ناصر الحاج الظاهري

المزيد في هذه الفئة : « كلُّ عامٍ والفاسدون بخير باري.. الأستاذ الذي يتعلم منه الجميع »

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى