رحيل الشاعر سعدي يوسف "الشيوعي الأخير" أحد أبرز الأصوات التي ملأت الأجواء الشعرية تجديداً وتمرداً مميز

  • الاشتراكي نت/ "بي بي سي"

الإثنين, 14 حزيران/يونيو 2021 00:53
قيم الموضوع
(0 أصوات)

توفي في سنواته الأخيرة.

ويعد أحد كبار الشعراء في العالم العربي خلال العقود الخمس وأحد أبرز الشعراء في عالم الشعر من حيث الشعرية وغزارة الإنتاج.

وينتمي سعدي يوسف إلى موجة الشعراء العراقيين الذين برزت في أواسط القرن الماضي ، وجاءت مباشرة بعد جيل رواد ما عرف بالشعر الحر أو التفعيلة ، الذي أطلق على رواد تحديث القصيدة العربية من أمثال نازك الملائكة وبدر شاكرب وبلند الحيدري وعبد الوهاب البياتي.

وقد أطلق البعض على هذا الجيل الجيل "الجيل الضائع" ، فقد عايش بعضهم جيل الرواد لكن منجزهم الحقيقي جاء في الخمسينيات ، وضم هذا الجيل إلى جانب سعدي يوسف ، الشعراء محمود البريكان ومظفر جديد وآخرين.

وبرحيله ، كانت لحظة الشعرية ، تجديداً وصخباً وتمرداً.

وكتب الناقد خالد مطاوع في 11 أبريل / نيسان 2021 حينما كان سعدي يوسف لا التنافس على السرطان في أحد مستشفيات العاصمة البريطانية: "سعدي يُعد من أعظم الشعراء المعاصرين الذين كتبوا ، وهو جانب أدونيس ومحمود درويش ، يعد أحد عمالقة الشعر العربي" في النصف الثاني من القرن العشرين ".

تجربة رائدة

و تجربة سعدي يوسف الشعرية يقول مطاوع: "استمدت ممارسة سعدي الشعرية من المصادر ؛ الأغاني الشعبية في جنوب العراق حيث نشأ إلى زُهد المعري ، ومن الصور الشفافة للشاعر الصيني لي بو إلى أغاني لوركا العميقة ، بالإضافة إلى لارتباط وحوار مستدام مع شعر السياب.

نشر سعدي ما يزيد عن 40 مجلداً من الشعر والمقال الأدبي والقصصي ، وعددا أكبر من الترجمات تنوعت من قصائد والتان الأمريكي لروايات نغوجي وا ثينغو ، الروائي الكيني ".

تركت تجربة سعدي يوسف الشعرية الفريدة بصمتها خارج العراق وتأثر بها عدد من الشعراء العرب.

ويقول الشاعر السوري حسين بن حمزة: "لو نظرنا إلى ما كُتب من شعر عربي منذ نهاية السبعينيات إلى اليوم ، لوجدنا أن الكثير من التجارب تدين ، بشكل مباشر أو غير مباشر ، لقصيدة سعدي يوسف".

ويتابع: "والأرجح أنّ الصفة المستقبلية التي ستحملها في مشاريعه الشعري أثمرت لاحقًا في تجربته ، تجارب شعراء تنفذ. آثار مماثلة ومتنوعة لشعر سعدي في نتاج عدد من أهم شعراء السبعينيات العرب. ويمكن اقتفاء هذه الآثار بسهولة في أعمال أمجد ناصر ، زكريا محمد ، غسان زقطان ، هاشم شفيق ، رياض الصالح الحسين وغيرها ".

كالعديد من الكتب والشعراء للسجن بسبب تعرض مواقفه السياسية واضطر إلى الهجرة في بلادك ليعيش في المنافي والغربة.

في أعقاب الانقلاب الذي قاده حزب البعث في الثامن في فبراير/ شباط 1963 ألقي القبض على سعدي يوسف، لكن أطلق سراحه قبل ليلة واحدة من انقلاب الناصريين عليهم أواخر العام نفسه.

وذهب إلى طهران ودمشق ثم إلى الجزائر حيث أقام لسنوات قبل أن يعود الى وطنه بعد انقلاب البعث الثاني في يوليو/ تموز 1968.

لكن لم تطل إقامته هذه المرة، إذ كان الوضع يتدهور وكانت هناك حملة قمع واسعة ضد الشيوعيين وضد كل من يشتبه في معارضتهم للنظام وإن كانوا بعثيين.

وفي غربته الثانية، تنقّل سعدي بين مدن كثيرة مثل بلغراد، نيقوسيا، باريس، بيروت، دمشق، وعدن والجزائر والرباط... ليستقر أخيراً في لندن، ويحصل على الجنسية البريطانية.

مصير مشترك

لم يخرج سعدي في حله وترحاله عن مسار معظم الشعراء العراقيين الكبار، أمثال: محمد مهدي الجواهري، بدر شاكر السياب، عبد الوهاب البياتي، نازك الملائكة، يأسرهم المنفى ثم يتركهم معلقين بشباكه حتى الموت، ويصبح الوطن لديهم مصدراً شعرياً وذكريات تزهر قصائداً ونصوصاً.

وتناقض نصوص سعدي يوسف الشعرية المشبعة بالرمزية والسلسة مثل الأحداث اليومية التي نمر بها وحتى الرتيبة والهادئة، مواقفه السياسية الحادة، التي دخل بسببها في معارك عنيفة وسجالات فكرية وأولها مع رفاق دربه القدماء.

ثمن باهظ

دفع الشاعر ثمناً باهظاً بسبب أفكاره وانتمائه اليساري، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، صار يساريا على طريقته الخاصة، وبات يصف نفسه «الشيوعي الأخير» بحسب عنوان آخر دواوينه، وبشكل خاص بعد اختلافه مع حزبه في الموقف من غزو العراق والتحولات السياسية التي أعقبته.

وحسب موقع الشاعر على الإنترنت هو من مواليد عام 1934، في بلدة "أبي الخصيب" بالبصرة في جنوب العراق، أكمل دراسته الثانوية في البصرة.

وحصل على إجازة في آداب اللغة العربية وعمل في التدريس والصحافة الثقافية، "وتنقّل بين بلدان شتّى، عربية وغربية، شهد حروباً، وحروباً أهلية".

نال جائزة سلطان العويس، والجائزة الايطالية العالمية، وجائزة (كافافي) من الجمعية الهلّينية.

وفي العام 2005 نال جائزة فيرونيا الإيطالية لأفضل مؤلفٍ أجنبيّ . ويقيم الشاعر منذ عام 1999 في بريطانيا.

غزارة إنتاج سعدي يوسف تكاد تكون فريدة، فقد بلغ عدد دواوينه الشعرية التي نشرها حتى الآن 43 ديواناً على مدار ما يقارب سبعة عقود من الزمن، كان أولها "القرصان" عام 1952 وآخرها "في البراري حيث البرق" عام 2010 مروراً بـ "الأخضر بن يوسف ومشاغله" و "الشيوعيّ الأخير يدخل الجنّة".

كما نشر عشرة كتب ضمت تراجم لأشعار كبار الشعراء العالميين، أمثال والت ويتمان ولوركا وكافافي ويانيس ريتسوس.

كما ترجم نحو 12 رواية لكبار الروائيين الأجانب مثل النيجيري وولي سوينكا والإنكليزي جورج أورويل والياباني كينزابورو أوي.

كما كتب سعدي يوسف رواية تحت عنوان "مثلث الدائرة" ومسرحية "عندنا في الأعالي" قصص قصيرة بعنوان "نافذة في المنزل المغربي" إضافة الى عدد من اليوميات والنصوص السياسية والأدبية مثل "يوميات الأذى" و "يوميات ما بعد الأذى".

قراءة 1111 مرات آخر تعديل على الإثنين, 14 حزيران/يونيو 2021 01:28

من أحدث

المزيد في هذه الفئة : « اشتراكي تعز يحمل السلطة المحلية مسؤولية حماية مدير عام الموارد المالية بالمحافظة غرق أكثر من 100 مهاجر أفريقي و 4 يمنيين قبالة سواحل رأس العارة في لحج »

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى