صنعاء.. إرتفاع أسعار المواصلات والمواد الغذائية يفاقم معاناة المواطنين مميز

  • الاشتراكي نت / محمد عبدالإله

الإثنين, 14 آذار/مارس 2022 19:55
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

تتفاقم الأوضاع المعيشية في العاصمة صنعاء، لاسيما مع ارتفاع أسعار المواصلات والمواد الغذائية والاستهلاكية، وما ترتب عنه من عجز السُكان وأرباب المنازل من دفع إيجار سكنهم وانقطاع رواتب الموظفين وغياب شبه كُلى لمقومات الحياة، وذلك بعد الزيادات الجديدة التي شهدتها الأسعار جراء انعدام المشتقات النفطية والغازية الغير مسبوقة المترافقة مع الحرب في أوكرانيا.

وتحتجز جماعة الحوثي المئات من الشاحنات المحملة بالمشتقات النفطية في منافذ الجوف وتعز والبيضاء والحُديدة  على البحر الأحمر وتمنعها من الوصول للمناطق الخاضعة لها بذريعة أن  تلك الكميات من الوقود مغشوشة وغير صالحة للمعدات والآلات.

واتهمت الحكومة جماعة الحوثي، باحتجاز أكثر من 150 شاحنة وقود ومنعها من الدخول إلى مناطق سيطرتهم شمالي البلاد.

وقالت اللجنة الاقتصادية التابعة للحكومة في بيان على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إن "الحوثيين يمنعون ما يزيد عن 150 مقطورة وقود من الدخول إلى مناطقهم ويهددون التجار ويرهبون العاملين على القاطرات في إصرار واضح للمتاجرة السياسية بمعاناة المواطنين وتعزيز السوق السوداء التي يديرونها.

وأضافت اللجنة أن هذا المنع يأتي بعد أن بذلت الحكومة كل جهودها وقدمت تسهيلاتها لنقل المشتقات النفطية من المناطق المحررة إلى مناطق الحوثيين للتخفيف من معاناة المواطنين والحد من نشاط السوق السوداء.

وأوضحت أن الوقود الذي تم نقله بواسطة المقطورات من مناطق الحكومة الشرعية إلى مناطق الحوثيين، تم استيراده بشكل قانوني إلى الموانئ في مناطق سيطرة الحكومة المعترف بها دوليًا.

وأكدت اللجنة أن الوقود مطابق للمواصفات وخضع لجميع ضوابط الفحص والقرارات الحكومية وقوانينها ولديه شهادات فحص من شركات دولية بسلامة المواصفات الفنية وبما يؤكد قانونية مصدرها.

واقع مر

يقول (جميل) وهو طالب في المستوى الرابع بجامعة صنعاء: منذ ساعات الصباح الأولى، أهرع  إلى حي الرويشان لكي أتمكن من الذهاب إلى الجامعة بمبلغ 200 ريال للمشوار الواحد؛ لأنني غير قادر للوصول إلى الجامعة من جولة تعز بمبلغ 400 ريال لينضم لطلاب آخرين.

ويضيف أرتدي أحذية سوداء طويلة وأضع شنطتي على ظهري وكمامة وأجلس مستند على أحد الجدران "إن لم يأتي الباص من هنا نذهب إلى الجامعة جياعًا وسيرًا على الأقدام.

ويجد جميل صعوبة في تقبل التغييرات فهذا نوع جديد تمامًا من الأزمات التي لم يشعر بها منذ بداية سنوات دراسته الجامعية.

ويتحسر قائلاً: نشعر بالضياع والحيرة، ليس فقط في العمل ولكن في حياتنا الخاصة أيضا، فقدان الدخل، والاضطرار إلى التخلي عن أسلوب حياة كامل، وفقدان المواصلات والاتصال. هناك الكثير من الأشياء التي فقدناها بالفعل ولم ندرك أثرها بالكامل بعد.

وعبر عن شعوره بالقلق إزاء الطريقة التي سيتابع بها دراسته الجامعية.

وينوه حتى الآن لا يوجد أي علامات تراجع بإعادة أسعار المواصلات لما كانت عليه، لكنني خائف جدا من فقدان دراستي.

وحمل جماعة الحوثي المسؤولية عن ارتفاع المواصلات والسلع.

ويوافق جميل طلاب آخرون لكنهم يفضلون الصمت، فمن المجازفة أن ينتقد أحدهم جماعة الحوثي.

ارتفاع مهول للأسعار

قفزت الأسعار بنسبة 50% في الأسبوع الماضي، وكان للمواد الغذائية والمواصلات الحصة الأكبر من هذه الارتفاعات.

ووفقا لأحد المواطنيين، فإن سعر الدقيق كان يبلغ 18000 ألف ريال (أي 30 دولار أمريكي تقريبًا) وارتفع خلال الأيام القليلة الماضية بزيادة 4 آلاف ريال ليصبح بنحو 22000 ألف.

وباتت أسعار السكر والحبوب أعلى بنسبة 100% في مارس الجاري مقارنة بالعام الماضي. كما يقوم البعض التُجار بتقييد كمية المواد الغذائية الأساسية مثل الدقيق والسكر والزيت التي يمكن للناس شراؤها.

انحسار حركة البيع والشراء

يقول سمير الذي يعمل في محل للمواد المنزلية للأزمة هناك تأثير كبير على زبائننا.. لقد انخفض عددا كبيرا منهم. كما أن تكاليف الإيجار والمعدات والتنظيف لدينا آخذة في الارتفاع. وقد ارتفعت المصاريف بنسبة 100%.

ويضيف أتوقع أن يتم إغلاق محلنا قريبًا. الناس سيجدون صعوبة بالغة في العثور الأموال، والحصول على لقمة العيش بدلًا من شراء المواد المنزلية.

واليمن احد مستوردي القمح، وتعتمد على الاستيراد من استراليا روسيا وأوكرانيا بشكل رئيس.

احتجاجات محدودة

شهدت صنعاء الأسبوع الفائت بعض الاحتجاجات المحدودة في خط الستين(غرب صنعاء) تندد بارتفاع الأسعار وصعوبة الأوضاع المعيشية في المدينة التي يُعاني معظم سُكانها من فقر مدقع ومجاعة تلوح بالأفق.

وكتب المتظاهرون ـ بشكل رمزي عبارات (ارحل يا حوثي) على أحد الجسور الرئيسية وفي بعض الأماكن منددين بالغلاء وارتفاع المواصلات وانعدام المشتقات النفطية والغازية.

ولم تتخذ جماعة الحوثي إجراءات لمحاولة ضبط الأسعار و احتواء الأزمة المتفاقمة.

ويعتمد اليمن على القمح المستورد، مما يزيد احتمالية تأجيج الأزمة المعيشية في ظل الحرب القائمة.

 

قراءة 441 مرات

من أحدث

المزيد في هذه الفئة : « مرصد حقوقي يوثق مقتل وإصابة 341 مدنياً في تعز خلال العام الماضي أطباء بلا حدود تعلن إيقاف بعض أنشطتها في محافظة مأرب »

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى