الأهدل مناضل لا تستطيع الأيام طي صفحته

الأربعاء, 25 شباط/فبراير 2015 13:30
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

الواحد والعشرون من فبراير 2008 كانت الفاجعة، برحيل الفقيد المناضل عبدالرحمن حسن الاهدل إلى جوار ربه، وخسر الحزب الاشتراكي يومها أحد رموز الحركة الوطنية وروافدها.

عبدالرحمن الأهدل ابن مدينة المراوعة من مواليد 1948، متزوج وأب لسبعة أولاد ثلاثة ذكور وأربع إناث، تلقى تعليمه الأولي في «المعلامة» على أيدي الفقهاء والعلماء، ومـــن ثــــــم درس الفقـه واللغة على يد والده العلامة عبدالرحمن حسن الاهدل الذي كان حجة عصره في العلوم والمعارف اللغوية والشرعية.

وحصل الفقيد على شهادة معادلة بالثانوية العامة وقام بالتدريس في المراوعة وعُين مديراً للمدرسة فيها، بعدها انتقل للتدريس في مدينة الحديدة، ومن ثم انتقل للعمل في البنك المركزي اليمني. وبقرار سياسي تم نقله للعمل في العاصمة صنعاء بمصلحة المساحة والسجل العقاري، فتسنى له الالتحاق بالدراسة الجامعية بقسم اللغة العربية والدراسات الاسلامية في كلية الآداب ـ جامعة صنعاء، وعُين في العام 91 مستشاراً لوزارة الثقافة بدرجة وزير.

ويُعد الأهدل أحد مثقفي اليسار اليمني، الذين صمدوا في أعتى الظروف وقاوموا شتى أصناف القمع والاستبداد، إذ اعتقل  مع ألوف الوطنيين وتعرض للمطاردات والتنكيل والسجن السياسي، وعمل مع رفاقه على تأسيس حزب العمال والفلاحين في 1969والذي تغيرت تسميته إلى حزب العمل اليمني، كجامع تنظيمي لأفراد الحركة الوطنية آنذاك.

وكان قد التحق بالعمل السياسي منذ 1967 وشارك في تأسيس حزب العمل، وشارك بفاعلية في الحوارات التأسيسية لتوحيد فصائل اليسار، إلى أن تُوجت بالاندماج في إطار حزب الوحدة الشعبية في الشمال (الحزب الاشتراكي اليمني في الجنوب).

وتعرض الفقيد مرات عدة للاعتقال، في العام 72، والعام 77، وكانت عملية الاعتقال الأكثر خطورة عليه في العام 82؛ حيث كان المسؤول الأول للحزب في محافظة الحديدة وقد وقعت الوثائق في يد الأمن وكان من المتوقع إعدامه، وآخر عملية اعتقال للفقيد كانت في عام 94. وظل عضواً في اللجنة المركزية حتى وافته المنية في 21/2/2008.

وعلى صعيد الابداع الثقافي؛ كان عبدالرحمن الاهدل من القيادات الأولى التي أنشأت اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين وشارك في توحيده على مستوى الشطرين وانتُخب في الأمانة العامة للاتحاد وكان مسؤولاً مالياً. وأصبح بعدها عضو مجلس تنفيذي للاتحاد.

ويعد الفقيد أحد رموز المشهد الشعري في سبعينيات القرن الماضي؛ حيث له عدد من الكتابات النقدية في المجلات والملاحق الثقافية، كونه كاتباً وشاعراً وناقداً، وذا خبرة في قراءة الموازنات العامة للدولة، وله من الكتب التي صدرت «الوجه الآخر للنص - كتاب نقدي»، «تمتمات الوجد - ديوان شعر»، بالإضافة إلى كتب ما تزال تحت الطبع هي: «في الحداثة والتنوير»، «شخصيات أثّرت الحياة»، «عشر سنوات مع موازنة الدولة»، و«قراءات في الواقع السياسي اليمني».

إلى ذلك فقد مثّلَ الراحل الذاكرة الحية للحركة الوطنية اليمنية؛ حيث توجه إلى الكتابة عن رفاقه الراحلين في إطار مساهماتهم النضالية في الحركة الوطنية ومحطاتها المختلفة، في مساهمة منه لكتابة تاريخ الحركة الوطنية. معتبراً رفاقه المناضلين عظماء لا تستطيع الأيام المتراكمة طي صفحتهم، وما أن تحل ذكرى رحيلهم حتى نشعر بحجم الخسارة.

سبعة أعوام مرت على رحيل المناضل عبدالرحمن الاهدل، ويؤسف أنها تمر بهدوء وسكينة، لكن ذكرى الاهدل وأمثاله من رواد النضال والكفاح تبقى ماثلة في ذاكرة المناضلين في كل لحظة ومحطة وطنية.

 

*ينشر بالتزامن مع صحيفة الثوري

 

قراءة 1082 مرات

من أحدث

المزيد في هذه الفئة : « مسلحون يطلقون النار على المجمع الحكومي بعدن مصدر: الزياني يصل إلى عدن خلال الساعات القادمة »

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى