تفاقم الأزمة الإنسانية فـي عدن مميز

  • قصف عشوائي للأحياء السكنية وانقطاع تام لمياه الشرب والكهرباء ونقص حاد للدواء والغذاء
  • الاشتراكي نت/ فؤاد الربادي

الخميس, 09 نيسان/أبريل 2015 19:24
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تتفاقم الأزمة الإنسانية في محافظة عدن والمدن المحيطة بها يوماً تلو الآخر, وانعكست هذه الأزمة, منذ بدء العمليات العسكرية لحلف الحوثي وصالح ضد عدن قبل نحو أسبوعين, في النقص الحاد للغذاء والماء واللوازم الطبية والجراحية.

بعد أسبوعين من بدء الغارات الجوية التي تقودها السعودية في اليمن، تكاد واردات الغذاء لأفقر بلد عربي تتوقف تماماً، مع تعرض سلاسل الإمداد الهشة لضغوط متنامية جراء السيطرة المسلحة للحوثيين على مرافق الدولة وعلى رأسها الموانئ الجوية والبحرية وعزوف التجار عن استيراد المواد الغذائية, إذ يستورد اليمن أكثر من %90 من غذائه، بما في ذلك الجانب الأكبر من حاجاته من القمح وكل احتياجاته من الأرز لتلبية متطلبات سكانه البالغ عددهم نحو 25 مليون نسمة.

وتؤكد المعلومات الواردة من عدن نقلاً عن سكان محليين, أن معظم أحياء المدينة تعاني انقطاعاً تاماً لمياه الشرب وشبه كامل للكهرباء ونقصاً في المواد الغذائية والمواد الطبية والإسعافية.

وأرجع السكان انقطاع المياه عن مدن المعلا والتواهي وكريتر، بسبب تمركز القوات الموالية لصالح والحوثي بمنطقة البرزخ في جبل حديد، حيث توجد محطة ضخ للمياه تغذي 4 مديريات، ما يشكل صعوبة على عمال المياه لإصلاح الأضرار التي طالت المحطة.

وتوقف أنبوب المياه الواصل بين المعلا والمنصورة، وأيضاً الأنبوب المار أسفل جبل حديد الذي يغذي كريتر والتواهي والقلوعة, فيما تم تدمير آبار المياه الصالحة للشرب الموجودة في بلدة تبن الواقعة بين عدن ولحج.

ولجأ سكان الأحياء المتضررة إلى آبار قديمة في أحواش المساجد لم تعد مستخدمة لفترة طويلة وباتت ملوثة وغير صالحة للشرب ولا يستخدمها السكان لاعتمادهم الكلي على أنابيب المياه القادمة من الخزانات الرئيسة للمدينة.

ونقلت رويترز عن مصادر في عدن قولهم إن الجثث ملقاة في الشوارع ولا يمكن الاقتراب منها، بسبب نشر الحوثيين قناصة على أسطح المباني يطلقون منها الرصاص، فيما هناك قصف عشوائي على حي المعلا».

وتغذي تلك الآبار مناطق في المحافظتين، وهي أحياء الشيخ عثمان والرفاعة والبريقة والمنصورة.

وينذر الاعتماد على الآبار القديمة، بأزمة صحية تزيد من الوضع الإنساني المتردي لمدن الجنوب.

وتوقفت محطة خور مكسر بسبب الاشتباكات هناك، ولم يتمكن العاملون من الدخول الى المحطة، بسبب تمركز قوات الحوثي وصالح, والأهم من ذلك هو انقطاع خط الربط الرئيس القادم من محطة مارب الغازية، الذي تعرض لضرب في منطقة العند، وكان يغذي مدينة عدن بـ60 ميجاوات.

ويتهم التحالف العربي الذي تقوده السعودية القوات الموالية للحوثيين وصالح بتعمد مفاقمة معاناة المواطنين اليمنيين عبر قطع الإمدادات الحيوية بقصف محطات الضخ والتسبب في انقطاع الكهرباء، ومنع عمال المحطات من الوصول إليها أو التزود بالديزل.

من جانبه, وجه مكتب الصحة نداء استغاثة إلى الصليب الأحمر الدولي أبلغه فيه بنقص الأدوية في المؤسسات الاستشفائية العاجزة عن تقديم المساعدة لإسعاف المصابين جراء القصف العشوائي الذي تتعرض له أحياء عدن من قبل قوات الحوثي وصالح, حيث تشهد مستشفيات عدن كارثة إنسانية بسبب القصف المستمر وعدم إسعاف الجرحى وانتشال الجثث التي على الطرقات وفي أماكن الاشتباكات.

وسمح التحالف العربي, السبت الماضي, للصليب الأحمر الدولي بإيصال المساعدات والكوادر الطبية الى اليمن عبر طائرتين إلى اليمن، إحداهما تحمل معدات طبية عاجلة، وأخرى أصغر مخصصة للمسافرين تحمل أطقماً طبية, وما يزال الصليب الأحمر ينتظر السماح له بإرسال فريق طبي جراحي إلى مدينة عدن عبر البحر.

وكانت المنظمة الدولية للصليب طلبت وقف إطلاق النار لمدة 24 ساعة في عدن، محذرة من وفاة المزيد من المدنيين.

ووصفت الناطقة باسم المنظمة كلير فغالي الوضع الإنساني في عدن بالمأساوي، وإن الجثث بدأت تتكدس في الشوارع.

وقالت إن «الناس لا يستطيعون الخروج من بيوتهم لشراء المواد الغذائية، ونعرف أن هناك نقصاً في الماء داخل المدينة، لأن أنابيب المياه تضررت، نحاول أن نبذل قصارى جهدنا، ولكن الوضع في غاية الصعوبة».

وقالت الأمم المتحدة إن نحو 500 شخص على الأقل قتلوا على مدى الأسبوعين الماضيين في اليمن, فيما أدى قصف قوات صالح والحوثي المتواصل على الأحياء السكنية ونشر قناصتهم في عدد من المباني الى نزوح جماعي لمئات الأسر وأخرى ما تزال محاصرة داخل المنازل.

وأطلق سكان عدن نداء استغاثة لمساعدتهم في الخروج من الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تعيشها المدينة وسط تحذيرات من تزايد تدهور الوضع الإنساني جراء استمرار القصف على الأحياء السكنية وارتفاع عدد الضحايا فوق طاقة المستشفيات وانعدام المواد الغذائية والمشتقات النفطية.

قراءة 1090 مرات

من أحدث

المزيد في هذه الفئة : « عاصفة الحزم تستهدف مجمع الدفاع و موقع للحوثيين وصالح بصنعاء تجدد الاشتباكات وسط عدن »

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى