تاريخ اليمن مهدد.. تضرر 25 موقع أثري جراء الحرب مميز

  • الاشتراكي نت/ خاص - يحيى القباطي

السبت, 13 حزيران/يونيو 2015 19:04
قيم الموضوع
(1 تصويت)

يتعرض تاريخ اليمن واثارها لضرر كبير أيضاً جراء الحرب الدائرة في البلد، فقد ذكرت الهيئة العامة للآثار والمتاحف أن 25 معلماً أثرياً تم استهدافه بطريقة مباشرة وغير مباشرة.

ودعت هيئة الاثار المنظمات الدولية المعنية إلى حماية الآثار ووضع حداً لاستهدافها، معتبرة هذا الاستهداف هو استهداف إنساني وثقافي وهوية شعب.

وتعرضت عدة مواقع أثرية يمنية لاستهداف التحالف العربي بقيادة السعودية  الذي ينفذ غارات جوية على مواقع عسكرية وتجمعات لمليشيات الحوثي وعلي صالح ويتهم التخالف العربي الحوثيين وأنصارهم بالتحصن في هذه الأماكن، وأدى إلى تدمير جزء كبير من التراث الثقافي اليمني.

صباح الجمعة 12-6 هز انفجار عنيف حي وسط صنعاء القديمة أدى إلى تدمير أربعة منازل وتضرر عدد آخر من المنازل التاريخية ولقى خمسة أشخاص من عائلة واحدة بينهم طفل ومسنين حتفهم تحت تأثير الانفجار.

صنعاء القديمة هي احدى المواقع الأثرية اليمنية المدرجة في قائمة التراث العالمي، ففي عام 1986م دخلت المدينة ضمن هذه القائمة بعد أن أعادت اليونيسكو ترميمها، تلتها في نفس العقد مدينة شبام حضرموت وبعدها بسنوات قلائل أدرجت مدينة زبيد التاريخية لهذه القائمة.

الزائر لموقع الانفجار في حي القاسمي وسط صنعاء القديمة يلحظ أن الانفجار وقع على المنازل بشكل مباشر، وطبيعة الحي لا تسمح بتخزين الأسلحة نظراً لضيقه، والانفجار الذي تعرضت له المنازل حولها لكومة تراب، فيما لو تعرضت لغارة جوية كما يتهم الحوثيون قوات التحالف، كان سيدمر عدد كبير من المنازل المحيطة والمبنية بالطين والآجر الأحمر.

يقول أهالي الحي أن معظم السكان في احياء صنعاء القديمة غادروا منازلهم بعد استهداف الطيران لمجمع وزارة الدفاع مطلع الأسبوع الماضي، فقد هزت تلك الغارة عدة أحياء في المدينة بثت في قلوبهم الرعب، مما اضطرهم للمغادرة، والمنازل التي سقطت كان أفرادها قد نزحوا أيضاً ولم يتبقى منهم سوى الذين قتلوا في الانفجار.

من جانب آخر نفى العميد أحمد عسيري أي استهداف لطائرات التحالف لمدينة صنعاء القديمة، مشيراً إلى حرصهم على الحفاظ على سلامة المواطنين والبنية التحتية اليمنية والأثرية.

وأضاف عسيري في اتصال هاتفي مع قناة العربية، أن المنظمات الدولية ذكرت أنا الميليشيات الحوثية نشرت المضادات الأرضية ومستودعات ذخيرة داخل الأحياء القديمة كي تستفيد من حماية هذه الأماكن، وأرجح عسيري تعرض احدى هذه المستودعات لانفجار كونها غير مؤهلة لعمليات تخزين متفجرات وخلافه.

التحالف العربي لا يضع بعين الاعتبار المناطق الأثرية كما قال عسيري في تصريحه، فقد شنت طائرات التحالف غارة جوية على محيط "دار الحجر" شمال صنعاء بتاريخ 5-6 أدى إلى تخلخل بعض أجزاءه المعمارية –حسب بيان الهيئة العامة للآثار والمتاحف.

وفي تاريخ 30-5 استهدفت غارة التحالف العربي سد مأرب القديم، ذكرت الهيئة العامة للآثار والمتاحف في بيانها أن "المصرف الجنوبي للسد قد تعرض للتخلخل"، بعد غارت عدة في ذات اليوم.

وكانت المديرة العامة لليونيسكو إيرينا بوكوفا قد أدانت في وقت سابق الغارات على سد مأرب القديم، والأضرار التي لحقت بمدينة صنعاء القديمة نتيجة استهداف معسكر جبل نقم في تاريخ 11-5 الذي أدى إلى تشقق بعض المنازل في المدينة التاريخية.

ودعت بوكوفا، في بيان صحفي تناقلته وسائل الإعلام "لحماية التراث الثقافي الفريد من نوعه في اليمن وتجنب استهداف المواقع الأثرية ومعالم التراث الثقافي."

وأكدت بوكوفا في بيانها على الامتناع عن القيام بأي عمل عسكري من شأنه استخدام أو استهداف مواقع التراث الثقافي والآثار، وحثت على حماية مواقع الآثار من الأضرار الجانبية أو الاستهداف المتعمد.

واستهدف جامع الهادي في محافظة صعدة بعد أن أعلنها أحمد عسيري منطقة مستهدفة، وتعرض الجامع لعدة غارات أدت إلى الإضرار به بشكل كبير، كما تعرضت قلعة "باجل" في محافظة الحديدة لغارة أدت إلى تخلخل أجزاء من عمارتها، ومثله "جرف أسعد الكامل" في محافظة إب.

وذكرت الهيئة العامة للآثار والمتاحف أن متحف ذمار الذي يحوي مكنون الحضارة اليمنية من قطع أثرية قد تعرض لعدة غارات يوم الخميس 28-5 أدت إلى تسويته بالأرض، وعبرت الهيئة عن استنكارها لاستهداف المتحف وبقية المواقع الأثرية.

أثناء الحرب العالمية الثانية في القرن الماضي، أفرغت فرنسا محتويات متاحفها من الآثار القديمة ودفنتها في عدة خنادق أنشأتها لذات السبب، كان الفرنسيون يدركون أن الحرب لن ترحم الآثار فأدوا مهمة إخفاءها بنجاح، أما في اليمن فيلجأ الحوثيون لتخزين أسلحتهم في المناطق الأثرية لتكون هدفاً لقصف التحالف دون مبالاة، بل ليحصدوا كم آخر من التعاطف.

يؤكد رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث اليمنية عبدالسلام محمد أن الحوثيين دمروا الآثار في تعز بشكل مباشر وغير مباشر، مشبهاً إياهم بتنظيم داعش الإرهابي الذي دمر الآثار العراقية، وتنظيم طالبان التي هدمت آثار أفغانستان.

وقال عبدالسلام في تصريح لصحيفة عكاظ السعودية أن الحوثيين يتحصنون داخل المواقع الأثرية هرباً من الطلعات الجوية، وهو ما يضطر التحالف لقصف هذه المواقع.

الحزب الاشتراكي اليمني من جهته عبر عن استنكاره من قصف التحالف للمواقع الأثرية، مشيراً إلى عدم وجود أي مبرر لقصف هذه الأماكن، ودعا إلى تجنيب التراث الثقافي اليمني آثار الحرب والقصف.

إن عدم الالتزام بالمعاهدات الدولية الداعية لحماية الآثار، خصوصاً اتفاقية لاهاي التي دعت "بوفوكا" إلى الالتزام بها، والتي تدعو إلى حماية الممتلكات الثقافية في حالة النزاع المسلح، واتفاقية اليونيسكو بشأن حماية التراث العالمي، سيرث أبناء الجيل اللاحق "آثار أثار" جراء تدمير مناطق اليمن الأثرية.

قراءة 1431 مرات

من أحدث

المزيد في هذه الفئة : « تعز: مليشيات الحوثي وصالح تقصف الاحياء السكنية بشكل عنيف الحديدة: آلات الحرب توقف حركة الحياة في المدينة"تقرير" »

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى