انقطاع الكهرباء.. معاناة الشعب المستمرة مميز

  • الاشتراكي نت / بدر القباطي

الأربعاء, 17 حزيران/يونيو 2015 18:26
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

تتزايد معاناة اليمنيين بسبب انقطاع التيار الكهربائي وتوقف الخدمات الاساسية للحياة ودخل اليمنيين في عزلة غير مسبوقة  نتيجة خروج الهواتف المحمولة عن الخدمة لعدم توفر الشحن وانقطاع المياة عن المنازل  وتوقف المؤسسة العامة للمياه عن ضخ المياه للاحياءالسكنية بسبب عدم توفر مادة الديزل واعتماد المواطنين على المضخات الكهربائية  في رفع المياه  و بات من الصعب الحصول على قنينة مياه باردة، وإذا توفرت فإن سعرها يصل الى ثلاثة اضعاف سعرها في السابق.

وتدخل العاصمة صنعاء وجميع من المدن اليمنية الشهر الثالث على التوالي من الانقطاع شبه التام للتيار الكهربائي حيث يعود التيار الكهربائي لمدة ساعة فقط كل خمسة ايام، في حين ان عددا من الاحياء في صنعاء لم يزرها التيار منذ اكثر من أشهر ولو لدقائق.

وتفاقمت معاناة اليمنيين كثيرا، بسبب غياب  الكهرباء، وفقد الكثير مصالحهم، وتعطلت أعمال رئيسة وتضررت الكثير من القطاعات كالقطاع الصحي والمصانع والخدمات الأساسية في المنازل وعاد اليمنيون عشرات السنين الى الوراء والى الطرق التقليدية في تبريد الماء وغسل الملابس وطحن الحبوب.

محلات تجارية اوصدت ابوابها وتكبدت العديد من الخسائر وفقد الناس اعمالهم وخصوصاً تلك المحلات التي تعتمد كليا على الكهرباء في تسيير أعمالها كورش النجارة واللحام والالمنيوم ومحلات التصوير وغيرها.

سعيد الصبري وهو صاحب ورشة لتشكيل الحديد قال: انقطاع الكهرباء وانعدام المشتقات ادى الى توقف العمل داخل الورشة وخسارة العديد من الزبائن بسبب تأخر الاعمال.

واضاف: اضطررنا الى الاستغناء عن معظم العاملين في الورشة والذين يعملون لدينا منذ سنوات طويلة لعدم القدرة على دفع اجورهم فالعمل توقف تماما والتيار الكهربائي لا يعود سوى ساعة واحدة في الاسبوع واحيانا في الاسبوعين، ولا نستطيع تشغيل المولدات الكهربائية بسبب انعدام الديزل.

وتوقفت المؤسسة العامة عن ضخ المياة الى الاحياء السكنية بسبب انقطاع الكهرباء وعدم توفر مادة الديزل لتشغيل محطات التزويد بالمياه.

المواطن محمد الحيمي التقيناه وهو يقف في احد الطوابير الطويلة عند احدى مضخات تعبئة وايتات المياه للحصول على ليترات من المياة للأستهلاك اليومي فقال: أضطر الى الوقوف في هذه الطوابير الطويلة تحت اشعة الشمس الحارقة يوميا لمدة 5 ساعات بسبب ارتفاع سعر وايتات الماء والتي وصل سعرها 10000 ريال.

وتشرح الاستاذة ملاك "مدرسة" معاناتها من انقطاع التيار الكهربائي بالقول: منذ 3 أشهر وانا اقوم بشحن هاتفي الجوال باستخدام البطاريات الجافة والتي تضاعف سعرها واصبحت شبه معدومة من الاسواق بسبب الاقبال الكبير على شرائها لاستخدامها في شحن الهواتف المحمولة.

ويحاول اليمنيون تعويض جزء مما فقدوه من انعدام الكهرباء عن طريق شحن هواتفهم باستخدم البطاريات الجافة التي ارتفع سعرها اكثر من الضعف واستخدام خطوط الهاتف الثابت في الحصول على اضاءة بسيطة باستخدام لمبات اقتصادية فئة 7 وات.

ولجأ طبيب يسكن في حي بيت بوس بالعاصمة صنعاء الى احضار طاحونة "الرحى" الحجرية التي مضى على استخدامها عشرات السنين ليستخدمها في طحن الحبوب بعد ان أغلقت محلات طحن الحبوب ابوابها بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء.

وكان البعض يعتمدون على المولدات الكهربائية عند انقطاع الكهرباء لكن الان وبسبب انقطاع  الكهرباء بشكل متواصل لم تعد المولدات تجدي نفعا بسبب صعوبة الحصول على المشتقات النفطية لتشغيلها.

وحتى المولدات الكهربائية التي تعمل بمادة البنزين خرجت عن الخدمة وبالرغم من توفر البنزين في بعض المحطات الا ان المحطات ترفض بيع البنزين لغير مالكي السيارات واصبح الحصول على ليترات من البنزين من مالكي السيارات ليس بالامر السهل بسبب صعوبة حصولهم عليه.

ويقول احد مالكي السيارات أضطر الى الوقوف في طوابير السيارات الطويلة لمدة يومين من اجل الحصول على 60 ليتر من البنزين –وهي اقصى كمية من البنزين التي يحصل عليها مالك المركبة- وبعد ذلك يعمم رقم سيارتك على بقية المحطات ولا يحق لك التزود بالبنزين مرة أخرى الا  بعد مرور اربعة ايام.

وزاد من عزلة اليمنيين توقف معظم الصحف اليومية والاسبوعية عن الصدور بسبب الانقطاع المتواصل للتيار الكهربائي وانعدام الوقود.

واوضحت الصحف المتوقفة انه لم يعد بامكانها مواصلة الصدور بسبب خسائرها اليومية وعدم تمكنها من الوصول الى الكثير من المحافظات.

وحتى استخدام الواح الطاقة الشمسية في الحصول على الكهرباء اصبح حكرا على ذوي الدخل المرتفع فهم القادرون فقط على شراءها بعد ان ارتفع سعرها بشكل خيالي.

وقال احد المواطنين الذي قام بشراء الواح تحويل الطاقة الشمسية الى طاقة كهربائية بأنها كلفته مبلغ  120000 ريال من اجل الحصول على طاقة كهربائية لا تتجاوز 300وات وتعمل لمدة خمس ساعات فقط.

وانعكس غياب الكهرباء سلباً على القطاع الصحي فقد توقفت عددا من المستشفيات الحكومية والخاصة عن تقديم الخدمات الصحية للمرضى بسبب انقطاع الكهرباء وانعدام الوقود بالاضافة الى عدم جاهزية غرف العمليات وحفظ الادوية.

وتوفي عدد من مرضى القصور الكلوي بسبب عدم انتظام عمل مراكز الغسيل الكلوي بحسب افادة تصريحات رسمية.

وانخفضت الطاقة الكهربائية المولدة الى ادنى مستوياتها في الشبكة الوطنية التي وصلت الى 50 ميجاوات والتي يفترض ان لا تقل عن 2000ميجاوات على اقل تقدير بحسب مسؤلين في الكهرباء.

وتتبادل الأطراف المتصارعة  الاتهامات بشأن المسؤول عن انقطاع التيار الكهربائي والجهة التي تعرقل الفرق الفنية التابعة لوزارة الكهرباء من اصلاح خطوط نقل الطاقة الكهربائية، متجاهلين معاناة المواطنين الذن لم يجدوا من يلومونه على ذلك سوى من أوصلوهم إلى الوضع الراهن.

وعجزت الفرق الفنية التابعة لوزارة الكهرباء عن اختراق منطقة الجدعان بمأرب التي تشهد اشتباكات دموية طيلة الأيام الماضية.

وارجع مدير عام مؤسسة الكهرباء المهندس خالد راشد في تصريحات صحفية بقاء محطة مأرب الغازية خارج الخدمة الى الى الاضرار العديدة التي تعرضت لها خطوط الضغط العالي 400 ك.ف صافر – مارب – صنعاء وخاصة في منطقة الجدعان بمأرب وعدم قدرة الفرق الفنية للمؤسسة من اصلاح الاضرار بسبب استمرار الاشتباكات المسلحة بالاضافة الى عدم توفر المشتقات النفطية لتشغيل المحطات الاخرى في رأس كثيب والمخا.

وكانت المقاومة الشعبية في مأرب قد نفت في وقت سابق  أن تكون قد عرقلت إصلاح خطوط نقل الطاقة الكهربائية.

واتهمت في بيان صادر عنها جماعة الحوثي بمنع الفرق الهندسية من الوصول إلى أماكن انقطاع الخطوط لإصلاحها، مؤكدة أنها على أتم استعداد للتعاون مع الفرق الهندسية لإصلاح الأعطال.

واوضح  البيان إن الحوثيين أطلقوا النار لأكثر من مرة على الفرق الهندسية ومنعوها من اصلاح الخطوط التي تعرضت للعطل بسبب المواجهات المسلحة الدائرة في منطقة الجدعان، شمال المحافظة.

ولفت البيان إلى أن المقاومة  أعطوا هدنة في أكثر من مرة لدخول الفرق الهندسية وتمكينها من إصلاح الأعطال في مناطق المواجهات في الجدعان، لكن مليشيا الحوثي منعت الفرق وأطلقت النار تجاهها.

وحمل مصدر عسكري مسئول بمحافظة مأرب ، عناصر تنظيم القاعدة المتمركزة في معسكري السحيل و نخلأ مسؤولية استمرار إنقطاع التيار الكهربائي بمنع الفرق الهندسية من استكمال اصلاح خطوط الكهرباء المتضررة في منطقة الجدعان.

وقال في تصريح لوكالة (سبأ) "ان العناصر الارهابية من تنظيم القاعدة منعت الفرق الهندسية من استكمال اعمالها من خلال عدم إلتزامها بوقف اطلاق النار خصوصا في المسافة الممتدة مابين منطقة حلحلان وحتى كمب كعلان.

وأكد المصدر استعداد الجيش واللجان الشعبية للتعاون مع الفرق الهندسية وبما يمكنها من اصلاح خطوط الكهرباء المتضررة نتيجة المواجهات القائمة التي في حال التزمت تلك العناصر بوقف اطلاق النار .

الى ذلك اوضح مسؤول وحدة المناصرة والتوثيق في فرع منظمة الشفافية الدولية اليمنية  الاستاذ سيف الحدي خلال زيارته لمحافظة مارب الأيام الماضية أن الكهرباء مدمرة في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيين.

ونشر على صفحته بالفيسبوك بعض الصور التي توضح الدمار الذي لحق بخطوط نقل الطاقة  جراء إعتداء الحوثيين عليها قبل وبعد نزول اللجان الفنية.

وتفاجأ الحدي من الدمار الذي لحق بإبراج الكهرباء قائلاً إنه وبمجرد اقترابهم من معسكر ماس الذي تسيطر عليه جماعة الحوثي كانت الكابلات الكهربائية ملقاة على الأرض.

واوضح ان هذه المنطقة تقع تحت سيطرة الحوثيين وهم من دمروا كابلات نقل الطاقة ودمروا عدد من الأبراج الخشبية داعيا المشككين لزيارة محافظة مارب والتأكد بأنفسهم.

من جهتها حملت وزارة الكهرباء دول التحالف العربي كامل المسئولية عن انقطاع التيار الكهربائي وما يترتب عنه من كارثة إنسانية، خاصة في المجال الصحي، وكذا المياه والبيئة وجميع مناحي الحياة المرتبطة بحياة الإنسان اليومية.

وقالت في بيان مشترك صادر عن وزارة الكهرباء وشركة النفط اليمنية  الثلاثاء أن محطات الكهرباء توقفت عن العمل جراء عدم توفر مادة المازوت ومنع دول العدوان من إدخال هذه المادة إلى اليمن بحجج واهية وضعيفة رغم وجود ناقلات لهذه المادة في عرض البحر تنتظر الدخول إلى البلاد.

وحمل البيان الأمم المتحدة وأمينها العام بان كي مون ومبعوثه إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ ودول العدوان وكافة دول العالم مسئولية الكارثة الإنسانية التي نجمت كون انقطاع الكهرباء أثر سلبا على جميع مناحي الحياة وقطاعاتها المختلفة بما فيها القطاع الصحي والذي أدى إلى شلل تام في المستشفيات والمرافق الصحية ووفاة عدد كبير من الحالات في غرف العمليات والغسيل الكلوي وغيرها.

ونجحت وساطة لمشائخ قبليين يوم السبت الماضي التزمت فيها مختلف الاطراف بالسماح للفرق الفنية باصلاح الخطوط المتضررة في منطقة مأرب الا انه ما زالت هناك عراقيل كثيرة واطلاق نار يعرقل اعمال الفرق الهندسية بحسب تصريحات لمسؤلين في محطة مأرب.

ولا تقتصر الاضرار على منطقة مارب فقط فحتى في أمانه العاصمة ما زالت خطوط نقل الطاقة 132 ك.ف في منطقة عطان مفصولة اضافة الى دوائر 132 ك.ف في حزيز منذ الايام  الاولى للغارات الجوية لطائرات التحالف.

ويعاني قطاع الكهرباء من مشاكل كثيرة اضافة الى اضرار خطوط نقل الطاقة وعلى رأسها العجز الكبير في الطاقة والمديونيات الكبيرة غير المسددة عند العديد من الجهات الحكومية.

وتزود محطة مأرب المنظومة الوطنية بـ360ميجاوات أي بنسبة 45% فيما تعاني محطات ومولدات الكهرباء الاخرى من خروجها عن الخدمة اما لتعطلها نهائيا او لعدم المحافظة على جاهزيتها بسبب عدم الصيانة وعدم توفر مخزون قطع الغيار اضافة الى تأخر مناقصات الصيانة حسب مسؤلين في المحطة

وكانت مؤسسة الكهرباء اليمنية، قد اطلقت تحذيرات من انهيار منظومة الكهرباء بشكل كلي، بسبب العجز المالي الذي تعانيه، مؤكدة أن الوضع الحالي كارثي بكل ما تحمله الكلمة من معنى

وقدمت وزارة الكهرباء والطاقة تقريراً أولياً لمندوب هيئة الإغاثة الدولية عن خسائرها والتي بلغت 62 مليار منذ بدء عمليات عاصفة الحزم.

 

قراءة 1488 مرات

من أحدث

المزيد في هذه الفئة : « بان كي مون يبدي قلقه من التأثير المحتمل لأحكام الإعدام في مصر على الاستقرار قتلى من المليشيات في هجوم للمقاومة باب »

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى