الحراك يحتفل بانتصاراته ويتمسك بخياراته مميز

  • الاشتراكي نت / عبده علي الجليدي

الأربعاء, 14 تشرين1/أكتوير 2015 20:17
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

تأتي هذه الفعالية كأولى الفعاليات التي يستأنف من خلالها الحراك السلمي الجنوبي نشاطه بعد الحرب التي شهدتها مناطق الجنوب خلال اجتياح المتمردين الحوثيين وقوات المخلوع علي صالح لها.

فيما شهدت عدن تحضيرات مستمرة لاستقبال الآلاف من أبناء المحافظات الجنوبية لإحياء فعالية جماهيرية حاشدة بمناسبة الذكرى الـ52 لثورة الـ14 من أكتوبر التي انطلقت في العام 1963 ضد الاستعمار البريطاني.

ودعا الحراك السلمي الجنوبي أبناء المحافظات الجنوبية للمشاركة الفاعلة في إحياء ذكرى ثورة أكتوبر وسط ساحة العروض بمدينة خور مكسر والتي دأب الحراك السلمي الجنوبي على إقامة فعالياته الجماهيرية فيها خلال السنوات الماضية للتأكيد على مطالبه في «استعادة الدولة الجنوبية».

وتقاطر المئات من المحافظات الجنوبية المجاورة لعدن للمشاركة في الفعالية التي ستشهد، بحسب المنظمين، عروضاً عسكرية وخطابات سياسية وهتافات جماهيرية إلى جانب بيان سياسي يصدر عن الفعالية.

وفي مشهد لم يعد معتاداً، وخلافاً لما كنا نرى ونشهد في أعوام مضت من فعاليات ذكرى أكتوبر حينما ظلت عدن تستقبل الجموع الكبيرة والحشود الضخمة من الجنوبيين لإحياء ذكرى أكتوبر المجيدة والتي كانت تعيش وضعاً مختلفاً ومغايراً من الوضع الحالي.

وتحل ذكرى أكتوبر والظروف قد تغيرت والأحوال تبدلت، إذ أن الجنوب وعاصمته عدن نفضت غبار تلك الحرب اللعينة التي شنتها ميليشيا الحوثي وصالح في محاولة منهم لتدمير المدينة الوادعة التي تنشد السلام، ولهذا باتت عدن في ذكرى أكتوبر -الذي يستعد الجنوبيون لإحياء هذه الذكرى الغالية على قلوبهم والاحتفال بهذه المناسبة الوطنية العظيمة- تعيش وضعاً إنسانياً صعباً وتشهد فراغاً أمنياً كبيراً حتى أن المواطن أصبح في حالة خوف وقلق من الجانب الأمني ومن الأعمال الإرهابية والتي شهدتها المدينة مؤخراً، لكن هذا لن يؤثر من عزيمة الناس ولم يمنعهم من المشاركة في إحياء ذكرى أكتوبر للاحتفال بالنصر المؤزر الذي حققته المقاومة الجنوبية، حيث استطاعت بفضل صمودها وتضحياتها الجسام من دحر الغزاة المعتدين وتطهير أراضي وبلدات الجنوب.

ففي ذكرى أكتوبر أيضاً ستكون هناك رسائل سوف يرسلها الجنوبيون، أولها رسالة شكر وعرفان ووفاء لدول التحالف العربي وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات للدور الكبير والتضحيات الجسام للجنود البواسل الذين قدموا نفوسهم رخيصة من أجل عدن وأمنها واستقرارها حيث اختلطت دماؤهم الزكية بدماء الجنوبيين سواء كانوا مقاومين أو مدنيين.

والرسالة الثانية فهي تعد رسالة جديدة ومتجددة تذكر فيها العالم برمته أن للجنوب وطناً وقضية قدم من أجلها الكثير من الشهداء ولهذا فإن شعب الجنوب سيظل يتمسك بأهدافه التي رسمها وخياراته التي وضعها وأنه لن يتنازل عن حقه في تقرير مصيره من أجل بناء دولته المدنية الحديثة.

وقال أمين سر المجلس الأعلى للحراك الجنوبي إن عشرات الآلاف من أبناء الجنوب بدؤوا يتوافدون منذ صباح الثلاثاء من كل المحافظات والجزر إلى ساحة الفعالية، بصورة غير مسبوقة<

وأضاف من يعتقدون بأن الحراك تخلى عن أهدافه وانتهى أو انصهر مع ما يسمى بالسلطات الشرعية، هم واهمون ويحلمون، لافتاً إلى أن «الجنوبيين لن يثنيهم عن نضالهم في سبيل استعادة دولتهم مال أو إغراءات أياً كان نوعها أو مناصب سلطوية وسيمضون نحو هدفهم مهما كلفهم من ثمن».

وأصدر القيادي الجنوبي محمد علي احمد بياناً بمناسبة ذكرى ثورة 14 أكتوبر المجيدة قال فيه: يا أبناء شعبنا في الجنوب إن ثورة 14 أكتوبر المجيدة هي جزء أساسي من تاريخ الجنوب وتجربته العظيمة التي علينا أن نتذكر فضل ما فيها من إنجازات ونجاحات ونعتز بها كجزء من تاريخ الجنوب وشعبه الذي اكتسب هذه السلوكيات الوطنية وتوارثها جيلاً بعد جيل معتزاً بماضيه كأساس لحاضره الذي به يستطيع ان يصنع مستقبله ويحقق هدف ثورته الحاضرة والمستمرة كحاضر حتى تحقيق هدف حراكه الجنوبي السلمي الذي يعد الاحتفال بهذه الذكرى جزءاً من نضاله ومحطة جديدة لتأكيد مواصلة مسيرة نضاله كدليل يقتدي به شعب الجنوب البطل الحر الوفي الذي يعتبر إحياء هذه المناسبة فرصة سعيدة للتذكير بالثورة العظيمة التي صنعت بقدرات وبإرادة شعبية من أجل مقاومة المعتدين الغزاة والمستعمرين بقوة السلاح وأطماع النفوذ الاستعماري طوال 129 عاماً.

وأضاف: في ذلك الزمن شعبنا الجنوبي العظيم خــــــاض تجربته في العديد من المكاسب الثورية وفي مقدمتها الوحدة الجنوبية الشعبية وتوحيد جغرافية الجنوب الموحد من التمزيق وتقسيم أرض الجنوب بعزيمة ثورية وبإرادة شعبية موحدة. ووحد 23 سلطنة وإمارة ومشيخة في دولة واحدة موحدة للجنوب على قاعدة العدل والمساواة بين شعبنا ونظام إدارته وأسس الجنوب دولة النظام والقانون الموحد على ربوع الجنوب في نظام مؤسسي وصيانة الكرامة الوطنية واحترام السيادة والحقوق المتساوية بين الجميع ولا فرق بين غني ولا فقير ولا مكانة لمن لا يحترم القانون ولا صوت يعلو على مبدأ القانون رغم انتهازية وتحريف هذا المبدأ العظيم بشعار الحزبية.

ودعا اليمنيين كافة شمالاً وجنوباً إلى تحكيم العقل والمنطق ومراجعة النفس والضمير ومراعاة مصلحة الأبرياء الذين يدفعون الثمن كل يوم يطول فيه أمد النزاع فهل من يرحم ويعقل ويراجع ضميره ونجلس على مائدة الحوار بالتعامل الندي بين الإخوة والأشقاء ونترك العناد والتعصب ونحافظ على ما تبقى من كرامة ووجدان للبشرية وأن نراجع أنفسنا ما العمل وكيف الحل بما يرضي شعبنا في الجنوب والشمال ونزيل ما لا يرضي الأطراف من خلال منطق العقل والضمير.

الى ذلك رفع الحراك الجنوبي صوراً عملاقة للقيادي الجنوبي حسن باعوم في ساحة احتفالات ثورة أكتوبر باعتباره القيادي الجنوبي الأول ومؤسس الحراك الجنوبي وكأحد أبرز مناضلي ثورة أكتوبر الذين كان لهم شرف الإسهام في تلك الثورة حتى انتصارها.

كما يعد باعوم من أبرز القيادات الجنوبية التي رفضت حرب صيف 94م وما تلاها من أعمال قمع واضطهاد ضد أبناء الجنوب حيث تعرض للإصابة في تلك الحرب واستمر في نضاله المناهض للقوى المتنفذة بعد تلك الحرب الظالمة ونتائجها الكارثية معتبراً ما كان يجري بأنها سياسة احتلال وقد تعرض باعوم للاعتقال والسجن مرات عديدة.

وفي تباين واضح قال المشاركون في الاحتفال المليوني الذي تشهده ساحة العروض إن قيادة الحراك والمقاومة الشعبية والقوى السياسية منزعجة بشكل كبير من رفع الصور لمن كان لهم مواقف سلبية تجاه التحالف العربي الذي تقوده السعودية من أجل تحرير اليمن من الانقلابيين.

وأضافوا: إن قيادات الحراك الجنوبي عبروا عن انزعاجهم الشديد من رفع صورة حسن باعوم وذلك بسبب موقفه السلبي من العدوان الغاشم على الجنوب وتحركات باعوم ونجله فادي الأخيرة بين مسقط وبيروت.

في الوقت الذي خرج فيه الرئيس البيض بكل شجاعة وقوة وسجل موقفاً إيجابياً من خلال البيان المشهور لمساندة دول التحالف وعاصفة الحزم.

وطالب المشاركون في اللجنة التنظيمية للاحتفال بسرعة كشف تلك الأطراف التي عملت على خلط الأوراق وسعت إلى وضع صورة القيادات التي عملت وما زالت تعمل في صفوف ميليشيات الحوثي وصالح وطالبتهم بإنزال الصورة قبل البدء في أي فعالية.

وذكرت تقارير إعلامية ان مواكب الحراك الجنوبي بدأت بالتحرك من محافظات المهرة وحضرموت وشبوة وأبين ولحج والضالع باتجاه العاصمة عدن للمشاركة في مليونية إحياء ذكرى ثورة أكتوبر في ساحة العروض بمديرية خور مكسر في أول احتشاد للحراك بعد تحرير الجنوب من ميليشيا الحوثي وصالح.

وفي هذا الصدد ذكر مصدر محلي في عدن ان قوات التحالف العربي وعلى رأسها القوات الإماراتية وضعت في حالة تأهب قصوى لمواجهة أي احتمالات قد تنشأ.

وكانت قوات إماراتية خاصة بمكافحة الإرهاب ومن الجيش اليمني المدرب في السعودية وصلت الى مطار عدن في إطار مهام حفظ الأمن والاستقرار الذي تسعى لتحقيقه الحكومة مع قيادة المحافظة الجديدة وقوات التحالف.

قراءة 2583 مرات آخر تعديل على الأربعاء, 14 تشرين1/أكتوير 2015 20:28

من أحدث

المزيد في هذه الفئة : « حصاد غارات التحالف على مواقع الميليشيات اليوم الاربعاء المقاومة تسيطر على مواقع استراتيجية بتعز ومقتل العديد من المليشيات »

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى