حرب الحوثي وصالح على تعز تتسبب في مقتل واصابة 774 امرأة خلال 7 اشهر مميز

  • تقرير حقوقي يكشف حجم الانتهاكات التي طالت النساء
  • الاشتراكي نت/ تعز -هاني الجنيد:

الثلاثاء, 20 تشرين1/أكتوير 2015 14:23
قيم الموضوع
(0 أصوات)

قالت المحامية والناشطة الحقوقية اشراق المقطري، أن 774 امرأة سقطت بين قتيل وجريح في محافظة تعز منذ 24 مارس إلى 15 أكتوبر الجاري، وذلك بسبب الحرب التي تشنها مليشيات جماعة الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، على المحافظة.

جاء هذا في المؤتمر الصحفي الذي عقد يومنا هذا الثلاثاء داخل قاعة مستشفى الثورة لعرض التقرير الخاص بانتهاكات حقوق الانسان للمرأة  في تعز، حيث أوضحت الحقوقية اشراق أن  698 امرأة قتلت واصيبت بسبب القصف والقنص من قبل مليشيات الحوثي وقوات صالح، فيما 79 امرأة قتلت واصيبت بسبب قصف الطيران الخاطئ من قبل قوات التحالف الذي تقوده السعودية.

وفي المؤتمر تحدثت اشراق المقطري عن مقتل 106 امرأة في تعز، موضحة أن 75% منهن قتلن نتيجة سقوط قذائف مليشيات الحوثي وصالح على منازل المواطنين والاحياء السكنية، ووصلت بعضها الى داخل غرف النوم.

وفيما أفادت اشراق أن المستشفيات داخل مدينة تعز، دونت عدد 587 امرأة جريحه جراء اعمال القصف والقنص الذي تمارسه مليشيات الحوثي وصالح؛ اشارت إلى أن 10% من النساء المصابات، إصابتهن خطيرة واصبن بعجز جزئي في أطرافهن وتشوية اجسادهن.

التقرير الذي اعدته الناشطة اشراق المقطري بمساعدة مجموعه من النشطاء والناشطات، أوضح أن هذه الارقام المدونة بخصوص الضحايا من النساء ليست ارقام قطعية ونهائية، وإنما تختص بالحالات التي وصلت لمستشفيات مدينة تعز، ومن تم رصدهن من قبل النشطاء طوعيا في المدينة.

وأضاف: "أن كثير من القذائف التي تطلق على  التجمعات السكانية والمنازل تحدث  في أوقات الليل، وهذا يعني أن  الكثير من القتيلات لا يصلن للمستشفيات ويتم دفنهن مباشرة خصوصا في مناطق: عقاقه، والضباب، وجبل حبشي، والربيعي، والتعزية، وحتى في وسط المدينة؛ وبالتالي عدم توثيق وكتابة وقائع واسماء هذه الضحايا".

واستعرض التقرير حالات لكثير من النساء اللواتي قضينا نحبهن أو اصبن في اعمال القصف والقنص الي داخل غرف نومهن، والى داخل المنازل، وأحواش المنازل، والاحياء السكنية، والشوارع، وأماكن تجمعات الماء، والأسواق، والمزارع، ووسائل المواصلات العامة، والمستشفيات، والمسيرات السلمية.

وتطرق التقرير للحديث عن انتهاك الحق في الصحة والولادة والامومة الامنة والرعاية، وانتهاكات الحق في العمل، وانتهاكات الحق في الاسرة، وعن التأثير النفسي على النساء النازحات، وزيادة معدلات العنف ضد المرأة، وتغيير أدوارها التقليدية، وتأثير جرائم الابادة والحصار عليها.

وعن انتهاك الحق في الصحة، قال التقرير أن المستشفيات خصوصا (الثورة, الجمهوري, ابن سيناء, السرطان, السويدي, دبي, الروضة, الامراض النفسية) تعرضت لقصف ممنهج تسبب بإصابات في صفوف الموظفين والمرضى، وتوقف اقسام الطوارئ والكلى والاقسام الاخرى، اضافة الى الاضرار المادية في المعدات والمباني، مؤكداً أن الأثر الأكبر كان على الضعفاء من مرضى السرطان والغسيل الكلوي والحوامل ونتج عنه ارقام كبيرة من الوفيات متأثرات بحرمانهن من الخدمة او منع وصولهن الى المستشفيات.

وأضاف: "هذا القصف اليومي والاستهداف المباشر للطاقم الطبي والمرافق الصحية، تسبب بحرمان 3300 امرأة من الحصول على الولادة الامنة والتحصين والرعاية اللاحقة  بسبب قصف المستشفيات  ونزوح الكادر الطبي وصعوبة الوصول الى المراكز الطبية العامة التي كانت تقدم هذه الخدمات".

وتحدث التقرير عن زيادة معاناة النساء المصابات بمرض السرطان، وذلك بعد تحويل مركز الاورام لثكنه عسكرية تابعة لجماعة الحوثي وقوات صالح وطرد المرضى والطاقم الطبي منه، مشيراً إلى أن عدد النساء المصابات بهذا المرض القاتل بلغ 1815 امرأة، ويشكلن 56% من اجمالي المصابين بالسرطان داخل محافظة تعز.

وإذ أكد التقرير أن عدد النساء المصابات بالسرطان داخل تعز هو الاعلى رقم على مستوى الجمهورية؛ أوضح أن مليشيات جماعة الحوثي وقوات صالح سبق قبل احتلالها لمركز الاورام السرطانية إن قامت بمنع وصول المريضات الى المركز لأخذ الجرعات او الرقود فيه خلال الاشهر مايو- يوليو  2015.

وقال التقرير أنه تم رصد 64 حالة اجهاض بسبب الرعب الذي يحدثه القصف اليومي في نفوس الامهات الحوامل، ناهيك عن صعوبة الوصول إلى المستشفيات والذي بسببه اضطرت الكثيرات الى الولادة في المنازل ونتج عنه مضاعفات لاحقة للكثيرات.

وعن مريضات الغسيل الكلوي، جاء في التقرير أن  145 مريضه حياتها معرضة للخطر في كلٍ من مستشفى الثوة، والمستشفى الجمهوري، بعد إن توفت 73 امرأة بسبب خفض جلسات الغسيل من اربع ساعات إلى ساعتين، ونقص مادة الديزل، وبسبب عدم قدرتهن على الوصول إلى داخل المستشفيات نتيجة الحصار والقصف الذي تمارسه مليشيات الحوثي وصالح.

وذكر التقرير أن عدد المصابات بمرض حمى الضنك داخل مدينة تعز بلغ 1617 حالة، وذلك بسبب تردي الأوضاع البيئية والصحية نتيجة الحصار الذي تفرضه مليشيات الحوثي وصالح على المدينة، ومصادرتهم للأدوية الخاصة بهذا الفيروس المميت.

وبخصوص انتهاكات الحق في الاسرة، أفاد التقرير أن الاسرة تعرضت لتدمير وانتهاك مباشر من قبل قوات الحوثيين وصالح, مضيفاً: "تشير ارقام واحصائيات المستشفيات وقصص النساء في الاحياء المدمرة أن قرابة 1700 امرأة فقدت المعيل, فيما توجد قرابة 4000إمراة تعرضت أسرهن للانتهاك بسبب اصابة ازواجهن وابنائهن الراشدين اصابات بليغه اقعدتهم عن العمل وادخلت الحزن والحاجة الى محيطهن".

وفيما يخص قضية النزوح، قال التقرير: "هناك 62 مركز استقبال نازحين توجد فيه قرابة 929 اسرة فيما يتوزع قرابة 50 الف اسرة نازحه  في منازل مكتظة لدى اقارب, وتشكل النساء 50% من عدد الافراد بالأسر".

وشدد التقرير على "ضرورة ايفاء الجهات الاغاثية باحتياجات النازحات بتعز في جانب الغذاء والماء والدواء ورعاية الحوامل وذوات الامراض المزمنة, وهو الامر الذي لم يتحقق حتى اللحظة وزاد من قسوة حياة النازحات، واقدام احدى نزيلات الدور بالحوبان بمحاولة الانتحار". 

واوصى التقرير بالإسراع في توفير المساعدة والحماية لنساء تعز المتأثرات بالنزاع المسلح، واتخاذ تدابير قوية عاجله من اللجنة الدولية للصليب الاحمر وبرنامج الامن الغذائي والجهات الاغاثية الدولية والاقليمية لإمداد النساء بالمساعدة التي يستحقونها بموجب القانون الوطني والقانون الدولي.

كما اوصى التقرير ايضا بالزام جماعة الحوثي وقوات صالح  وأي طرف في النزاع احترام القانون الدولي المنطبق على حقوق النساء والفتيات وحمايتهن باعتبارهن مدنيات، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة وإتفاقية حقوق الطفل وأحكام نظام روما الاساسي

وطالب التقرير في توصياته بمقاضاة المسؤولين عن الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب، خصوصا  المتعلقة بما تتعرض له النساء والفتيات كمدنيات، وايقاف عمليات العقاب الجماعي بحق المدنيين بتعز.

 

 

قراءة 2550 مرات

من أحدث

المزيد في هذه الفئة : « حصاد غارات التحالف الجوية على مواقع الميليشيات اليوم الاثنين اليمن.. مناورات سياسية ، أم عودة جادة إلى مسار التفاوض؟ »

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى