تحالف الحرب الداخلي لم يعد يمسك بزمام المبادرة !!

الخميس, 22 تشرين1/أكتوير 2015 20:40
قيم الموضوع
(0 أصوات)

لم يعد امام تحالف الحرب الداخلي (الصالحوثي) سوى البحث عن مخارج أمنة، لتجنيب البلاد مزيدا من الخراب والتشظي،وتجنيب البقية الباقية من قواتهم ،وقبل هذا المستقبل السياسي لمكوناتهم الاجتماعية وحواضنها المختلفة، من التذرر والهباء.

يعلم هذا التحالف انه خسر المعركة، وان اطالة امدها بضخ مئات الشبان من فقراء الشمال الى تعز  والحدود الشطرية السابقة في حروب (استرداد) مقدسة، انما من باب كسب المزيد من الوقت ،على امل ان تتدخل بعض القوى الاقليمية والدولية لإنقاذ ما يمكن انقاذه من هيبة الجماعة، التي لا تقهر !! او جعل صالح في وضع تفاوضي محسن، للخروج الآمن، بعيدا عن الملاحقة والاقتصاص.

الرصيد الذي يستنزفه تحالف الحرب الداخلي يومياً، بحصار المدن وتجويعها وتعطيشها وقصف الاحياء السكنية(انموذج تعز) والتخدير الاعلامي بالصمود الاسطوري للشعب المغلوب (الذي ينفق وقته في طوابير الغاز والماء والبترول وبوابات مراكز الاغاثة) ،يقول بان اللاعقل  السياسي وشهوة الانتقام، هي المشغل الفعلي لهذه المغامرات ،اكثر منها استراتيجيات ادارة الحرب والازمات.

لم يعد (الصالحوثيون) بأدوات قتلهم الاعمى (كما يحدث بشكل يومي في تعز)  من يمسك بزمام المبادرة، بعد فقدانهم اهم المواقع على الارض في الجنوب ومأرب والشريط الغربي الساحلي لتعز من باب المندب الى المخا، وحدها السعودية  غدت اللاعب الرئيس في البلاد كما هو الحال طيلة السنين الخمسين المنقضية ،فالمال والقوة العسكرية وحلفاء الداخل في الجنوب والوسط والشرق وتهامة و (الحلف القبلي التاريخي في عمق الشمال) المؤيد لهذا التدخل ،وقبل هذا وذاك  انشغال   حلفاء الحوثيين وصالح الاقليميين والدوليين (ايران وروسيا) في معركتهم المقدسة في سوريا، يجعل الملف اليمني سعودياً خالصاً.

السعودية ستعمل بكل الوسائل للخروج بانتصار واضح،  مهما بهضت تكاليفه، وذاق اليمنيون (الذين لا ناقة لهم ولا جمل في هذه الحرب) من جرائه  الويلات (من قتل وتجويع وحصار ونزوح)، فالانتصار غير الكامل، سيكون عندها كأس السم الزعاف، الذي سيعرض الاسرة الحاكمة للانقسام والجغرافيا التي اقامت عليها دولتها (الاصولية)  بالحيلة للتفكك.

الهتك المميت للنسيج الاجتماعى (الهش) لليمنيين في الجنوب والوسط والشرق، وتدمير بنية التعايش بينهم، بفعل مغامرة الاحتراب الداخلي،  يجعل امام عقلاء الشمال فرصة تاريخية لإنتاج مبادرة وطنية ، تنبذ هذا الحلف الشيطاني الذي يتحدث  بعصبوية واستعلاء باسم سكان الهضبة،  معرضاً مصالح  الجميع للخطر ،فصنعاء العاصمة التي نمت وتوسعت بفعل شبكات المصالح ومن تعايش اليمنيين فيها،  وقبل هذا  استفادتها الطويلة من مقدرات غيرها من المناطق في الشمال والجنوب،  لا يريد اليمنيون في كل الاحوال تحويلها الى خرابة،  لأنها الرقعة الوحيدة التي لم تزل قادرة على تنشيط نوازع الانتماء لمشروع وطني مختلف ،فهي ليست ملكا للحوثي وصالح والهاشميين وقبائل الشمال دون غيرهم من اليمنيين.  

في سبيل نصر كامل  ومكلف ، ستدمر السعودية كل شيء في هذه البلاد ولن تعمر شيئاً في المستقبل ، وفي سبيل وهم الصمود  سيضحي تحالف الحرب  الداخلي بكل شيء امتلكه اليمنيون بكد السنين، والضحايا وحدهم بسطاء هذه البلاد وفقرائها ،الذين تقذف بهم الات الحرب العمياء، الى ما هو ابعد من الحياة ، دون رأفة من احد.

 

قراءة 1641 مرات

من أحدث

المزيد في هذه الفئة : « ذميمة لكنها زائلة المهووسون بـ"وحدة اليمن" »

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى