محمود الغابري

محمود الغابري

 

مع اقتراب الاسبوع العالمي للتمريض ويوم التمريض العالمي الذي يوافق 12 من مايو ويحتفل به في جميع أنحاء العالم تكريما واحتفاء بالدور العظيم الذي يقوم به الممرض في شتى المواقف والظروف، وأثناء الحرب والسلم والرخاء والشدة.

وفي هذه المناسبة نجد ان الحديث عن الوصول الى الجودة وتطبيقها في مجال الصحة اصبحت امرا ذات اهمية بالغة وضرورة حتمية كونها تتعامل مع حياة الناس وأرواحهم ، ولان الحديث عن الجودة الصحية يمثل هذه الاهمية الكبرى فلا نستطيع الحديث عنها دون التركيز على اهم مكوناتها وهو التمريض

اذ يقوم التمريض بتقديم العناية بالمرضي ومتابعة حالاتهم والسهر على راحتهم وتقديم الخدمات جنبا إلى جنب مع الخدمات التي يقوم بها الأطباء من تشخيص المرضى وعلاجهم ، ونجد ان الممرض يمثل الدور الرئيسي الثاني بعد الدور الرئيسي الأول للأطباء في كل التنظيمات الإدارية والوظيفية داخل المستشفيات .

 ويأخذ نشاط التمريض بالمستشفيات مساحة كبيرة في نشاطات الخدمة الطبية المقدمة للمرضى ، اذ يشكل العاملون بقسم التمريض حوالي 40%-60% من اجمالى العاملين بالمستشفيات ، وقد بلغ عدد الممرضون اكثر من  23 مليون ممرض وممرضه في العالم  ، اي انهم يمثلون 50% من إجمالي القوى العاملة في مجال الصحة.

 فالممرضون والممرضات يمثلون الأساس في تقديم الرعاية الصحية سوا كانت في المستشفيات والمراكز والوحدات الصحية او في المنازل والمجتمع، حيث يشهدوا عن قرب التأثير المباشر للعوامل الإجتماعية والبيئية والإقتصادية والسياسية على صحة العائلات والمجتمعات، وبالتالي فهم يستطيعون بقدر كبير على التأثير في السياسات والممارسات المتعلقة بالصحة والمجتمع والإقتصاد.

ويلعب الممرضون دورا كبيرا في تحسين الخدمات داخل المستشفيات من حيث نوعية الخدمات وكفاءتها، ونحتاج ان نركز هنا على ضمان الجودة وكفاءة الاداء داخل المستشفيات ، وتطوير مهارات الممرضين للحصول على سيطرة، كمخرجات مؤثرة وفعالة على الانفاق وتحسين الاداء ومتابعة الانفاق وتقليل الهدر المالي والجهد واستثمار الوقت للحصول على رعاية كفوءة وعالية.

  وقد ساهم قلة الممرضين كأعداد والبحث الجدي عن الممرضين الكفؤين، في جزء من اقحام المشكلة الصحية من حيث الكفاءة والجودة .

اذ ان استخدام الممرضين الكفؤين يؤثر على التكاليف والجودة وضمان نوعية الخدمات داخل المستشفيات ، لان نوعية الخدمات الصحية المقدمة من قبلهم تساهم في تحسين الخدمات الصحية وتوفير الرعاية والعناية اللازمة بأقل التكاليف.

 ونحتاج الى تحديد اعمال وواجبات الممرضين غير المفهومة جيدا من قبل عامة الناس واصحاب القرار، ولابد ان يكون هناك تدريبا عالي المستوى للممرضين ليمكنهم ان يمارسوا مهامهم ورعايتهم  بالمرضى وعوائلهم ، وهذا يتطلب جهودا جوهرية كبيرة والقيام بمهام اضافية لتقييم اجمالي الاعمال المنجزة.

ويحتاج الممرضين الاطلاع على تطور المعلومات في النظام الصحي واكتشاف مواطن القوة والضعف لابعاد ضعف وخلل الانظمة من حيث الرعاية الصحية ، مما يستدعي ان تكون مستويات القيادة داخل المستشفيات متطورة حتى تمكن الممرضين من القيام بذلك الاداء والواجب وتحديدا المشاركة الفعالة لهم بفكر وخبرة ومهارة .

كما يجب ان يكون للكوادر التمريضية الكفؤة تمثيلا عالي المستوى في صياغة التركيب التمثيلي في اللجان التنظيمية ، وتعزيز مكانة التمريض بمستوياتها كافة داخل المستشفيات مما يعزز قدرتهم على التأثير بفاعلية في عملية تجويد الرعاية الصحية.

ونطالب قيادات الدولة ووزارة الصحة ومكاتبها في المحافظات وإدارة المستشفيات بإن نجعل من تاريخ 12 ابريل في هذا العام نقطة البداية لمراجعة جادة لحال التمريض في بلادنا، وخصوصا أن وضع التمريض اليوم لا يحتاج إلى الكثير من الكلام ، فالتمريض كالجسم العليل الذي نخره المرض فأعياه وأثقل كاهله، ولعلاج هذا المرض لابد لنا من تشخيص المرض من دون تقديم المسكنات، ولابد من معالجته وإن تطلب ذلك عملية جراحية.

7 مايو 2022

 

السبت, 26 تشرين1/أكتوير 2019 17:05

القتل الممنهج للتمريض في اليمن

 

في الوقت الذي تسعى جميع دول العالم لرفع مستوى التمريض والارتقاء بتقديم الرعاية الصحية والخدمات التمريضية باذلة جهود كبيره لتعزيز اوضاع الصحة ورفد الصحة بالكوادر التمريضية المؤهلة علميا وتشجيع كوادر التمريض لتحسين مستواهم العلمي والعملي، وذلك بالحصول على الشهادات العليا والاختصاصات في مجال التمريض وفتح كليات ومدارس التمريض للراغبين بالالتحاق بها من حملة الشهادات المتوسطة (الدبلومات)، والى خريجين الكليات مكانتهم التي تتناسب مع مستوى شهاداتهم وخبراتهم، الا ان ما يحدث في اليمن يعد تدمير ممنهج للتمريض ومهنة التمريض، بل يمثل قتل عمد للمهنة بطريقة تتنافى مع كل الاعتبارات والقوانين المنظمة للمهنة.

فانسداد طريق مواصلة الدراسات العليا في تخصص التمريض امام الممرضين الحاصلين على درجة البكالوريوس الذين قضوا خمس سنوات من التعليم والتدريب في كليات التمريض صارت هباﺀ واصبح تعبهم وجهدهم طوال خمس سنوات لا يفيدهم بشي.

ففي الوقت الذي يجب أن تكون لهم الاولوية في ادارة الخدمات التمريضية والعمل التمريضي في المستشفيات، اصبح يعمل تحت اشراف ورئسة من هم اقل درجة علمية منه وينفذ اوامرهم وتوجيهاتهم ، بل الكارثة الفعلية بأنه صار يقيم ممن هو اقل منه درجة بل وخبرة في نفس الوقت.

وايضاً في اليمن فقط اصبح الممرض حامل شهادة البكالوريوس متساوي في الحقوق والواجبات بمساعدين التمريض العاملين في مجال التمريض بالخبرة واصحاب دبلومات التمريض المصغر (سته اشهر)، حيث يتقاضون نفس المستحقات المالية وملزمون بالقيام بالأعمال والمهام نفسها دون المراعاة للدرجة العلمية او الخبرات والمهارات التي يحملها الممرض.

هذه الممارسات والتي تعد جزء بسيط من الأخطاء التي ترتكب بحق التمريض كفيلة بتدمير مهنة التمريض وقتل روح الابداع والتطوير والنشاط لدى الممرضين مما يولد الاحباط والاهمال وتردى تقديم الرعاية والخدمات الصحية، بل وينفر المجتمع من الدفع بأبنائهم للالتحاق بكليات ومدارس التمريض، وبهذا تنتهي مهنة التمريض وتقتل بطريقة ممهنجة قد تنتج كوارث صحية لا يحمد عقباها.