طباعة

جازم سيف: ليس كالشعر شيء يهز السماء والارض ويخاطب الآلهة والشياطين مميز

  • الاشتراكي نت / حاوره - عزالدين العامري

الأحد, 19 شباط/فبراير 2023 18:08
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

الشاعر والباحث الاجتماعي الجميل والخفيف الظل جازم سيف ياسرك بمفارقاته ومفرداته البسيطة والمعقدة بنفس الوقت

الشعر اضاف لروحة الشفافة شفافية اكثر حتى انه يكاد لا يرى

كأنه مجموعة من الملائكة ترفرف حولنا لتمدنا بالحب والسلام والشعر

التقاه القاص المبدع عزالدين العامري وأجرى  معه الحوار التالي:

نص الحوار:

* السؤال الاول سيكون تعريفي من هو جازم سيف الانسان؟

السؤال الثاني: يقول الاديب محمد جازم في قراءته النقدية حول ديوانك ما الحرب ان الديوان يطرح سؤالين الاول ظاهر وهوما الحرب والثاني خفي وهو ما السلم فكيف يمكن الاجابة على هذين السؤالين؟

= يرهقني أسم جازم سيف عناوين للصرامة والعنف.. لكنه اسمي ولابد من التمرد عليه.. وسأنتصر عليه لاشك في ذلك... في الجزء ذاك من العالم جبل صبر ولدت  فيه وبه غامرت، شاغبت، تأملت وعشت الى جانب حيوات عدة الخضرة والطيور والكائنات الزاحفة والواقفة على قدميها.. كما الفواكه.. البلس.. الفرسك.. الرمان.. التوت.. الورود والمشاقر والفتيات  الجميلات..  والغناء وحتى الرقص  المنفتح على الفرح ومعاني النبل والحياة.. بمعانيها الرحبة والانسانية...  بالضبط هناك تعلمت فيما بدأت بصقل حواسي  بدون تعقيد، بدون  حواجز.. بدون جدران.. بدون منع.. الى ذلك ذهبت  بالإضافة الى ذلك ذهبت الى المواظبة على الاستماع  باستمتاع الى الحكايات والاساطير الشفاهية التي كانت تسردها  علينا صبيات  وصبية اختي الكبيرة زينب و بعد تعلم وتلاوة دروس القرآن.. إتجهت تباعاً الى  زيد الهلالي.. ومحمد عبد الولي.. والف ليلة وليلة.. ولا انسي كتابات جورجي زيدان... عقب ذلك الى رواية البؤساء ومنها الى  ذهب مع الريح..  واحدب نوتردم.. والشيخ والبحر..  وتشيخوف .. مراراً اخفقت في تعلم الرسم، وعزفت على آلة الكمان والكارديون.. ثم  الى الفلسفة....

تعال  اقول لك.. جازم سيف متسكع في احياء وبلدات المعرفة.. الشعر.. والادب والموسيقى.. والرواية.. السينما.. مطلق من الشاعرة القديرة نادية مرعي.. كانت اكثر مني حباً وكنت اكثر منها اهمالاً  لتستمر الصداقة المعمدة بروح الانسانية والرفعة والتقدير.. لجهة  الجلونست، الرغبة في اعادة البناء.. اعادة الاعمار العاطفي.. احب كثيراً نادية.. بالتوالي رهف وملاك وليلى بناتي  يا لهن من كائنات شغوفات بالحياة، بالوجود رغم ازدهاره بالمثبطات.. احب اصدقائي .. بالفعل يستحق جميع الناس حياة  حيوية خاليه من السأم والرداءة والفتور.. لنعيش معاً نتأمل ونتحرك وننتج .. نفشل وننجح.. نشهد الشروق ونعيش الغروب  ونخبر الحياة بتنا قضاتها بجدلها وتوافقاتها.. لنكون.. ونكون.. ونكون...

وكيل محمد جازم يا له من حفار  نكد غزير المران في حقل ممارسته للنقد، وانتاج النصوص المقروءة  لا من حيث القدرة على  الامساك بتلابيبها والتعريف بكنهها وحسب بل ايضا في القدرة على انتاج نصوص ابداعية  موازية  للنص المدروس محل القراءة... في مقاربته لعمل ما الحرب،  يا لقدرته الحيوية ذهب لاستنطاق النص  وكشف معانيه ودلالاته  من خلال وعبر رفدة بأدبيات واصول معرفية ومنهجية فذة  زادت كثير من مستوى تعرفي من الناحية الوصفية بمعنى الشعر وقصيدة النثر منه على وجه التحديد .. فيما جهد وكيل والشاعر الناقد الادبي سلطان عزعزي  فى تسليط الضوء على ارتكاز  العمل على عمود ومحور اساسي هو عينه محور السؤال المحفز للذهن  كأسلوب استنطاق محرك ومولد معرفي  يقوم بدور  تعرية  حالة الحرب  بمنتجات مفاعيلها  وصورها البائسة... الماثلة والمعاينة في الوقع..  بتعبيرات وأسئلة مكثفه  لنقل عنها بأنها حارقة ومباشرة  تتولى عملية الرصد والتصوير.... فيما  تلك الاسئلة تقوم بهذا الدور ... لابد  من ناحية  مضمرة  وخفية ان  تبرز معنى وقيمة  السلام   كقيمة  مضادة  ومناقضة بالضرورة   لحالة وشيوع  ظاهرة الحرب.. في عملية سرد  مكثف ومتلاحق.. تدفع بالقارئ حسب وكيل وسلطان  الى التأمل والاستنتاج  واتخاذ مواقف  وآراء مؤثرة.. ذلك ضمن ووفق الاسلوب التالي.. ما الحرب؟

أهي فستان فرح يمد يديه ويسلم على  المعزيين.. ام جسر مترنح.. ام صنبور فقد وظيفته.. ام جامع فقد مؤذنه.. ام "طريق دمرتها الحرب نرقعها من جلودنا كي تستمر الحرب"

ما الحرب؟

اهي  عائد من الجبهة بعد ان بترت ذراعيه  فأهمله الوطن لأنه لم يعد قادرا على التصفيق..  ام طفلة اخرجت من درج خيالها مضلة واجبرت سائق الطائرة الحربية على الهبوط ثم اتت بخيط وربطة بـ الكابينة وحولت الطائرة الحربية الي طيارة ورقية..

ما الحرب؟

اهي طبل يقرع.. ام جارتان خرجن للتسوق.. وعند العودة الاولى صُرعت  برصاص قناصة  الانقلاب... والاخرى قسمة.... صرعت برصاص قناصة المقاومة

 ام هي تاجر حرب يدعي عند الاستيقاظ : (لتبغضني الالهة ويلعنني الشيطان.. نمت  دون ان ادعى للحرب بدوام الصحة والعافية...)

أسئلة حارقة كما قلت سلفا من هذا القبيل مهمتها التعرية.. الكشف.. التحريض..  بحثا في المضمر.. عن معاني نقيضة مضادة... مختلفة... بديلة  معنى ومبنى....

* من ديوانك الاول اخطاء تمتدحني ٢٠١٩ الى ديوانك الاخير ما الحرب هل استطاع جازم سيف تجاوز نفسة والاجابة عن الاسئلة التي يطرحها ام مازال هناك الكثير من الاسئلة؟

= اخطاء تمتدحني عبارة عن سرد لمواقف  وذكريات  وهي في الاصل مدونة يحضر فيها المحايثة  والخضوع كما الرغبة  في التمرد والاحتجاج في بداية  رحلة العمر علي العادات والتقاليد الثقافية والتعاليم التربوية الابوية الصارمة في البيت والمدرسة وفي الحي  ومع الاقران.. وفي النظرة  والتعامل مع الجنس الاخر "بنات الجيران" وتجاه  وجود الله والمثل العليا  الحق والعدل مرورا  بـ التفاعل مع قضايا السياسة بتجربة العمل السرى والتعرض للاعتقال ودفن واحراق الكتب  وتغيب السجن واشكال التحقيق والتعذيب... ومراحل نضال الحصول عل  شهادة "حسن السيرة والسلوك" من قبل اجهزة ما كان يسمى ويطلق عليه بجهاز الامن الوطني.. الى  مرحلة الدراسة الجامعية  والارتباط اكثر واكثر بـ المعاني الفكرية والثقافية.. محاضرات الاستاذ عبده على عثمان، ابو بكر السقاف، الخضر زكريا، صلاح قنصواه، محمد الخياط والصوفي محمد. .. روح الزمالة الفا علة مع الاحباء سعيد المخلافيوسلطان عزعزي وتوفيق القبا طي ومحمد عثمان وعلى سالم عبد الله المعمرى عبد الودود الحمادي ومحمد حسن الساري وجهاد ناشر واروى عبده عثمان وامنة النصيرى وفوزية الذماري بالسياق تجربة العمل الشبابي مع سند نجاد وعمر عبدالله وعبود فيح والاستاذة رضية شمشير وتوفيق الشرجبى وعارف الشيبانى  وعبد الملك الحاج.  صعودا الى عيش ظروف حرب ٩٤ والتعرف على الشعراء  نبيل سبيع  وهدى العطاس ونبيله الزبير ونادية مرعي وعلوى السقاف، ابتسام المتوكل،وضاح حريري، على المقري، فتحي ابو النصر، ومحمد ناجي احمد، طه الجند، محمد الشيباني محمد حسين هيثم، محمد المنصور ، جميل  مفرح وصديقي الانسان البهلول الشاعر  المميز احمد قاسم دماج، علي دهيس، علوان مهدي "الوردة تفتح سرتها"..

ولا انسي صاحب ."نشوان لا تفجعك خساسة  الحنشان" االمحب والمحبوب الصريمي سلطان.. ولحظة يازمن  المساح محمد والمناكف  الساخر والاصيل  الرازحي، الناقد الفذ عبد الودود سيف،  وغدا..وغدا..وغدا عبد الله القاضي   والسروريان: نبيل وعبد الوكيل  احمدناجي، جميل حاجب، الزكري توفيق، نادية الكوكباني،  مها وصلاح السلامي والعريقي سوسن والزراعي عمار النجار، واياد الحاج، والمشاغب الجميل شوقي شفيق، ميفع عبد الرحمن، وليلى الهان، عبد الفتاح عبد الولي، امين العباسي، القدسي عبد الاله، والديلمي عباس، جرمة محي الدين، علي هلال، فارس العلي، والمقطري بشرى، وعز الدين العامري "امرأة من فحم، شارع الشاحنات" ، محمد سعيد سيف... وغيرهم كثير من ساهتم في بناء وتشكيل ملامح المشهد الادبي والابداعي الحداثي المعا صر في اليمن  بتلويناته وانماطه المختلفة ،فيما تتكون ثيمات هذا المشهد المتعدد في بيئة ربما نستطيع القول  بالاعتماد على اسباب ومبررات عده بانها بيئة تفتقر لاسباب الاستقرار والتراكم الحيوي.. وما يعتمل فيها من نتاجات ابداعيه وادبيه يمثل مظهر  قوة وقدره فائقة على افلات القلم والبديهة الابداعية  من طبيعة الظروف المعاشة التي طالما  وصفت  بـ الصعبة وغير المشجعة...

كيف استطاع الشاعر جازم سيف التكثيف وصنع من اسماء افراد أسرته قصيدة تقول لا للحرب؟

اما في ما الحرب فأن النصوص  تتموضع وتتناسل  نص عقب  نص ازاء وحول موضوع واحد هو موضوع الحرب الذى  يشمل ويتم ذرذرة  معانية  بجميع  وكافة مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية في مجتمع يمجد ويعلى من شأن القوة  والسيطرة والهيمنة على المستوى العام والخاص وفى نواحي البني وكل الانساق .. في نمط التعليم والبناء والرداء وحتي  أسماء المناطق والعائلات و والمشيخات والامارات  والنخب والاسر والزوامل  واسماء الافراد بمعانيها ودلالتها المؤكدة على معاني القوة والنزعة  الشمولية... فأنا على سبيل المثال.. بأسمي الخماسي فيه شيء كثير من تلك الدلالة  المنتجة  والمشجعة في الواقع المعاش والمعاين على ثقافة الحرب ولابد في الممارسة  العملية من احداث قطيعة بستمولوجية معها كما يقول بذلك علماء الاجتماع.. و لابأس من أن  نقارب صور ذلك الارث الثقيل والصلد بـ الاستعانة بالعين التي تتمتع بها قصيدة النثر.... في هذا الشأن على سبيل المعاينة حاول جازم سيف  الاقتراب من هذه المنطقة  الشائكة والغنية بالجروح والتشققات   بكتابة النص التالي :

* لا للحرب

اسم جدي قائد،

امي قلعة،

ابي سيف،

اخي مهند،

وانا جازم

اما اسم قصيدتي هذه

فأسمها

لا

للحرب...

 

في هذا النص الذي يتكئ على اسماء حقيقية ثابتة في سجل الاحوال المدنية و البطاقة الشخصية عرض  لتلك الحالة..  حالة   الحرب التي تشيع وتزدهر  ثقافتها بنا وحولنا بقوة... واذ اكان النص في اخره يقول :

اما أسم قصيدتي هذه

فأسمها

لا

للحرب..

ما تلبث ان تكون مجرد محاوله لفصل ما هو ذاتي وشخصي يطرق باب الحلم في الانتصار لقيمة معنى  السلام    بتداعيات محاولة فصلة عن الجانب الموضوعي فيما ترمز اليه الاسماء الخمسة تلك من معاني حربيه كأسلحة لفظيه ما برحت  فاعلة ومستخدمة في الحياة اليومية وعلى ارض الواقع  الممارس والمعاش حتى اليوم....

وعليه فإن السلام حسب نعيمة ميخائل وأنا معه بالتأكيد لا يولد في المؤتمرات الدولية بل في قلوب الناس وافكارهم...

تعال نقول بعد ذلك بان المجتمعات الانسانية التي عاشت وعانت كثيراً من ويلات ومأسي وألآم  الحرب  قد انتجت ثقافة وامثال انسانية تزدري الحرب وتخا صمها.. فمن  الباسطة   مثلا  الحصول علي معني  المثل الالماني الذي يقول: الحرب تنتج ثلاثة جيوش ، جيش الضحايا، وجيش الجرحى، وجيش اللصوص...

* بما انك اصدرت ديوان ما الحرب كيف ينظر جازم سيف للحرب الدائرة وكيف يمكن انهائها وهل اصبح لدينا ما يمكن يسمى ادب الحرب؟

الشيء يعرف بنقيضة ونقيض  الحرب السلام مع الحرب تتحول  الحياة الي جحيم ، ويزيد  من قبحها تغذية الاتها الجهنمية بحمي النعرات والتعصبات المذهبية  والتحيزات المغلقة بوصفها معامل ومنتجات بدائية  ضحله وكريهة وبالتالي دون انسانية  وكل هذه الظواهر والصور العوار  بقدر ما تشيع وتزدهر بقدر ما تضمحل وتنحف وتتيبس قيم التعايش والسلم الأهلي العام والمشترك.. ماذا تنتج الحرب  بعد توقف دوي المدافع، مشغلات الصواريخ ،المدمرات  الحربية..؟ تنتج امرأة  بعكاز تحمل عنزة صغيرة بقدم واحدة. واذ لعب الاطفال  في مرحلة ما بعد الحرب  ستكون مرجيحتهم هي بالضبط اجنحة الطائرات المحطمة.. وكما هو حاصل اليوم في اليمن  الكثير من المدارس والحدائق  والمشافي الصحية  دمرت والبعض منها تحولت الي ثكنات وتحصينات عسكريه مسلحة.. والحال بإن الحياة في اليمن مختطفة ومشغلات والمفاعيل المنتجة للموت  وصناعة الدمار وحدها  هي  النشطة والمدعمة بكل السبل ومنشطات البترو دولار في لعبة حرب اهلية معطنه   شديدة القبح.. المصادرة لا لحقوق الحياة بل للحياة نفسها...

صحيح بأن انتاج  ادب الحرب يحتاج الى زمن موضوعي معقول لإنتاج ادب حرب يتمتع بشروط تجعل منه ادب حرب بالمعنى الحقيقي للكلمة.... لكن ما يكتب اليوم على مستوى الشعر والقصة  والرواية والمسرحية والا نشودة  والزامل في اليمن يمكن ان يؤسس لفكرة وجود ادب حرب بالمعنى المتعارف عليه  لدى وعند المهتمين  بنتاجات وشروط الابداع في هذا الحقل...

* في القصيدة المعنونة بـ باب الحاسد تطالب ان تكون المرأة بدل بوكية الورد هل نستطيع نقول ان الشاعر يعاني من ضمأ عاطفي وكيف ينظر الشاعر الى المرأة؟

 

باب الحاسد

 

أيتها

الحسناء

بوكيه

الورد

الذي تحتضنيه

يذوي بسرعة

دعيه

وضعيني

في

مكانه

= في السؤال ماذا تعني المراءة بالنسبة لي؟ سأجيبك: المرأة  حياة.. تفتق وخصوبة.. دفق ونماء.. نور وضوء.. بهجه وسيرورة.. المرأة زمان ، والزمان هو الخلق والوجود...، المرأة مكان والمكان الذي لا يؤنث حسب العارف ابن عربي لا يعول عليه... والمرأة  حب عند كانزاكي  اذا استطعت أن تحب تستطيع ان تفعل كل شيء...

ما هو الشعر ولماذا الشعر وكيف يمكننا ان نصف هذا النص بالشعرية من عدمها؟

في السؤال المطروح  ما الشعر سأقول لك بأنه : تأمل .. رؤية.. انفعال.. عين.. تصوير فوتوغرافي يعمل بعدسة  وتقنية  حديثة ومختلفة  هي تقنية اللعب بالكلمات  في انفتاح وتفاعل روح وقلب ونبض كل تلك المؤثرات علي معاني الحياة  والوجود بسيرورته وتجسيدات فنه وجمالة المتعدد والمتنوع مضاف له حيوية الانسان باكتراثه وجدله برفضه وقبوله ونزاعات أشواقه وتطلعاته المتمحورة عبر وحول ومحيط وفضاءات الرغبة  التي سبق ان بدأت وتحركت ولم ولن تتوقف قط مادام هناك حياة.. مدام هناك شعر.. مادام هناك موسيقى.. مادام هناك حب.. مادام هناك غناء.. مادام هناك رقص.. القصيدة اذن الى ذلك وعليه عزف  اغواء سيرورة  استفزاز جمالي يحفز العقل والروح.. يوقض القلب.. وينهض بالمشاعر  ويصقل الاحاسيس وبعبارة يصحي الانسان من رقاده.. كما يقول يوشي  في ديوان الشعر الصيني القديم "ليس كالشعر شيء  يهز السماء والارض، يخاطب الالهة والشياطين ويهذب الناس، ويوفق بين الزوج والزوجة

الى ذلك الشعر تأمل:

تأمل ضلك

وهو يسلم عليك

تأمل الباب

وهو يضع كفه على النافذة

ويخرجان للتنزه

تأمل وجدانك وهو يهديك وردة

بعد عودته من الحديقة

تأمل حقيبتك وهي تحملك

الى اخر المشوار

تأمل عينيك وهي تلتقط لك

صورة فوتوغرافية

تأمل دموعك وهي تصحبك

الى البحر

تأمل حبيبتك وهي تخرج

من التلفزيون وتقبلك

تأمل اللابتوب وهو يضع

الكابس بأذنك ويتصفحك

تأمل تأملاتك

وهي تتأمل تأملاتها

وتكبر

كشعاع

* في قصيدة باب الديكتاتور تحدثت عن الثورة  ما هو تعريفك للثورة وهل ما حدث في الربيع العربي كانت ثورات واذا كانت الاجابة بلا فما الذي كان ينقصها لتصبح ثورات؟

 

= وثيقة هي عرى العلاقة بين  القصيدة بالثورة فالانفعال الحيوي  كفعل.. فماهية الانفعال الحيوي المصاحب اثناء تخلق الشعر  هي عينها الماهية  المصاحبة اثناء وخلال تخلق  فعل الثورة.. كلاهما حرث وقلب  وتغيير لماهية الاشياء بحثا واعادة جدوله وصك جديد للسائد والمألوف... لقد انقلبت الموازين حسب عباس بيضون: بدلا من ان يخرج الشعر عن التاريخ بات عليه  أن يصنع التاريخ ، بدلا من أن يصدر عن الثورة والتجديد بات عليه أن يصنع الثورة والتجديد

موضوعية  و صريحة هي اذاً الحاجه  لإجراء فعل المخالطة بين لون القصيدة ولون الثورة في عملية مزج وتداخل وترابط بين الانجازين كلاهما مسؤولين مباشرين  في  انجاز  جمالية  اللوحة  لوحة  الحراك .  الحرث.. القلب... الخض.. التغيير... الربيعات العربية..  بهذا المعنى قصيدة  ولحن ، معزوفة فنيه جمالية لم تكتمل.. صورة ناقصة  البناء والتشكل لساحات  وارصفة  وميادين  تحركت   ولازالت تتحرك تحت تأثير ومد ايقاع شعري وسياسي واحد:

نريد،

نريد،

نريد..

الربيع احيل الي خريف وحرب في حال اليمن للأسف الشديد ماذا حدث ؟ حسب غرامشي " الماضي ترنح لكن الجديد لم يستطيع ان يولد بعد .. وفي المسافة الفاصلة ما بين الترنح  وعدم ولادة الجديد يوجد المزيد والمزيد من الفوضى".. في الاصدار الباب ناطق أعلامي لحزب القصيدة  ما برح الديكتاتور يتبجح برعونة عالية قائلاً:

لم تصل

الثورة

الى منزلي

بعد

لازلت هنا

صوتي، حذائي، وصورتي المعلقة بـ الجدار ولا احد يرفع شعار

الشعب يريد

اسقاط النظام..

وبفضل نباهة  وتفعيل عصب الاحساس التي تتمتع به القصيدة.. يقول شاعر اليمن الكبير المقالح  عبد العزيز في قصيدة الحرب:

أيها الجائعون

ابشروا

لن تجوعوا.

فقد أذن المتوضون للحرب

وانهمرت في الشوارع والطرقات

شظايا الاناشيد،

هيا ابشروا

لن تجوعوا

كلو من لحوم المدافع

من شحم الدبابة..

لا تخافوا من الموت...

درج الى ذلك سنقول بالتصريح لا بالتلميح سافلة  هي الحرب .. لعينة هي الحرب .. ومشعليها والمتاجرين بها حقيرين  وأبناء الهرمة  ومتعيشين ومستثمرين  بذيئين لأحزان و اوجاع الناس...

تعبير ختامي :

تعالوا

نغني

للسلام

أحلت

قطعة

الخشب

الملتصقة

بالبندقية

الى

كمنجة.

_______

 

سيرة ذاتية

 

جازم سيف ناجي

تعز...١٩٦٤م

فلسفة واجتماع

مدرس في المعهد العالي للمعلمين

كاتب وناشط مدني

عضو اتحاد الادباء

الاصدارات:

- خطاب الساحات

- اخطاء تمتدحني

- ما الحرب؟

- موسوعة جيب لاعضاء الجسد

- ما البحث العلمي

- الباب ناطق اعلامي لحزب القصيدة


 

 

قراءة 11625 مرات

من أحدث