"إشتراكيون ضد أنفسهم" مميز

الجمعة, 24 حزيران/يونيو 2016 03:03 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

ليس لمن يسمون أنفسهم " إشتراكيون ضد العدوان" أية صفة قيادية في الحزب الاشتراكي اليمني على أي مستوى من مستويات الهيكل التنظيمي للحزب.وهم على المستوى القاعدي بضعة أشخاص لا يمثلون قيمة نوعية يعتد بها.هذا على افتراض أنهم مازالوا داخل الحزب وليس خارجه وضدا عليه مع المتربصين به.ومع كل ذلك فإننا من قبيل التعاطي مع الآخر – مهما كان مختلفا أو مغايرا أو باغ أو متجانفا الإثم – سنحاول النظر في ادعاءات هؤلاء وافتآتاتهم مبتعدين كل البعد عن أسلوبهم المتشنج.وليكن في هذا النظر فرصة لمنتسبي الحزب وأنصاره ومحبيه والمتعاطفين معه كي يتنبهوا إلى مثل هذه الظواهر الطارئة على العمل المدني والحزبي التي لا تزال تمارس عصبوياتها ونزعاتها البدائية تحت لافتات مدنية.إنها إذنْ فرصة لمناقشة كيفية التعبير عن الرأي المخالف إيمانا منا بحق الآخر في التعبير عن نفسه، سواء أكان ذلك التعبير سويا ينشد الحق والعدل والإنصاف،أم كان صادرا عن لوثات ونوبات من الصرع والجنون.

وبما أن أبجديات العمل المدني تستوجب لغة غير إقصائية أو إلغائية أو غوغائية، وليس لها من غرض سوى الإفهام والإبلاغ، فإننا نعجب لتلك اللغة التي صيغ بها ما سمَّوه بيانا عن "إشتراكيين ضد العدوان".فاتهام قيادة الحزب الاشتراكي والحكم عليها بالخيانة والعمالة ووصفها بالجماعة الإجرامية دال على أن النية مبيتة، والتربص قائم،واستسهال إهدار حق الآخرين في الاختلاف ناجز وجاهز. ولكننا، رغم علو تلك النبرة الاستعدائية الاستعلائية، لن نرد عليها بمثلها، وهو أسهل ما يكون.وإنما سنعمد إلى قراءتها قراءة موضوعية مسنودة بالقرائن المنصوص عليها في تلك الوريقات المسماة بيانا.

ففضلا عن كون تلك الوريقات صادرة عن غير ذي صفة،وفضلا عن كون أصحابها لا يستندون إلى أي مادة في النظام الداخلي للحزب تدل على وعيهم وانضباطهم الحزبي فإنهم قد جازفوا أيما مجازفة حين أعطوا أنفسهم كامل الصفة والأهلية للتحدث باسم الحزب الاشتراكي "إشتراكيون ضد العدوان"، بل وأكثر من ذلك نبرة الوصاية على الحزب وعلى منتسبيه!!!.

إن الحزب – أي حزب – هو برنامج، وبشر قرأوا هذا البرنامج وفهموه واقتنعوا به، وقواعد نظامية تنظم عملهم الجمعي – إتفاقا واختلافا - من أجل تنفيذ هذا البرنامج.ومعنى هذا أن العمل الحزبي – لمن يعيه ويدرك مسئوليته ويتحلى بثقافته – لا يمكن أن يكون إلا وفق اللوائح الحزبية، سواء في الاختلاف أو في الاتفاق.ومن شاء أن يصحح اختلالا ما عليه أن يسلك من أجل ذلك مسلكا منضبطا منزها من أهواء النفس الأمارة بالسوء .ولوائح حزبنا تكفل الحق في المساءلة والنقد والاعتراض من المستويات القاعدية إلى أعلى مستوى قيادي في الهيكل التنظيمي للحزب.

وفي حال أراد نفر من أعضاء الحزب أن يصححوا حرصا على الحزب والتزاما بمبادئه ونظمه فليس لهم أن يتعمدوا تضليل الآخرين وإخضاع قيادة الحزب لأهوائهم وأمزجتهم،بل عليهم أن يمارسوا معارضتهم وفق ما تقتضيه المعارضة المنضبطة من حقوق وواجبات ومسئولية وأخلاقيات.وإذا ما بلغ بهم الحال أن لا يستجاب لهم فمن حقهم أن ينشقوا ويؤلفوا حزبا خاصا بهم ويتحدثوا باسم حزبهم.وهذا ما نعرفه ونعهده في العمل الحزبي والمدني في كل بلاد الدنيا المتمدِّنة.

أما أن تأتي جماعة صغيرة منشقة عمليا عن الحزب ومتمردة عليه ومصطَّفة علنا وبلا حياء مع خصومه، ثم تدَّعي أنها تمثله فذلك مما يدل دلالة واضحة على رغبة أخرى غير التصحيح وغير الغيرة على الحزب.وهذه الجماعة، الصغيرة في كمِّها ونوعها، تجعل نفسها – من حيث تدري أو لا تدري – في تماه واضح وكامل مع المنقلبين على الشرعية.والشيءُ بالشيءِ يذكر.

ولأن هذه الجماعة غير قادرة على الإنشقاق وتشكيل حزبها الخاص الذي يتفق مع أَنَوَاتِها ونرجسياتها،ولأنها تعرف حجمها الكمي والنوعي وتدرك أنها لا تشكل أي ثقل داخل الحزب، وليس هناك من يصغي إليها عمدت إلى ما يعمد إليه العاجزون دائما من البلبلة والتشويه والتقوُّل وإثارة الزوابع في الفناجين.ونسي هؤلاء أو تناسوا أن حزبا عريقا كالحزب الاشتراكي اليمني بتاريخه الوطني ووعي منتسبيه قد تمرَّس على الكثير من العواصف وخرج منها قويا ثابتا راسخا.

يمتلك الحزب الاشتراكي اليمني ترسانة من اللوائح التي تحمي حق الاختلاف وتكفله، وهناك قنوات نظامية المرور عبرها إلزامي لكل عضو منضبط يحترم انتسابه إلى الحزب ويدرك ما له وما عليه.أما أن يذهب خمسة مزاجيين، لأسباب معلومة أو غير معلومة، مدفوعة الأجر أو غير مدفوعة، لإعلان رأيهم وإصدار بيانات فإن أي شلة صغيرة منفلتة لها تكية وديوان مقيل تستطيع أن تفعل أكثر من هذا.وأنا هنا لا أرد على بيان هؤلاء، فالبيان ليس ببيان وليس فيه ما يستحق الرد.لكني أجدها فرصة للتنبيه أننا إزاء زوبعة تستهدف التبرير لأعمال معادية للحزب الاشتراكي.

أما ما جاء في الوريقات المسماة بيانا من اتهامات لقيادة الحزب الاشتراكي بالخيانة واعتبارها جماعة إجرامية تستحق العقاب فإننا هنا إزاء تحريض لا علاقة له بالعمل السياسي المدني ولا بالتنظيم الحزبي.والذين صدَّروا هذا الاتهام لا تربطهم بالحزب الاشتراكي اليمني أية علاقة تنظيمية، بل هم غرباء عن هذا الحزب وعن وثائقه وخطابه وثقافته السياسية وعن تاريخه الوطني.ولولا إيماني العميق أن محمد خميس لم ولن يخرج من مرقده الأبدي قبل يوم الحشر لأجزمت أنه – وليس غيره – من كتب هذا الإدعاء مطالبا بإنزال عقوبة الإعدام ضد قيادة الاشتراكي وضد الحزب برمته، كما فعل من قبل مع القائد الوطني عيسى محمد سيف ورفاقه على رأس الوحدوي الشعبي الناصري.أما علاقة علي نعمان الجُلَيْلِي بهذا الادعاء فليست أكثر من علاقة مذيع رديء مع سقط الكلام عبر المذياع يتسوَّله تسولاً. ومهما يكن من أمر فالرد على هذا الادعاء (الاتهام) يجب أن يأخذ مجراه عبر القنوات القانونية للحزب بصرف النظر عن الظروف غير الطبيعية التي تشهدها البلاد، فسلطة الأمر الواقع التي تصادر الدولة مسئولة مسئولية كبرى عن تجريم الناس واستباحة دمائهم من قبل كل زاعق وناعق.ومن حق كل قيادي في الحزب الاشتراكي اليمني أن يحتفظ بحقه في مقاضاة أصحاب الوريقات المسماة بيانا.

إن قيادة الحزب الاشتراكي اليمني كانت، ومازالت متمسكة بخيار "الدولة للجميع".وهذا خيار سلام وليس خيار حرب.وليس خافيا أن محاولات كثيرة بذلت لجر الحزب إلى التخندق والانخراط في العمل المسلح.لكن قيادة الحزب تمسكت بخيار السلام دون أن تقيم أي اعتبار لما سيقال لصالحها أو ضدها متبرِّئةً لضميرها الوطني من كل الحسابات الضيقة،ولم تفرض على أحد أن يتطابق معها أو يتنازل عن حقه في الاختلاف.فمن شاء أن يكون مع ما يسمى بالعدوان فليكن، ومن شاء أن يكون ضده فليكن، فليس هذا ما يشغل قيادة الحزب الاشتراكي بقدر انشغالها بخيار الدولة للجميع. وموقف الحزب من الحرب واضح ومعروف للداخل والخارج،وبياناته شاهدة عليه.ومن يعرف طبيعة العمل المدني وينصف يدرك أن هذا الموقف لا غبار عليه، فجميع من يتصارعون الآن شركاء في الوطن، ولا يجب تحويل الصراع إلى مع أو ضد، فالإدانة للحرب وللعنف من أي كان، ولا يمكن للحزب أن يمارس أي عمل مليشياوي أو أي تعبئة فئوية أو عصبوية مهما كانت المبررات، وليس فيه مراكز قوى لها مصلحة في ذلك.وأية ضغوط يتعرض لها الحزب من هنا أو هناك فهي شهادة له لا عليه، فالكل يريد أن يجره للإصطفاف معه، وهذا إعتراف عملي بالدور الوطني للحزب الاشتراكي وأهميته وعراقته.ولأن البعض عندنا يخلط بين السياسة والدناءة فإنه إذا ما فشلت ضغوطه تحولت إلى اتهامات بالخيانة والعمالة، ولن تعوزه القدرة في العثور على متطوعين يسهلون له مهمته.

ومن المضحكات المبكيات أن هؤلاء المتطوعين يزعمون في وريقاتهم المسماة بيانا أنهم يعملون على استعادة الحزب.وكأن الحزب ملكية خاصة سلبت منهم.ألا يدل هذا على ضحالة وعي هؤلاء، إن كانوا حزبيين حقا،ألا يدل هذا على أنهم لا يفقهون ما معنى حزب...إن قوة الحق يا هؤلاء تكمن في الحق نفسه وليس في الكراهية والزعيق والنعيق وعلو نبرة الصوت.

لمتابعة قناة الاشتراكي نت على التليجرام

اشترك بالضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

قراءة 3749 مرات آخر تعديل على الجمعة, 24 حزيران/يونيو 2016 23:39

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة