أيا من الذكريات تخلدها الذاكرة!؟ مميز

  • حول أسئلة الثورة وتفاصيلها.. (ملف من الاشتراكي نت بمناسبة الذكرى السادسة لانطلاق ثورة فبراير)
  • الاشتراكي نت / خاص / كتبه د. عبدالرحمن راشد

الأحد, 12 شباط/فبراير 2017 21:00
قيم الموضوع
(0 أصوات)
ساحة التغيير صنعاء 2011 ساحة التغيير صنعاء 2011

ضمن ملف استعادة تفاصيل الأيام الأولى للثورة وأبرز المحطات، وبحث أسئلتها، وهو الملف الذي يفتحه موقع "الاشتراكي نت" بمناسبة الذكرى السادسة لثورة فبراير، كخطوة أولى على طريق تدوين الحدث الأبرز في تاريخ اليمن المعاصر من زواياه المختلفة، ننشر هنا حديث الدكتور عبدالرحمن راشد، حول تجربته الشخصية مع الثورة، ومشاركة الأكاديميين في محافظة ذمار، مع بعض الاستخلاصات التي خرج بها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أيا من الذكريات تخلدها الذاكرة!؟

الأحداث التي تواجه الإنسان في نشاطه الحياتي وتخزن في ذاكرة بعيدة المدى حتى يسهل استرجاعها عند الضرورة تعكس وظيفة العقل المعقدة. من بداية الإحساس بها وتركيز الانتباه ثم إدراكها بكل تفاصيلها وتهيؤاتها لوظيفتي ذاكرة قصيرة المدى الآنية وطويلة المدى وهي أساس الاسترجاع. هذه وجهة نظر والأخرى ترجعها لتقسيمات الوعي بشقيه الشعوري واللاشعوري. فالأحداث يتم التعاطي معها بحسب وقعها وتاثيرها سلبا وإيجابا. فالأحداث الايجابية تبقى في منطقة الوعي وهي التي يتم استرجاعها المتكرر لوقعها الايجابي والاستمتاع بها.

عكس الأحداث المؤلمة التي تذهب إلى منطقة اللاوعي للتنكر لها والهروب من استذكارها لوقعها المؤلم وبهذه الأساليب لا تختلف عن النسيان.

من هذا المنطلق كل ما له علاقة بالأهداف الطموحة. الأفعال الايجابية. كأهداف تغيير نمط الحياة، الأنشطة السلمية والحضارية والأنشطة الجمعية وأعمال الخير تظل في منطقة الوعي ويكرر استذكارها. وثورة 11فبراير الشبابية السلمية نموذج للأحداث الايجابية.

ذكرياتي لأحداث ثورة فبراير الشبابية 2011 كذكريات خالدة ومتشعبة لأسباب كثيرة. منها لحضوري فعاليتها من اللحظة الأولى وبشكل منظم سبقه الإعداد والتحضير. والثانية الشغف التجريبي لأساليب الحضارية الحديثة في التغيير السلمي.

ثالثا الشعور بالمعاناة ذاتيا وإدراكها لدى أوسع طبقات وشرائح المجتمع من أزمة حادة وعلى مختلف الاصعدة الحياتية تسبب في نظام اسري استبدادي تسلطي. أي إدراك تفاقم العلاقة بين البناء التحتي القاعدة الشعبية والفوقي سلطة الاستبداد.

رابعا: التذمر الجماهيري من واقع الحياة وطموح في التغيير. على هذا الأساس كانت لنا مناقشات سابقه تهدف إلى إصلاح مؤسسة الجامعة والتصدي للفساد بدأت بلقاء مع الأكاديميين المستقلين والذين يوافقون على محاربة الفساد. تكللت تلك الجهود بجهد موازي جمع أحزاب اللقاء المشترك ذات الحضور في الجامعة في يونيو 2010. لمناقشة نفس الهدف. في أكتوبر من نفس العام ومع بداية العام الدراسي تقدمت بمشروع مقترح بعنوان أكاديميين من اجل التغيير لأحزاب اللقاء المشترك واقر ليصبح مشروع للأكاديميين الراغبين في التغيير في الجامعة.

 في 21 يناير 2011 تشكل أكاديميين من اجل التغيير في جامعة ذمار مع التواصل مع أكاديمي الجامعات الحكومية الأخرى. في أول تشكل للثورة السلمية بمسيرة  جماهيرية في م. ذمار يوم 17 فبراير كان مكون الأكاديميين أول مشارك في المسيرة. إصدار بيان والانتقال إلى ساحة الثورة في ذمار والمرابطة فيها. منذ تلك اللحظة وكممثل العلاقات الخارجية للتجمع الأكاديمي ثم رئيسا له. كانت مساهمات المكون في الندوات والمحاضرات الثقافية والفكرية بالإضافة إلى المشاركة في المسيرات وتحمل مسئولية التغيير في الجامعة انطلاقا من الخصوصية. المحاضرات والندوات التي قام بها الأكاديميين كانت ذات وجهتين الأولى. تشخيص أسباب الأزمة ومآلاتها.. والثاني المعالجات من خلال توضيح أهداف التغيير العصرية وأدواتها الحضارية كالدولة المدنية وغيرها من المواضيع النقاشية التي طرقت لاحقا في مؤتمر الحوار الوطني.

 أسسنا منتدى الحوار الثقافي والفكري في الساحة وأسندت لي مهمة إدارته والذي كان يهدف إلى بلورة الكثير من القضايا وتقريب وجهات النظر بين مكونات الساحة حيث قدم الأكاديميون 72 محاضرة منها 42 كانت محسوبة لي شخصيا حسب توثيق المجلس الثوري الذي امثل الأكاديميين في عضويته.  الذكريات التي يمكن استرجاعها في هذه العجالة وتجنبا للتقليل من الدور الجمعي للأكاديميين كتاريخ لهذا سأقتصر على استرجاع ذكريات ذات مضامين  عامة  تعكس أخلاقيات الثورة الشبابية من خلال تجربتي كمشارك في عضوية المجلس الثوري الذي تأسس في ساحة التغيير بمحافظة ذمار.

إذن كان أبرز ما يمكن للذاكرة استرجاعه ويتعلق بالمشاركة في فعاليات الثورة المختلقة هو الأتي:

أولا: أظهرت الثورة السلمية قيم حضارية لدى الثوار كانت غير معبر عنها. وفي مقدمتها الرغبة في التغيير السلمي والميل لحل المشكلات بطرق سلمية ومدنية وإدراك أن سبب الأزمة غياب الدولة ومصادرتها اسريا. وايضا إظهار قيم التسامح والتصالح من خلال التعايش في الساحة وتجاوز كثير من الخلافات والقضايا الشائكة بما في ذلك قضايا ثأر.

ثانيا: التعاطي مع مشكلات العنف من قبل لجان النظام بعقلانية تجنبا لمشكلات مستقبلية، والتعاون في جوانب التنظيم والحماية والتموين.

 ثالثا: الالتزام لتوجهات الحامل السياسي ممثلا بالمجلس الثوري.

رابعا: الرغبة الكبيرة في التداخل دون اعتبار للتصنيفات الاجتماعية. وكسر الحواجز المصطنعة بين الأحزاب السياسية والمكونات الشبابية والمهنية والقبلية.

 خامسا: فتح مجال الحوار في القضايا المختلف حولها بنفس الطريقة التي سادت لاحقا.

سادسا: التعاطف مع ما يصيب الساحات الثورية الأخرى بنفس موحد.

سابعا: كان الشباب هم الأكثر توقا للتغيير والأكثر استعدادا للتضحية. أتذكر ذلك من خلال أول فعالية أقامتها أحزاب اللقاء المشترك بجانب جامعة صنعاء. والذي لفت انتباهي رفض الشباب مغادرة الساحة مطالبين بالاعتصام

سابعا: شغف العنصر النسائي للحرية والاستعداد للتضحية من اجل التغيير، وهذا ما أظهرته المرأة في مختلف ساحات الثورة وفي مجمل الفعاليات. أتذكر في مسيرة الحياة من تعز إلى صنعاء التي شاركنا فيها نحن في ساحة التغيير ذمار باستقبال مسيرة تعز  من مشارف يريم إلى صنعاء وكان الذي يلفت الانتباه حفاوة الاستقبال من قبل نساء ذمار لمسيرة تعز وحمايتها من قبل الرجال وتلك البهجة التي عمت محافظة ذمار بالكامل.

 ثامنا: كانت المشاركة في الثورة، من قبل مختلف الفئات العمرية، فقد كان هناك كبار السن وايضا اليافعين، وان تميز الحضور المكثف بالشباب. أتذكر ذلك المسن الذي قدم مع مسيرة الحياة وكان يرفض ركوب السيارة رغم أن عمره لا يشجع على مواصلة السير راجلا، مع ذلك اصر أن يواصل مسيرته حتى صنعاء راجلا.

 هذه الذكريات الايجابية لا تعني بأنه لا توجد ذكريات سلبية رافقت العمل الثوري وأهمها ملاحظات كنت أصارح بها بعض المكونات وخاصة تلك التي كانت تختلف او من وحي استقراء لخطابها ومن تلك الملاحظات وقوع العنف بين بعضها البعض، ورغبة بعض المكونات في حل الاشكاليات القائمة بينها وبين مكونات أخرى عن طريق العنف.

غير ان الحرص على انجاح الثورة كان هو السائد بين الأغلبية، لكن المظاهر السيئة والجوانب السلبية التي برزت خلال الثورة لا تزال بحاجة إلى استقراء وتوضيح وهو ما قد أنوي الكتابة حوله في مناسبة قادمة. أكتفي حاليا بهذه الاستعادة السريعة لأبرز حدث عاشته اليمن في تاريخها الحديث.

ــــــــ

*د. عبدالرحمن علي راشد رئيس تجمع أكاديميين من اجل التغيير/ ساحة الثورة ذمار. عضو المجلس الثوري.عضو المجلس الوطني للثورة الشبابية.

أستاذ في جامعة ذمار

قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet

قراءة 1672 مرات

من أحدث

المزيد في هذه الفئة : « الجبير: الانقلابيون نقضوا 70 اتفاقا ابرمتها المملكة لحل الازمة في اليمن الامين العام يعزي الاستاذة جوهرة حمود بوفاة والدتها »

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى