أفاد سُكان محليون ومصادر طبية متطابقة بمقتل 14 مدنيًا جراء استهداف مقاتلات التحالف بناية سكنية في المدينة الليبية (شمال غرب صنعاء) وسط ضربات جوية مكثفة استهدفت المناطق الشمالية

وقالت شهادات حية لسكان قريبين من مناطق القصف إن ضربات التحالف استهدفت أنحاء متفرقة شمال المدينة وتسببت بمقتل أكثر من 20 شخصًا، وجرح آخرين.

وشنت مقاتلات التحالف ضربات جوية متتالية على صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون منذ 2014، في أعقاب هجمات شنها الحوثيون أمس الإثنين على العاصمة الإماراتية أبوظبي، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم هندي وباكستابي بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية الإماراتية.

وكان التحالف قد أعلن في وقت متأخر من مساء أمس، تنفيذ عملية ردع شاملة على مدار الساعة فوق العاصمة صنعاء.

وقال التحالف، في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس"، إنه بدأ "ضربات جوية متفرقة لمعاقل ومعسكرات الحوثيين بالعاصمة صنعاء"، وذلك "استجابة للتهديد وتحييد مصادره".

وأَضاف أن الطائرات الهجومية (إف-15) و(إف-16) تحضر لعمليات مشتركة، والقيادات الإرهابية ضمن الأولويات، في إشارة إلى قيادات جماعة الحوثيين.

وطلب التحالف من المدنيين في صنعاء الابتعاد عن معسكرات وتجمعات الحوثيين حرصاً على سلامتهم.

‏‎وأكد أنه ستجرى محاسبة مرتكبي الهجمات العدائية على المدنيين بالسعودية  والإمارات، لافتا إلى أن طائرات (إف-15) الهجومية دمرت منصتين لإطلاق الصواريخ البالستية استخدمت في الهجوم على أبوظبي.

وتسببت الضربات المباشرة التي استهدفت بنايةً سكنية بمقتل 14 شخصًا منهم مسؤول عسكري في الجماعة وزوجته وإبنه البالغ من العمر 25 عامًا وأفراد آخرين في العائلة وذلك بحسب ما أفادت مصادر طبية لوكالة رويترز.

تبني الهجوم

وأعلنت جماعة الحوثيين، الاثنين، تبنيها الهجوم على أبوظبي واصفةً أياها بالعملية النوعية والدقيقة.

وقالت الجماعة، في بيان، إنها نفذت عملية عسكرية نوعية وناجحة باسم "إعصار اليمن" استهدفت عددا من المواقع في الإمارات.

وحسب البيان فقد استهدفت عملية "إعصار اليمن" مطاري دبي وأبو ظبي، وتمت بخمسة صواريخ باليستية ومجنحة وعدد من الطائرات المسيرة.

إدانات دولية

أدانت وزارة الخارجية الإماراتية والتعاون الدولي استهداف "ميليشيا الحوثي الإرهابية" لمناطق ومنشآت مدنية على الأراضي الإماراتية اليوم... هذا الاستهداف الآثم لن يمر دون عقاب".

وأضافت "دولة الإمارات تحتفظ بحقها في الرد على تلك الهجمات الإرهابية وهذا التصعيد الإجرامي".

وندد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ندد بالهجوم في اتصال هاتفي مع نظيره الإماراتي.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إن واشنطن ستعمل على محاسبة الحوثيين.

كما نددت المملكة العربية السعودية بالهجوم وأعلنت وقوفها التام مع دولة الإمارات الشقيقة أمام كل ما يهدد أمنها واستقرارها"، مشيرة  إلى أن "هذا العمل الإرهابي الذي تقف خلفه قوى الشر ميليشيا الحوثي الإرهابية يعيد التأكيد على خطورة هذه الجماعة الإرهابية وتهديدها للأمن والسلام والاستقرار بالمنطقة والعالم".

وأدانت فرنسا الإثنين "بأشد العبارات" الهجوم "الذي تبناه" الحوثيون على مطار أبوظبي الدولي والمنطقة الصناعية المجاورة.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في بيان إن "هذه الهجمات تهدد أمن أراضي دولة الإمارات العربية المتحدة واستقرار المنطقة. وفرنسا تعرب عن دعمها لدولة الإمارات العربية المتحدة في مواجهة هذه الهجمات". وجدد الوزير دعوته للحوثيين إلى "الوقف الفوري لأعمالهم المزعزعة للاستقرار في اليمن والمنطقة والانخراط بشكل بناء في عملية سياسية لإنهاء الأزمة" في هذا البلد.

وأضاف أن "فرنسا تعيد تأكيدها دعمها وقف الأعمال العدائية في أنحاء البلاد واستئناف النقاشات بهدف التوصل إلى اتفاق سياسي شامل برعاية الأمم المتحدة". كما دان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الهجوم "بشدة" وأعرب عن دعمه للإمارات، مؤكدا أن بلاده تظل "ملتزمة العمل لصالح التوصل إلى تسوية سياسية مستدامة في اليمن".

إعادة تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية

وطالب وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد من نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، في اتصال هاتفي، الاثنين، إعادة تصنيف جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران كمنظمة إرهابية، حسبما قال مسؤول إماراتي رفيع المستوى لموقع أكسيوس بحسب ما أعلنت قناة الحرة الأمريكية.

ويأتي الطلب الإماراتي عقب انفجار ثلاث ناقلات نفط قرب ميناء أبوظبي، الإثنين، بعد تعرضها للهجوم، الأمر الذي أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة ستة على الأقل.

وكان بايدن تراجع عن قرار الإدارة الأميركية السابقة بشأن تصنيف جماعة الحوثيين على قائمة الإرهاب، وذلك بعد أقل من شهر من توليه منصبه.

ونقلت وول ستريت جورنال عن مسؤول لم تذكر اسمه قوله: "الحوثيون لا يشنون أي هجوم على دول أخرى بطائرات بدون طيار أو صواريخ باليستية أو كروز دون إذن أو تعليمات من إيران".

واستبعد مسؤول أميركي "التورط المباشر" لإيران في هجوم الاثنين، حسبما نقلت الصحيفة. ولم تعلق طهران بعد على ما حدث.

وهجوم الإثنين هو الأحدث في سلسلة الهجمات التي يقول مسؤولو دفاع أميركيون وأوروبيون وإسرائيليون إنها توضح القدرة المتطورة بسرعة لإيران وحلفائها في الشرق الأوسط، مما يغير المعادلة الأمنية في المنطقة.