اليمنيات يواجهن التحرش إلكترونياً

  • الاشتراكي نت ـ تقرير خاص/ عبدالقادر حسين

الإثنين, 23 آذار/مارس 2015 21:59
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

أحد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) أنشأ صفحة أخرى على الموقع باسم فتاة وقام بطلب صداقة بعض الشباب وشخصيات مشهورة في الفيس بوك، ليخوض غمار التفاعل الفيسبوكي، وتلى ذلك أن كانت تصله في اليوم الواحد مئة طلب صداقة، ويتكدس صندوق بريده بالعديد من رسائل الذكور، المتضمنة صور ومقاطع إباحية، بالإضافة إلى كلام هابط وآخر هادف إلى الاستمتاع بالدردشة مع فتاة.

يقول صاحب هذا الحساب المستعار: "إن منشوراً من هذا الحساب فيه "صباح الخير"يتعدى معجبوه الألف، وتتنوع التعليقات عليه بين إظهار الرومنسية، والشبق الجنسي لدى الرجل".على النقيض من ذلك تماماً فتاة أخرى تحصن حسابها وتخفي معلوماتها الشخصية، ويدها لا تكاد تفارق "زر الحظر" لكل من يتجرأ على إيذاءها، وتزيد تشديد الأمان على حسابها بعدم نشر "بوستات" أو التفاعل مع الآخرين بتبادل الإعجابات والتعليقات، لكي لا تتعرض لمضايقات من المتحرشين بحسب ما تفيد.

أشكال التحرش الإلكتروني ومع تعدد المضايقات التي تواجهها المرأة اليمنية، والتي تُعيق انفتاحها وتحجر عليها الحرية، تزداد حدة الذكورية في المجتمع اليمني، فلا يُسمح للفتاة بممارسة حقها في الظهور والتعبير عن ذاتها على مستوى العالم الافتراضي ومواقع التواصل الاجتماعية، ويعد التحرش الإلكتروني أحد أساليب المنع والتضييق على حرية المرأة، ويُعرف التحرّش الإلكتروني بأنه استخدام الوسائل الإلكترونية وشبكة الإنترنت في إزعاج الآخرين و إيذائهم. وقانونياً يعرّف بأنه استخدام وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من جانب فرد أو مجموعة في إيذاء الآخرين في شكل متعمّد.

تقول بسمة عن أشكال التحرش بالفتيات: "أنها كثيرة جداً كإرسال صور إباحية، كلام بذيء، وعروض زواج، حيث يدخل المتحرش إلى الدردشة الخاصة ويتكلم كلام عادي، وإذ لم يجد رد يقوم بالسب والكلام البذيء، أو يرسل صور سيئة المضمون، وكذلك في التعليقات هناك سخافات كثيرة".

ويذكر التعريف العالمي للتحرش الالكتروني أن أشكال التحرش هي، ملاحقة الآخرين أو التشهير بهم، كتوجيه الرسائل التي تحتوي على مواد تسبب الإزعاج للمتلقي، سواء كانت تلميحاً الى الرغبة بالتعرف إلى المتلقي، لأهداف جنسية، أو كانت تحتوي على عبارات أو شتائم، أو نشر صور الشخص من دون علمه، أو التهديد والابتزاز، أو الملاحقة والتجسس، أو التتبع بالتعليقات المسيئة، أو التشهير بالشخص عبر الوسائل الإلكترونية المختلفة، أو انتحال شخصيته بتزوير البريد الإلكتروني أو انتحال الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويعتبر جريمة لها توصيف قانوني بأنه "فعل فاضح غير علني".الكبت الاجتماعي أبرز دوافع التحرش وفيما تشير دراسات أُجريت على أشخاص يستخدمون التحرّش الإلكتروني كوسيلة لإزعاج ضحاياهم، إلى أنهم يعانون من تقدير ذات متدنٍ، وليست لديهم قدرة على المواجهة وجهاً لوجه، وأن لديهم مقداراً من اضطراب الشخصية النرجسية الذي يقلل من قدرتهم على تقدير نتائج أفعالهم، فيرتكبون أفعالاً لا سقف لدرجة السوء الذي قد تؤدي إليه، طالما أنها تخدم شهوتهم للانتقام.

 يُرجع أكاديميون سبب انتشار هذه الظاهرة إلى الكبت الاجتماعي؛ حيث أنه سبباً رئيسياً لهذه الظاهرة بنوعيها الواقعي والإلكتروني، ويتميز التحرش الإلكتروني في كونه الوسيلة السهلة التي يمكن للمتحرش أن يتخفى بواسطتها ولا مساءلة أو محاسبة فيها.

من جهتها تفيد رحاب بأن الفراغ  من أهم أسباب التحرش، فهو يدفع الكثيرين الى تمضية الوقت على الانترنت، في ظل عدم وجود رقابة وتوعية أسرية، كما أن الصحبة السيئة، والتواجد في بيئة غير صالحة لا يساعد على تجنب تلك السلوكيات غير السوية.

"الفتاة قد تُفسح الطريق للمتحرش" براي رحاب، تقول: "أن كثير من عمليات التحرش بالفتيات إلكترونياً، والتعامل مع المتحرش يرجع إلى الفتاة نفسها من حيث القبول أو الرفض، فقد ترضى بذلك وتواصل ذاك الطريق وقد ترفض وتقوم بحظر الشخص المتحرش".

وتضيف رحاب أن الإشكاليات التي يسببها ذلك الفعل بالفتيات، بالنسبة لها لا يسبب كثيراً فالحظر هو الطريق الوحيد لإنهاء المشكلة، لكن المشكلة تكمن فيما لو استجابت الفتاة للمتحرش لفترة فقد لا تستطيع تجنبه بعد ذلك، خاصة إن مسك عليها شيء وهددها به.

كثيراً ما تتعرض صفحات الفتيات للاختراق والعبث من قبل المتحرشين، وكثيرا ما ينشأ بفعل التحرش علاقات وهمية ومشاكل أسرية وفي ذات السياق تؤكد زيون طه التحرش الإلكتروني، بأنه يؤدي فعلا إلى انحراف الفتيات والدخول في علاقات وهمية، وبالمقابل يجعل من بعض الفتيات يعزفن عن استخدام مواقع التواصل.

يترك التحرش اثار عدة، ابرزها عدم اطمئنان المرأة للمواقع الاليكترونية وتحجيم مدى استفادتها من هذه المواقع، وفيما يتعلق بالمتحرشين، فإن تضييع المزيد من الوقت دائما هو من أبرز الأثار التي تلحقه جراء اعتياده على هذا السلوك، الى جانب أنه يصبح شخص يميل إلى إهمال المهام والواجبات، إذ يستهلك غالب الوقت في التواجد على مواقع التواصل.

يصبح من المهم بنظر اخصائيين اجتماعيين، إيجاد تشريعات تحد من ظاهرة التحرش الاليكتروني وقوانين صارمة لمواقع الانترنت والتواصل الاجتماعي حتى لا يبقى الشباب منقادين إلى السلوك غير السوي بدون رادع.

 

قراءة 1831 مرات

من أحدث

المزيد في هذه الفئة : « لجنة الطوارئ لمنظمات المجتمع المدني بعدن تحيي الحراك الشعبي لمناهضة الحرب في تعز وطن آمن تدين مجزرة مليشيات الحوثي ضد شباب تعز »

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى