الوضع الانساني في اليمن مميز

  • الاشتراكي نت / بدر القباطي

الثلاثاء, 07 نيسان/أبريل 2015 22:32
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

قتل 540 شخصا على الأقل وأصيب 1700 بجروح في اليمن منذ التاسع عشر من مارس الجاري  وفق حصيلة أعلنتها منظمة الصحة العالمية اليوم الثلاثاء.

وقال كريستوف بوليراك المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن 74 طفلا على الأقل قتلوا وأصيب 44 بجروح منذ 26 مارس.

وأدى تصعيد الصراع والعنف في اليمن إلى سقوط مئات القتلى وآلاف الجرحى، وفرض عبئا كبيرا على المرافق الصحية ومقدمي الرعاية الصحية.

وقد تأثر السكان في العاصمة صنعاء و13 محافظة من محافظات اليمن بسبب العنف، وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية.

وقال الدكتور أحمد شادول، ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن في بيان للمنظمةانه في المناطق التي يستمر فيها القتال، وصلت القدرة التشغيلية لبعض المستشفيات إلى الحد الأدنى، وقد تم إجلاء ثاني أكبر مستشفى في البلاد في مدينة صنعاء جزئيا بسبب قربها من قاعدة عسكرية، ومن المتوقع أن يتم إخلاؤها بالكامل قريبا.  وفي بعض المناطق، التي يتعذر على السكان مغادرتها بسبب القتال، باتت المرافق الصحية، بما في ذلك سيارات الإسعاف، غير قادرة على التعامل مع عدد الضحايا.

وأضافت المنظمة أن المستشفيات في جميع المحافظات المتضررة في حاجة ماسة إلى الأكسجين والأدوية والإمدادات اللازمة لعلاج الجروح والصدمات النفسية، والمعدات والأدوية المنقذة للحياة، وكوادر صحية إضافية وزيادة الطاقة الاستيعابية.

وهناك أيضا مخاوف بشأن قدرة سيارات الإسعاف وغيرها من المركبات نقل المصابين إلى المستشفيات لتلقي الرعاية، فضلا عن توافر الوقود لسيارات الإسعاف ومولدات المستشفى.

اللجنة الدولية للصليب الأحمر اعلنت أن الوضع الإنساني في اليمن صعب جدا وكارثي على أقل تقدير في مدينة عدن التي ينقصها الغذاء والماء، وخصوصا اللوازم الطبية والجراحية.

وقالت المتحدثة الرسمية باسم اللجنة في صنعاء ماري كلير فغالي، إن الوضع الإنساني في اليمن صعب جدا، خاصة أن البلاد تستورد 90% من احتياجاتها الغذائية وأن الطرق البحرية والجوية والأرضية مقطوعة.

وذكرت أن الحرب تؤثر بشكل كبير على البنى التحتية، لا سيما شبكات المياه الشحيحة أصلا في صنعاء.

فيما تستمر الاشتباكات المسلحة والغارات الجوية لعملية "عاصفة الحزم" ضد الحوثيين وحلفائهم، يشهد الجنوب وعدن اقتتالا داميا بين الحوثيين واللجان الشعبية.

وقالت فغالي إن "الوضع الإنساني في عدن كارثي في أقل تقدير"، مشيرة إلى أن "الجثث لا تزال ممددة في الشوارع"، فيما "يتعرض عمال الهلال الأحمر للقنص عند محاولتهم انتشالها".

وحسب المتحدثة، فإن "الحرب في عدن أصبحت في كل شارع وكل زاوية، وكثيرون لا يستطيعون الهرب"، فيما "يتفاقم نقص الغذاء والماء والكهرباء".

وشددت على أن "الوضع الأخطر هو في المجال الصحي، إذ إن اللوازم الطبية والجراحية نفدت، كما أن الخبرات المطلوبة للتعامل مع الإصابات غير موجودة".

وما زالت سفينة على متنها فريقان جراحيان تابعان للصليب الأحمر ولمنظمة "أطباء بلا حدود" تنتظر الأذن للوصول إلى اليمن من جيبوتي.

وينتظر الصليب الأحمر وصول 48 طنا من اللوازم والمعدات الطبية على متن طائرتين، من الأردن وجنيف إلى صنعاء.

وأشارت فغالي إلى تحميل طائرة أولى الثلاثاء بـ16 طنا من المساعدات الطبية في عمّان، يفترض أن تصل إلى صنعاء الأربعاء، فيما يفترض أن تصل طائرة محملة بـ32 طنا أخرى من المساعدات من جنيف الخميس.

ويحتاج الصليب الأحمر إلى الضوء الأخضر من قوات التحالف جوا، ومن الحوثيين على الأرض في حالة صنعاء، لنقل المساعدات جوا وبحرا.

وختمت المتحدثة بأن "الأولوية لدى الصليب الأحمر حاليا هي أن تستمر المستشفيات بالعمل وأن نقوم بإنقاذ حياة أكبر عدد من الأشخاص".

من جهتها حذّرت المسئولة العليا للشئون السياسية للاتحاد الاوروبي نائب رئيس المفوّضية الأوروبية فيدريكا موغريني ومفوّض المساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات كريستوس ستيليانيدس، من تداعيات العدوان العسكري بقيادة السعودية علي اليمن وانقطاع الخدمات الأساسية عن المدنيين وخصوصاً الأطفال في اليمن والذي "وصلت إلي مستويات مخيفة وتفاقم الوضع الإنساني السيئ أصلاً".

وقال المسئولين- في بيان مشترك اليوم الجمعة: انه "لا يمكن تحمّل الهجمات علي المستشفيات والمنشآت الطبية من الفصائل المتحاربة، وكذلك الاستهداف المتعمّد وتدمير المنازل والمنشآت التعليمية والبنية التحتية الأساس".

ودعا البيان إلى اتّخاذ التدابير كافة لضمان احترام القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وإتاحة المجال لوصول العاملين في المجال الإنساني من دون عوائق ليتمكّنوا من الاستمرار في تقديم المساعدة الأساس للفئات الأشدّ ضعفاً.

كما أكد ممثّل منظّمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» في اليمن جوليان هارنيس، أن الخدمات الصحية والتعليمية الأساس تضرّرت بشكل بالغ، في حين أن العنف والتشريد أصابا الأطفال بحالات من الرعب..

بدوره، لفت منسّق الشؤون الإنسانية في اليمن يوهانس فان دير كلاو، إلى أن الفئات الأكثر ضعفاً في اليمن ومن بينها الأسر التي كانت تعيش في مخيم المزرق والتي قدّر عددهم بنحو 100 ألف أسرة . مشيراً إلى أنها كانت تعتمد كلياً على المساعدات الخارجية لتلبية حاجاتها الأساس قبل فرارها بسبب النزاع الجاري.

 دعا مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الاثنين الماضي جميع أطراف النزاع إلى تجنيب استهداف البنية التحتية المدنية.

ووفقا للمعلومات التي حصل عليها المكتب، استولت الأطراف المسلحة على المرافق الطبية. في حين أن الكثير من السكان لا يملكون الوسائل للذهاب إلى المستشفى وتقوم الأسر بدفن موتاها قبل الإبلاغ عن الوفاة.

وطبقا لمركز انباء الامم المتحدة أفادت تقارير بفرار عدد كبير من سكان صعدة وصنعاء إلى محافظة عمران، حيث يقدر الشركاء المحليون عددهم بنحو 28 ألف شخص منذ بداية الأزمة. وفي الجنوب، يتوافد النازحون إلى أبين.

وأضافت أوتشا، "تعيق الهجمات والغارات الجوية وصول المساعدات الإنسانية. وعلى الرغم من هذه التحديات، يحاول الشركاء في المجال الإنساني إدخال الإمدادات الأساسية، وخاصة للمساعدة في خدمات المستشفيات، ونشر فرق الطوارئ الطبية".

وتواجه منظمة الصحة العالمية نقصا متزايدا في الأدوية والمستلزمات الطبية في اليمن نتيجة للصراع الدائر.

وتفيد تقارير المرافق الصحية في المحافظات المتضررة بأن هناك نقصا حادا في أدوية الصدمات النفسية والمستلزمات الجراحية لعلاج المرضى المصابين، بالإضافة إلى نقص أدوية الأمراض المزمنة.

ومن المتوقع أن تنخفض الإمدادات انخفاضا ملحوظا نظرا لتناقص المخزون منها وصعوبة الوصول إلى اليمن بسبب إغلاق المطارات والموانئ البحرية.

وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن الدكتور أحمد شادول، "نحن على اتصال يومي مع وزارة الصحة العامة والسكان وجميع الشركاء في مجال الصحة على أرض الواقع في اليمن لرصد جميع الثغرات في خدمات الرعاية الصحية، والتأكد من أننا قادرون على الاستجابة بسرعة.

واضاف "لقد تمكنا من تغطية النقص في الوقت الحاضر، ولكن الاحتياجات ضخمة وكلما أسرعنا في إرسال إمدادات إضافية إلى البلاد دون قيود في الوصول كلما تمكنا من إنقاذ المزيد من الأرواح."

الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الأطفال والنزاعات المسلحة، ليلى زروقي، حثت جميع الأطراف المشاركة في العمليات العسكرية على "تجنب خلق مخاطر جديدة" للأطفال والالتزام بالقانون الدولي، معربة عن انزعاجها إزاء ارتفاع عدد الضحايا الأطفال في اليمن.

وقتل 62 طفلا على الأقل وأصيب 30 آخرون جراء القتال في اليمن خلال الأسبوع الماضي، وفقا لمنظمة اليونيسف، كما تضررت الخدمات الصحية والتعليمية الأساسية بشكل بالغ.

وقالت زروقي في بيان لها "أنا أشعر بالقلق من ارتفاع عدد الضحايا الأطفال في اليمن، الأطفال بحاجة إلى حمايتنا على وجه السرعة." موضحة أن الصراع يؤثر على فرص الحصول على التعليم والرعاية الصحية للأطفال في اليمن

وحثت جميع الأطراف المشاركة في العمليات العسكرية في اليمن تجنب خلق مخاطر جديدة للأطفال وأن تعمل وفقا للقانون الإنساني والدولي لحقوق الإنسان

واكدت زورقي ان الأمم المتحدة تحققت في الأشهر القليلة الماضية، من الارتفاع في معدل تجنيد الأطفال، ولا سيما من قبل الحوثيين  وحلفائهم كما ارتفع عدد الأطفال المشوهين أيضا.

منسق الشؤون الإنسانية في اليمن، يوهانس فان دير كلاو  اعرب عن شعوره بالفزع لمقتل متطوع في جمعية الهلال الأحمر اليمنية في جنوب اليمن يوم الاثنين الماضي.

وقال في بيان له "العاملون في المجال الإنساني يعرضون حياتهم للخطر كل يوم في اليمن لتقديم المساعدة الحاسمة لإنقاذ حياة الملايين من اليمنيين. شجاعتهم وتفانيهم غير مسبوقة."

وناشد جميع أطراف النزاع ضمان حرية الحركة والتنقل للعاملين في المجال الإنساني للقيام بعملهم في أمان، وكذلك الوصول غير المقيد إلى المحتاجين. ويشمل ذلك السماح بنقل إمدادات الإغاثة الإنسانية بشكل آمن إلى اليمن وداخلها أيضا.

افاد  جوليان هارنيز، ممثل اليونيسف في اليمن، ان الأطفال في اليمن في حاجة ماسة إلى الحماية، ويجب على جميع أطراف النزاع بذل كل ما في وسعها للحفاظ على سلامة الأطفال.

من جهته استنكر المنسق الإنساني في اليمن، السيد جوهانز فان دير كلاو  في بيان له الهجوم الذي على مخيم المزرق للنازحين في محافظة حجة.

و وفقا لتقارير أولية من منظمة الصحة العالمية، أدت هذه الغارات الجوية إلى مقتل 29 شخصا على الاقل وجرح 41 آخرين - ويبدو أنهم من المدنيين.

واوضحت التقارير انه من بين 41 شخصا مصابا، هناك 14 طفلا و 11 امرأة. ومن المرجح أن يرتفع هذا العدد حيث يتم انتشال الجثث من المخيم، ويتم التحقق من تقارير الإصابات الإضافية.

وتؤكد بعض التقارير أن الغارات دمرت مكتب إدارة المخيمات وجسرا مجاورا، فضلا عن إلحاق أضرار بالسوق المحلية والمرافق الصحية. وتشكل هذه المواقع البنية التحتية للمدينة.

وذكر المنسق جميع الأطراف بالتزاماتها القانونية والأخلاقية ودعاها إلى الامتناع عن استهداف البنية التحتية المدنية أيا كانت، وبذل كل ما في وسعها لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين.

وأفاد البيان أن سكان المخيم فروا للمناطق الأخرى. ويجري دعم المستشفيات المحلية من قبل الشركاء في المجال الإنساني ووزارة الصحة العامة والسكان اليمنية.

ويقدر أن نحو 1100 أسرة كانت تعيش في مخيم المزرق، وقد فرت هذه الأسر من سلسلة من الصراعات في صعدة وكانت تعتمد كليا على المساعدات الخارجية لتلبية احتياجاتها الأساسية، وهم من بين الأشخاص الأكثر ضعفا في اليمن. إلى ذلك قالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، إن هناك نحو مئتين وخمسين ألف شخص مسجلون كلاجئين في اليمن، معظمهم من الصوماليين، ويوجد أيضا أشخاص من الجنسيات الإثيوبية والعراقية وغيرهم من جنسيات أخرى.

وفي هذا الشأن، ذكر وليم سبيندلر المتحدث باسم المفوضية في جنيف، أنه وقبل الأزمة الجارية في اليمن، كان هناك نحو ثلاثمائة ألف شخص من النازحين داخليا كانوا قد نزحوا بسبب القتال السابق.

 وأضاف أحدث المعلومات لدى المفوضية، هي أن هناك بعض التحركات لأشخاص فارين من اليمن إلى الصومال وجيبوتي. المفوضية لا تعلم كم من هؤلاء هم من اليمنيين أو من اللاجئين الصوماليين العائدين إلى الصومال. الأرقام صغيرة لحد ما، ولكن المفوضية تستعد لتدفق كبير في حال حدوثه.

وذكر سبيندلر أن المفوضية قامت بإعداد مركز للعبور في جيبوتي واتخاذ الترتيبات اللازمة في الصومال، مشيرا إلى وجود مخيمين للنازحين في اليمن في المزرق، يأويان ما يقارب من خمسة آلاف شخص.

والى ذلك ادان المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان بشدة جميع الهجمات على المستشفيات والمرافق الطبية مشيرا إلى أنه في محافظة الضالع قام اللواء المدرع 33 وألوية الحوثيين بمهاجمة ثلاث مستشفيات، ما تسبب في عدد غير معروف من الضحايا.

واوضح  إنه منذ 27 من مارس الجاري قتل 93 مدنيا وأصيب 364 في صنعاء وصعدة والضالع والحديدة ولحج ودمرت المنازل والمستشفيات ومرافق التعليم والبنية التحتية في عدة مواقع كما استهدفت الغارات الجوية المطارات المدنية، وإمدادات الكهرباء في صعدة وصنعاء والحديدة، محذرا من التدهور السريع لحقوق الإنسان وان البلاد على وشك الانهيار.

وقال أن قتل هذا الكم من المدنيين الأبرياء هو ببساطة أمر غير مقبول. وإن مبادئ التناسبية والتبيّن والحيطة وعدم التمييز تنطبق تماما في هذا السياق، وينبغي احترام القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني بشكل كامل.

 

 

 

 

 

قراءة 1460 مرات

من أحدث

المزيد في هذه الفئة : « الأمم المتحدة: الصراع يدفع اليمن نحو كارثة إنسانية هوزن وتسع ساعات احتجاز قسري من قبل الحوثيين »

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى