مثل هذه الليلة الخامس عشر من رمضان رحل رجل الخير المناضل الشيخ مهيوب سعيد عبدالله الشقب
ولد الرفيق المناضل الشيخ مهيوب سعيد عبدالله في قرية الشقب عزلة النجادة بمديرية صبر الموادم عام 1940م وتربى فيها مع أسرته
وقد عرفه الناس بعطائه وبذله وخدمته لمجتمعه
فهو صاحب أول مدرسة في الشّقب حيث فتح بيته لتعليم الناس وتبرع من أملاكه بأرضية لصالح بناء مدرسة لتعليم أبناء القرية وهذا ما لم تطيقه القوى الرجعية فحاربوه بكل ما لديهم من تجهيل للناس، ولكن ذلك لم يثنه عن تأسيس المدرسة فبادر لبناء فصول الدراسة فيها وتظافرت معه الجهود المجتمعية فتأسست ما تعرف حالياً بمدرسة السعادة شّقب التي يتم افتتاحها كل عام بقراءة الفاتحة إلى روحه.
ورغم كل المعوقات والصعوبات التي كانت تحاول إعاقته لم يستسلم وظل يناضل من أجل خدمة مجتمعه فبذل كل جهوده وتظافرت معه جهود مجتمعية فنجح في تخليص الناس من النقل على الحمير وشق طريق تربط الناس بالمدينة شمالاً وبدمنة خدير جنوباً ولم يتهاون أو يرتاح باله حتى أصبح للشّقب طريقاً تسلكه السيارات وكثير من النضالات فما من مصلحة أو مشروع في الشّقب إلا وكان في مقدمتها.
وعرفه الحزب الاشتراكي اليمني بتضحياته ونضالاته الواسعة في الحزب الاشتراكي
فالفقيد كان من الجيل الأول الذين أسسوا منظمة الفلاحين الثوريين التابعة للحزب الديمقراطي الثوري في سبعينات القرن الماضي مع كوكبة من المناضلين مثل والدي الفقيد المرحوم عبد المؤمن علي عبدالله ردمان وكثيراً من الرفاق والمناضلين منهم من قضى نحبه ومنهم ينتظر.
وبمناسبة الذكرى العشرين لرحيله فقد أستحظرني موقف كان والدي يخبرني به فيقول إن المناضل الرفيق مهيوب سعيد كان مع أسرته يسكن في منزل متواضع وتمت مطاردته في القرية وانا بصحبته وعدد من الرفاق من قبل قوى الرجعية ومناصريهم في المنطقة فتشرد الرفيق مهيوب ثلاث سنوات وتم مطاردته خلال تلك الفترة وتم مطاردة أبنائه مما ولد في نفوسهم مزيداً من الثبات والصمود الاسطوري أمام تلك القوى الباغية
حيث استباحوا حرمة منزله أكثر من مرة وترويع النساء والأطفال ونتج عن ذلك المداهمات اصابة والدة الرفيق مهيوب بمرض ألم بها ولم يتركوا له المجال لزيارتها حتى رحلت نفسها لباريها ولم تترك له سوى وصيتها له بأن يستمر بنضاله ولا يخضع ويستسلم.
وفي العام 90 عند اعلان التعددية الحزبية خرج الشيخ مهيوب سعيد ببراءة من سجنه فاستقبلته الشّقب كما يستقبلون الحجيج العائدون من مكة حيث خرجت القرية بطلابها ونسائها ورجالها لاستقبال موكبه وذبح الذبائح لأجل عودته
واستمر الفقيد بعدها بنضاله المجتمعي والحزبي دون كلل أو ملل.
حتى أصيب بجلطة دماغية أدت إلى وفاته بتاريخ 9-11-2003 م الموافق 15 رمضان 1424 هـ
فشيعه الألاف من أبناء المنطقة والمناطق المجاورة إلى مثواه الأخير وتم دفنه بجوار مدرسة السعادة التي أسسها.
وبرحيله فقدت منطقة الشّقب وجبل صبر رجل عظيم وعلم من أعلام جبل صبر الذين تركوا بصمات واضحه ستظل الاجيال تتذكرها.
رجل تشهد لهُ تلك الطرقات الممتدة على سفوح جبال وعرة وتلك المدارس التي صنعت الحرية والعلم ومشاريع اخرى ساهمت في تحسين حياة المواطن الريفي الذي كان محروما من ابسط حقوقه
فظل بذلك حيا في القلوب, قلوب البسطاء وابنائهم تحديدا.
رحل الشيخ مهيوب ولكنه حي في القلوب لا يبدده غروب ابداً
نسأل الله أن يكرمه بالجنة ويجزيه خير الجزاء بما قدم.