نازحي الوازعية بين معاناة التهجير واهمال السلطة مميز

  • الاشتراكي نت/خاص_مصطفى المشولي

الأحد, 14 آب/أغسطس 2016 18:26
قيم الموضوع
(0 أصوات)

يعيش الآلاف من أبناء مديرية الوازعية ظروفا قاسية ومعاناة مستمرة في المناطق التي نزحوا إليها بعد أن تحولت مناطقهم الأصلية إلى مناطق عسكرية مغلقة إثر وقوعها تحت سيطرة مليشيات صالح والحوثي في شهر أذار المنصرم.

قدر ناشطون عدد الأسر النازحة بما يقارب3500أسرة، فيما تحدثت تقارير صادرة عن منظمات حقوقية عن أرقام اكبر من ذلك، ويتركز تواجد نازحي الوازعية في المناطق المجاورة للمديرية، خصوصاً، في المضاربة، ورأس العارة، والشمايتين، ومنطقة العقمة،في موزع ، ومناطق البرح، وهجدة، في مديرية مقبنة، كما نزحت أسر أخرى إلى المدن الرئيسية مثل عدن، والحديدة، وأمانة العاصمة، وعمران.

تعد قرى مديرية المضاربة ورأس العارة غربي محافظة لحج _جنوب غرب اليمن _ المستضيف الأكبر للنازحين من ابناء الوازعية، لأسباب أهمها  العلاقات الاجتماعية  فسكان المديريتين ينتمون إلى ذات المكون الاجتماعي (قبائل الصبيحة ) كما أن القرب الجغرافي بين المديريتين وقلة تكاليف التنقل عاملان إضافيان لاختيار النازحين تلك المناطق.

إذ  تشير إحصائيات غير رسمية إلى وجود ما يقارب1000اسرة  نازحة من الوازعية،  تتوزع على قرى منطقة املبية500أسرة، وقرية الرويس120أسرة، وفي الأغبرة، والسدير220 أسرة ، فيما يتوزع الباقون على مناطق مترفقة من المديرية الفقيرة والمحرومة من الخدمات والبنى التحتية والمهملة منذ عقود.

تقاسم المأساة

رحب أبناء المضاربة بالمهجرين من مديرية الوازعية  وتقاسموا معهم لقمة العيش على شحتها واشركوهم في المأوى  لكن ذلك لن يحل مشكلة النازحين إلى الأبد، بل أن المشكلة أصبحت مركبة، فالمجتمع المضيف  فقير والخدمات شحيحة بسبب الإهمال المتعمد الذي عانته المديرية طيلة العقدين الماضيين من قبل النظام السابق الذي آثر العودة ولو عن طريق الانقلاب، ليمارس هوايته في سوم المواطنين صنوف العذاب.

بالمقابل، لابد من تدخل الجهات الرسمية والمنظمات الانسانية لإغاثة النازحين ومساعدة المجتمع المضيف المتضرر من الحرب أيضاً، والحديث هنا لأمين وهو ناشط محلي.

أما محمد المشولي وهو نازح من مديرية الوازعية فقال لـ"الإشتراكي نت ":أنا نازح هنا منذ ما يناهز الخمسة أشهر ولدي أسرة كبيرة مكونة من15 نسمة، استنفذت كل مدخراتي أنا وأخوتي في الصرف على الاسرة وعلاج والدنا الجريح ولم تقدم لنا الجهات الرسمية والمنظمات أي مساعدة تذكر.

واضاف، حالتنا المادية أصبحت صعبة للغاية وفرص العمل منعدمة، مضيفاً كل ما حصلت عليه منذ نزوحي هو فراش واحد، ويؤكد بحرقة "تصور فراش واحد لأسرة كاملة هذه إهانة وليست مساعدة، من قبل كنا نوفر احتياجاتنا مما تبقى لدينا من مدخرات أما الان فليس لدينا إلا وجه الله وكرمه".

 معاناة تتضاعف

تزداد معاناة النازحين يوما بعد آخر، فعلاوة على احتياجات الغذاء والإيواء، هناك حالات صدمة نفسية بسبب الحرب وبعض الأطفال النازحين يعانون من تبول اللاإرادي، وقلة في التركيز، واحلام مخيفة، مع رداءة الخدمات الصحية،  إذ يعتمد المواطنون والنازحون على مركز صحي وحيد في منطقة الحيمة، يحتاج الى المزيد من الأدوية والتجهيزات، ويجد بعضهم صعوبة في الوصول إليه بسبب المسافة البعيدة ولا تقل الحاجة الى الرعاية الصحية والدعم النفسي عن الحاجة الى الغذاء.

 إما المياه فليس لدى النازحين خزانات مياه وهم يدفعون مبالغ مالية للحصول على حصة كافية من مياه الشرب ما يزيد من أعباء المعيشة .

 ويتهم النازحون أشخاصا وجمعيات بالتلاعب بالإغاثة الشحيحة التي تصل إلى المنطقة  إذ قالوا لـ"الاشتراكي نت" :يتم التلاعب بالإغاثة من قبل اشخاص محسوبين على تيارات دينية وسياسية معينة وبذريعة أن الاغاثة مقدمة من فاعل خير وليس من هيئات وطنية وحكومية وعربية ومنظمات انسانية دولية.

 يعطون انفسهم الحق بالتصرف في الإغاثة حسب أهوائهم، لا حسب المعايير المعتمدة دوليا فيعطون النازحين الفتات  ويوزعون الكميات الكبيرة تحت بند " الأقربون أولى بالمعروف " حتى وإن مات غيرهم جوعاً.

استغلال وانتهاكات

في يوم الخميس4آب الجاري وصلت  كمية من مواد الإغاثة إلى منطقة املبية، تحديدا إلى احدى مدارس منطقة الحيمة، وتتكون تلك الكمية من800سلة غذائية مقدمة من هيئة الإغاثة الكويتية، التي أوفدت أحد اعضائها للحديث للنازحين والتماس احتياجاتهم وتوثيق وصول الاغاثة اليهم.

 

وبحسب مصادر محلية، فان النازحون استبشروا خيرا لكن نضارة البشرى لم تدم على وجههم طويلا فقد فوجئوا بمسؤولي الاغاثة المحليين وهم ينقلون مئات السلال الغذائية إلى أماكن مجهولة، الأمر الذي أدى الى احتجاجهم ومحاولتهم منع نقل الاغاثة.

بالمقابل، تعرض معظم المحتجين لانتهاكات جسمية واعتداءات لفظية وبدنية من قبل المسؤولين المحليين عن الاغاثة، بحسب ما روى بعضهم لـ"الاشتراكي نت".

النازح عبدالله راشد، جريح فقد احدى عينيه جراء انفجار قذيفة مدفعية بالقرب منه قال (يريدون  أن يستحوذوا على الإغاثة لانهم واثقون انه لن يحاسبهم احد، كل مرة يصرفون الاغاثة حسب مزاجهم متعللين بأنها للجرحى وأسر الشهداء فقط بينما أنا جريح وعاجز عن العمل بسبب الاعاقة  ولم يصرف لي أي شيء.

 مؤكدا أن كشوفات الصرف تشمل اعدادا هائلة ممن ليس لهم أي علاقة بالجرحى أو الشهداء ولكنهم اعضاء بارزون في احزاب معينه، مبدياً استعداده لأثبات اقواله بعرض صور كشوفات قال إنه تم الصرف بموجبها، موضحاً انه تعرض للاعتداء بسبب احتجاجه إذ تم احتجازه من قبل حارس المدرسة واشخاص مقربين من مسؤول الاغاثة لمدة5ساعات، مع العديد من رفاقه النازحين.

 للوقوف عن كثب على  التفاصيل  والاستماع إلى رواية مسؤولي الاغاثة قمنا بالاتصال بأحدهم وهو عادل الجابري  الذي قال لـ"الاشتراكي نت" : أولا معظم الاغاثة التي وزعتها في السابق جاءت من فاعلي خير ما عدا حوالي 200 فرش مقدمة من الهجرة الدولية، ولا يزال النازحون يحتاجون للمزيد من المعونات في مختلف الجوانب  مثل الايواء والمياه والدعم النفسي والرعاية الصحية ...؛ ثانيا بالنسبة لكمية الاغاثة المقدمة من الهيئة الكويتية للإغاثة فلا علاقة لي بها وهي 800 سلة غذائية تم نقل 500 سلة منها إلى عزلة الظريفة بمديرية الوازعية علما بأن النازحين هناك أقل عددا من المتواجدين هنا.

موكداً انه يتم صرف بعض هذه الاغاثات للمقيمين الذين هم احسن حالا، بينما يترك النازحون للمعاناة والحرمان، مشيرا الى انه اقترح توزيع الاغاثة على النازحين وفقا للمعايير إلا أنه تم رفض مقترحه من قبل المعنيين وهم يمثلون الجمعيات المنفذة للمشروع (جمعية الحكمة اليمانية، مؤسسة التواصل الانساني، مؤسسة فجر الأمل ).

وفي سياق الموضوع، وحرصا منا على الحيادية والموضوعية  تواصلنا بأحمد سعيد قايد أحد مندوبي الجمعيات المذكورة للتعليق على الموضوع وليبين لنا اسباب نقل الاغاثة إلى الظريفة وقد قال: الاغاثة التي اشرف عليها مقدمة من فاعلي خير  وبالرغم من ذلك يتم توزيعها حسب المعايير ملقيا باللوم على النازحين الذين يختلقون الشغب والفوضى حسب قوله، خصوصا في وقت لا توجد فيه سلطة.

وفي اجابته عن السؤال، لماذا لا تساعدهم السلطة المحلية قال "قايد" : عرض على مدير المديرية المساعدة لكنني رفضت متوقعا أن الامور ستكون على ما يرام.

 وعن سؤالنا له عن ماهية الفوضى التي اختلقها النازحون اجاب : "كل واحد يريد أن يستحوذ على المساعدات الأكثر نافيا ما يردده النازحون من اتهامات، قائلا انه أولا وأخيرا متطوع وأن 500 سلة موجودة في منطقة املبية، وانه سيوزعها على النازحين،  بعد القيام بتشكيل لجنة تنسيقية ".

وحول المعايير المعتمدة في التوزيع واسباب سحب كمية من الاغاثة الى منطقة الظريفة قال : لست المسؤول عن هذا والمنسقون هم احمد الاحوس ومحمد عبده الحاج، لكنني مستعداً للتعاون في التواصل بهم، لكننا لم نتلقى منه أي رد إلى الان.

فيما أكد النازحون أن الانتهاكات مستمرة وأنه تم أعطا النصيب الأكبر لمحسوبين على حزب معين وتيارات دينية أما بقية النازحين فقد تم اسكاتهم بالشيء القليل.

يؤكد النازحون من أبناء الوازعية في مديرية المضاربة أنهم  ضحايا ثالوث المعاناة تهجير من قبل المليشيات، إهمال من قبل الجهات الرسمية والمؤسسات الانسانية، واستغلال فظيع من قبل مندوبي الاغاثة وممثلي الجمعيات المحلية.

مناشدين اللجنة العليا للإغاثة التابعة للحكومة  الالتفات إلى أحوالهم المزرية كونهم يمنيين هجرتهم المليشيات إلى مناطق سيطرة الشرعية، داعين المؤسسات الدولية وبالأخص منظمة الأمم المتحدة الاعتراف بإنسانيتهم وتقديم المعونة لهم أسوة بإخوانهم من اللاجئين الصومال الذين يقاسمونهم أرض المديرية عينها.

 

لمتابعة قناة الاشتراكي نت على التليجرام

اشترك بالضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

 

 

 

قراءة 2078 مرات آخر تعديل على الأحد, 14 آب/أغسطس 2016 18:29

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة