رئيس سياسية الاشتراكي اليمني يدعو الفعاليات الوطنية الى قيادة تحالف لانقاذ اليمن مميز

الخميس, 29 كانون1/ديسمبر 2016 19:05
قيم الموضوع
(0 أصوات)

دعا رئيس الدائرة السياسية للحزب الاشتراكي اليمني الدكتور محمد صالح القباطي مختلف الأحزاب السياسية وقوى المجتمع المدني والحراك السلمي والمقاومة الشعبية والشباب والمرأة والنقابات والاتحادات العمالية في الداخل والخارج الى الالتئام داخل اليمن، لتشكيل وقيادة تحالف سياسي واجتماعي وطني واسع ككتلة تاريخية قادرة على النهوض بالمهمة الإنقاذية الملحة للبلد، قبل فوات الأوان.

وفي كلمة له اليوم في فعالية احياء الذكرى الرابعة عشرة لاغتيال القيادي الاشتراكي جارالله عمر اكد القباطي على ان يكون هذا الانقاذ على طريق استعادة المشروع الوطني السلمي الديمقراطي المختطف.

وشدد القباطي، على ضرورة وقف الحرب العبثية القائمة وإزالة كل المظاهر الانقلابية واستعادة العملية السياسية ومؤسسات الدولة الشرعية والشرعية السياسية التوافقية، في سياق تسوية سياسية شاملة تضع حدا نهائيا للعنف والتطرف والإرهاب، وتجفف منابعة، وتقطع الطريق والى الأبد امام الحروب في حياة اليمنيين، واكد القباطي على اهمية الانتقال الى الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة كآلية حضارية سلمية وأسلوب حياة تسمو بقيمة الانسان اليمني وتصون حقوقه وكرامته في يمن اتحادي جديد حر وديمقراطي.

نص الكلمة

لا بد للعدالة أن تطال القتلة الحقيقيين للشهيد /جار الله عمر

تحل الذكرى ال 14 لشهيد الوطن / جار الله عمر، الامين العام المساعد للحزب الاشتراكي اليمني، واليمن وطنا وشعبا يعيش تبعات وتداعيات شديدة القسوة، بالغة الخطورة لحالة الإنكسار في المسار السياسي السلمي الذي كان على أعتاب انعطافة تاريخية كبيرة في حياة اليمنيين، وعلى موعد لتحقيق حلمهم في الانتقال الى يمن إتحادي جديد، يمن المواطنة والحقوق والحريات والعدالة التي طالما حلم بها وناضل من أجلها وقضى في سبيلها الشهيد / جار الله عمر.

وفي هذه المناسبة نحيي أربعينية الفقيدين مسعد احمد الحدي عضو اللجنة المركزية للحزب، وحسن احمد الحدي عضو لجنة محافظة منظمة الحزب في اب الشرقية،التي ترافقت مع هذه المناسبة الجليلية.

لقد كان الشهيد/ جار الله عمر محل إجماع جل المتحدثين عنه كونه رجلا إستثنائيا بإمتياز، فقد أهلته المميزات والقدرات الإستثنائية التي توافر عليها، دون غيره من الأقران، بما في ذلك ظروف نشأته ودراسته ونضالاته المبكرة التي مكنته من إمتلاك مقومات التنوع الثقافي، فمزج في كتاباته بين الثقافة الاسلامية المتسامحة التي إمتلك ناصيتها، وبين الثقافة الديمقراطية المعاصرة وبأسلوب علمي متميز، فكان - وفقا للكثير من رفاقه - فقيه الحزب في الجدل بشأن القضايا الاسلامية، والمفكر الاستراتيجي المعاصر للحزب في قضايا الثقافة الديمقراطية، كاشتراكي متميز، جسد الفكرة قولا وعملا،متحررا من الجمود العقائدي، ولقد قيل الكثير في السمات الاستثنائية للشهيد جار الله عمر، حيث كان رجل حوار إستثنائي، فكان الأبرز حضورا في المكان والزمان، في حله وترحاله، على مستوى الداخل أو الخارج، كسب إحترام الكثير من السياسيين والمفكرين والمثقفين على مختلف المستويات، يمنيا، وعربيا، وعالميا، فكان رجلا جامعا، وسياسيا محنكا، ومفكرا إستراتيجيا، ومثقفا مبدعا، وكان الرجل الانسان الذي سبق عصره، الرجل الإستثناء في السمو حيا وشهيدا.

لقد كان الشهيد/ جار الله عمر إستثنائيا في الدعوة المبكرة إلى الديمقراطية والتعددية السياسية والفكرية، داخل حزبه وفي المجتمع معا، في زمن حكم الفرد في الشمال، وحكم الحزب الواحد في الجنوب، وناضل مبكرا إلى إعتماد الديمقراطية كمعارض لنظام الحكم في الشمال قبل الوحدة، ودعا حزبه مبكرا إلى إعتماد الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية، والقبول بالآخر في الجنوب قبل الوحدة عام 87م، كبديل للصراعات التي تؤدي إلى الإنفجارات والحروب المأساوية، ووسيلة سلمية حضارية لحل الخلاف بدلا من حسمها بالعنف.

وكان استثنائيا في الدعوة الى تحالفات اجتماعية واسعة قادرة على تكوين أساسا متينا في النضال من أجل تجاوز ظروف التخلف وتحقيق مهام التطور، وانتقد في هذا الصدد قصور سياسة التحالفات في الجنوب. التي افضت إلى استبعاد الناصريين والبعثيين كحلفاء محتملين آنذاك، الأمر الذي رأى أنه أضر بالتحالفات، وكون اصطفافا عريضا معاديا للنظام في الجنوب.

ومن هذا المنطلق نشط جارالله بجد ومثابرة في حوارات مضنية وصبورة مع الآخر في مرحلة ما بعد الوحدة، وأسس لتحالفات سياسية ووطنية كان أبرزها مجلس التنسيق لأحزاب المعارضة بعد حرب 94م، وتأسيس تكتل أحزاب اللقاء المشترك مطلع العشرينات.

وفي هذا السياق دعا الى اجراء إصلاح سياسي شامل، لتحويل مشروع الحزب إلى مشروع وطني  ديمقراطي على مستوى الساحة اليمنية،  بإعتباره المشروع الوحيد المؤهل والقادر على تغيير تناسب القوى الاجتماعية والسياسية في الشمال آنذاك، وإعادة صياغة خارطة التحالفات داخل الساحة، على اعتبار أن دولة الوحدة لن تكون دولة الحزب الواحد أو الطبقة الواحدة، فكانت الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية هي الشرط الوحيد الذي تبناه الاشتراكي لوحدة 22 مايو 90م التوافقية السلمية.

لقد ادرك جار الله عمر أن المشروع الوطني الديمقراطي الذي تبناه الحزب دون غيره من المشاريع التي تعوزها المصداقية والقائمة على إحتكار السلطة والثروة هو الوحيد الذي يمتلك الأفق التاريخي للإنتصار على ماعداه، الا أنه بحاجة الى تجاوز حالة البعد عن الجماهير ولا سيما في الشمال، وعمل على تشكيل كتلة تا يخية جديدة، كحامل سياسي واجتماعي للمشروع الوطني الديمقراطي، الذي عرض تفاصيله، ورسم معالم طريق النضال السلمي لتحقيقه، في ثنايا كلمته "الوصية" التي القاها في يوم استشهادة في 28 ديسمبر 2002م، في قاعة المؤتمر الثاني للتجمع اليمني للاصلاح.

لقد شكلت الاحداث التاريخية اللاحقة اختبارا حقيقيا للمشروع الوطني الديمقراطي ومسارات النضال السلمي التي رسم معالمها الشهيد/ جار الله عمر، حيث شكلت الإنتخابات  الرئاسية عام 2006م، التي اوصلت مرشح تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض ولأول مرة إلى مشارف منصب رئيس الجمهورية، وشكلت بكل ما رافقها من سلبيات، إنعطافة سياسية بالغة الدلالة لصالح مشروع النضال السلمي الديمقراطي والجماهيري المعارض الذي أسس له جار الله وشارك شخصيا في صدارة الفعاليات الاحتجاجية السلمية، التي دعا الى تنظيمها ومنها المسيرات المناهضة لمشروع قانون منع المظاهرات، التي تحولت في مساراتها التصاعدية على يد الحراك السلمي في الجنوب عام 2007م، ومن ثم الثورة الشبابية الشعبية السلمية عام 2011م، إلى مدرسة نضالية سبقت الربيع العربي، وانتصرت له في اليمن -نظريا على الاقل- في صيغة المشروع الوطني الديمقراطي الذي اجمع عليه اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني الشامل، كأفضل وأعظم مشروع سياسي انتجه وتوافق عليه العقل الجمعي اليمني في التاريخ المعاصر، وكان اليمنيون على بعد خطوات من وضعه موضع التنفيذ، لولا تدخل قوى الحرب والانقلاب في إحداث الانكسارة السياسية التي حالت دون تنفيذه حتى اليوم.

تكشف تفاصيل المشهد التدميري الراهن المراوح على مدى عامين من الزمن دون أي مؤشر للحسم، مشهد الفشل الذريع للحرب والانقلاب، وبؤس وعقم المشاريع الاستبدادية والاقصائية مسدودة الافق التي تقف خلفها، والتي جردت مشروع التوريث من أي فرصة للحياة مجددا وإلى الابد، وسرعت في تعري وإنكشاف المشروع السلالي العنصري  وسقوطه المبكر، وسقطت معها مختلف مشاريع الاستبداد والاقصاء والتهميش، فالتبعات والتداعيات الكارثية للقتل وسفك الدماء والدمار اليومي على مدى ما يقارب عامين، لم تنتج سوى الايغال في آلام ومآسي وتجويع اليمنيين الابرياء وتقطيع اواصر العلاقات والنسيج الاجتماعي الوطني، وتعظيم مشاعر العداء والحقد والانتقام على أسس وأبعاد طائفية وسلالية بالغة الخطورة، تتضاعف مع تمادي النخب المشحونة بمشاعر الاقصاء ووهم سحق الآخر، وفشلها في ادراك الممكنات الواقعية المتاحة لوقف حالة الانهيار الشامل، والتي لا تزال مطروحة على جدول أعمال المشهد الراهن، ممثلة بالإجماع الدولي والإقليمي والوطني على مشروع السلام الشامل والدائم القائم على المرجعيات الوطنية "المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، والقرارات الدولية ذات الصلة بما في ذلك القرار 2216" الضامن لحل عادل يضمن كرامة جميع الاطراف، في سياق المشروع الوطني الكبير، مشروع الدولة الاتحادية الديمقراطية، دولة المواطنة المستوعب للجميع كمشروع وطني شامل يشبه اليمن في تعدده وتنوعة -كما كان يوصفه الشهيد جار الله عمر- والمتجسدة تفاصيله في مخرجات الحوار الوطني الشامل خيار كل اليمنيين.

ان مشروع السلام الشامل والدائم،كمشروع قابل للحياة بات اليوم حاجة شعبية سياسية ووطنية ملحة ومطلبا حيويا لغالبية اليمنيين، الامر الذي يقتضي تظافر فعل وتأثير قوى السلم والديمقراطية والمجتمع المدني الحاملة الاجتماعية لهذا المشروع، في إطار كتلة تاريخية إجتماعية واسعة، قادرة على فرض إرادة الشعب ووقف حالة الانهيار الشامل التي تلوح بالافق.

وبهذه المناسبة نوجه دعوة صادقة لمختلف الاحزاب السياسية وقوى المجتمع المدني وقوى الحراك السلمي والمقاومة الشعبية والشباب والمرأة النقابات والاتحادات  العمالية، ممثلة بقياداتها في الداخل والخارج، بما في ذلك تلك التي شردتها الحرب الى الالتئام داخل اليمن، للاضطلاع بدورها في هذه اللحظة التاريخية الفارقة، لتشكيل وقيادة تحالف سياسي واجتماعي وطني واسع،ككتلة تاريخية قادرة على النهوض بهذه المهمة الانقاذية الملحة -قبل فوات الاوان، على طريق إستعادة المشروع الوطني السلمي الديمقراطي المختطف، ووقف الحرب العبثية القائمة، وازالة كل المظاهر الإنقلابية، واستعادة العملية السياسية ومؤسسات الدولة الشرعية، والشرعية السياسية التوافقية، في سياق تسوية سياسية شاملة تضع حدا نهائيا للعنف والتطرف والارهاب، وتجفيف منابعه، وقطع الطريق والى الابد امام الحروب في حياة اليمنيين، والانتقال الى الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة كآلية حضارية سلمية وأسلوب حياة تسمو بقيمة الإنسان اليمني وتصون حقوقه وكرامته -والتي طالما حلم بها الشهيد جار الله عمر- في يمن اتحادي  جديد حر وديمقراطي وسعيد.

تحيا الذكرى السنوية ال 14 للشهيد جار الله عمر، وحتما ستفضح العدالة  قتلته     الحقيقيين، وستنتصر لقضيته العادلة، وعهدا لن يمروا، أيها الرفيق الخالد أبدا، والخزي والعار للقتلة الجبناء.

تحيا اربعينية الفقيدين مسعد احمد الحدي وحسن احمد الحدي.

د.محمد صالح علي

رئيس الدائرة السياسية

للحزب الاشتراكي اليمني

الخميس 29ديسمبر 2016

 

قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

 

 

قراءة 1804 مرات آخر تعديل على الخميس, 29 كانون1/ديسمبر 2016 19:31

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة