اليمن .. بين نار الأسعار وغياب الخدمات

  • الاشتراكي نت / خاص -علي الجرادي

السبت, 28 حزيران/يونيو 2014 22:28
قيم الموضوع
(2 أصوات)

على غير شهدته من اكتظاظ وازدحام المشترين والمتبضعين في مثل هذه الايام من الشهر الكريم .تبدو أسواق العاصمة صنعاء شبه خالية من الزبائن الا في غالب الاحيان .

في الوقت الذي اعتاد فيه المواطن على حشد قدراته وإمكانياته لشراء مستلزمات شهر رمضان من السلع والمواد الغذائية المختلفة ،لكن الامر يبدو مختلفا هذا العام ؛ فخلو الاسواق من المشترين والمتبضعين يرجع بدرجة أساسية للأزمة السياسية الخانقة التي تعيشها البلاد بكل تداعياتها الأمنية والأقتصادية ، وما ترتب عليها من ارتفاع لأسعار المشتقات النفطية والسلع والخدمات ،ما يعني عدم قدرة المواطن وعجزه عن شراء إحتياجات أسرته من المواد الغذائية بعد أن طالتها موجة إرتفاع الأسعار التي ضاعفت من معاناته في شراء أساسيات المعيشة من السكر والقمح والأرز والألبان والزيوت والفاصوليا ،التي أرتفعت بنسب متفاوته تراوحت ــ وفق تقديرات مختصين ــ بين 5 و15%.

وبحسب إحصائية ميدانية من تجار ومعلومات مختصين ارتفع سعر الأرز (عبوة 50كلغ )من1400ريال يمني الى 1650ريال يمني والسكر (50كلغ)من 6900الى 7000 ريال وكيس الحليب (25كلغ ) من 2600الى 3300ريال .

واعتبرا مختصون الزيادة في الاسعار الى استغلال التجار للارتفاع المحدود في اسعار الارز في البلدان المصدرة مثل باكستان والهند ليرفعوا بذلك الاسعار ويعمموها على منتجات أخرى ، مستغلين مادة الديزل التي رفعت اسعار النقل ، فضلا عن غياب الرقابة الحكومية ومنع الاحتكار . الامر الذي أدى بالمواطن الى تقليص الانفاق على احتياجاته الاساسية كي تتواءم مع دخله وهو ما يؤثر نفسيا على الاسر الفقيرة .

في حين اعتبر مواطنون الارتفاع الحاصل في اسعار السلع استغلال مهينا من قبل التجار ونافذين في الدولة حسب قولهم ، ليذهب  فيها المواطن ضحية استغلال اصحاب النفوذ من تجار ومسؤولين وغياب الدور الرقابي من الجهات المختصة على التجار والاسواق بشكل عام. مما يعني زيادة أسعار معظم السلع ،سواء المنتجة محليا او الواردة من الخارج ،يضاف الى ذلك زيادة الطلب على كثير من المنتجات خلال شهر رمضان فترتفع اسعارها    لقلة المعروض منها.

خروج محطة الكهرباء عن الخدمة:

بالإضافة إلى ارتفاع أسعار السلع والمنتجات الغذائية في شهر رمضان يقضي المواطنين ساعاتهم الرمضانية في الظلام الدامس جراء الانطفاء المتواصل للكهرباء والخروج المستمر للمحطة الغازية عن الخدمة .

ما دفع المواطنين إلى الاستياء من الحكومة وعدم الثقة بالحكومة القائمة على الوفاق والمحاصصة . وعلى الرغم من توارد الأنباء عن إصلاح خطوط الكهرباء وزعم الوزارة ممثلة بوزيرها الجديد على استمرار وتيرة عمل المحطة وعدم خروجها عن الخدمة .في الوقت الذي لم يلمس المواطن حتى اللحظة أبسط حقوقه في العيش الكريم ، ناهيك عن حالة التعذيب التي يعيشها بشكل يومي تحت ضغط الظروف المعيشية الصعبة وقساوتها .

غياب المشتقات النفطية :

انعدام المشتقات النفطية شبح آخر يعيشه اليمنيون خلال شهر رمضان المبارك على الرغم من توفرها في المحطات إلا أن أسعار المشتقات النفطية ظلت مرتفعة ترافقها حالة من الجشع لدى المواطنين في الحصول على دبة البترول والغاز والد يزل . مما يشير إلى استمرار معاناة المواطنين من عدة أوجه خلال شهر رمضان ، فإنتاج السلع والخدمات وتوفرها مرهون بتوفر المشتقات النفطية . وعلى الرغم من حاجة المواطن البسيط الى العيش بكرامة والقدرة على تحمل نفقات الشهر الكريم لهذا العام . إلا أن الشعور بالأمان هو المطلب الحقيقي الذي ينشده الجميع ، وأن الأزمة السياسية ومظاهر التوتر هي من ستحرم الناس لذة التمتع بأجواء رمضان الروحية والتعبدية . وان حالة التوتر الأمني القائم ستسهم بشكل كبير في التقليل من فرص التواصل الاجتماعي كسمة رمضانية.

قراءة 983 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة