احمد حسن سعيد.. فقيد الحركة الوطنية مميز

  • الاشتراكي نت / كتبه - شرف قاسم الحمادي

الثلاثاء, 26 شباط/فبراير 2019 21:55
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

يصادف تاريخ ٢٥ فبراير الذكرى ال ٣٧ لفقيد الحزب الاشتراكي اليمني الدكتور احمد حسن سعيد من مواليد عام ١٩٤٩ م محافظة تعز مديرية المواسط عزلة بني حماد متزوج وليس له اولاد.

أكمل الدراسة الابتدائية في مدينة تعز ونال الإعدادية والثانوية في مدينة صنعاء.

اخذ شهادة البكالوريوس والماجستير ثم الدكتوراه في الاتحاد السوفيتي جامعة الصداقة مع الشعوب بامتياز عام ١٩٧٨ م وكان موضوع الدكتوراه (افاق التطور الاقتصادي والتخطيط في الجمهورية العربية اليمنية)

التحق في العمل الوطني في وقت مبكر من عمره وانضم لحركة القومين العرب عام ١٩٦٤ م واحتل العديد من المواقع القيادية ومن مؤسسي الحزب الديمقراطي الثوري اليمني المنعقد في عام ١٩٦٨ م في احدي مديرية محافظة تعز عزلة الاعبوس في منزل المناضل عبد الرحمن عمر.

لعب من خلال موقعه النقابي في الحركة الطلابية دورا قياديا في صفوف المقاومة الشعبية ابان حصار العاصمة صنعاء (السبعين يوما).

اصطحبه رفيقه المناضل عبد الحافظ قايد للحديدة والعمل فتره موقت في احدى مؤسسات القطاع العام قبل سفره للدراسة

في الاتحاد السوفيتي وتحمله المسؤولية التنظيمية والسياسية لعموم منظمات الحزب خلال فترة دراسته.

عاد بعد اكمال دراسته عام ٧٨ م الى عدن واعد مع رفيقيه المناضلين الدكتور محمد قاسم الثور وعلي محمد زيد الوقفة التقييمية النقدية للحزب الديمقراطي ومشاركته في التحضير لمؤتمره العام الثاني المنعقد في اوائل العام ٧٩ م وانتخب فيه عضوا في لجنته المركزية.. ومن خلال موقعه القيادي شارك في التحضير وتقريب وجهة النظر بين احزاب اليسار المتوحدة في نفس العام والمشتركة في المؤتمر الاول التأسيسي للحزب الاشتراكي اليمني المنعقد في محافظة عدن عام ٧٩ م، وانتخب عضوا في اللجنة المركزية في نفس العام توجه مع عدد من رفاقه القياديين للمحافظات الشمالية مجتازين الحدود الشطرية حين ذاك بإقدامهم للقيام بالمهام النضالية الموكلة اليهم في ترتيب الاوضاع الجديدة التنظيمية والسياسية والثقافية في كل من صنعاء وتعز والحديدة باسم الحزب الجديد حزب الوحدة الشعبية.

بعد انجاز التوحيد بنجاحوبعد ان حصل على البطاقة الشخصية ودفتر خدمة الدفاع الوطني تم اختياره موظف في مركز البحوث والدراسات كمدير عام للمركز الى جانب مهامه النضالية كمشرف على المنظمات الثلاث في تعز، صنعاء، الحديدة.

الا ان قيام سلطات صنعاء بحملة اغتيالات حاقده وجبانة استهدفت المناضل الدكتور عبدالسلام الدميني واخيه والمناضل طاهر البركاني المسؤول العسكري في منظمات الحزب في صنعاء واغتيال المناضل يحي الخازندار عضو ا للجنه المركزية ومساعد مسئول منظمات الحزب في صنعاء واعتقال المناضل محمد عبدالقاهر الشرعبي سكرتير اول منظمات الحزب في صنعاء وعضو اللجنة المركزية وتعذيبه حتى الموت.. بالإضافة الى الاعتقالات التي شملت صنعاء وتعز والحديدة.

في ذلك الوقت النصف الثاني من عام٨١ م كان المناضل احمد حسن قد ترك العمل في مر كز الدراسات واختفى ليستمر في عمله النضالي السري في ظروف بالغة التعقيد والصعوبة، وفي ذلك الهم والحزن العميق الذي كان يعيشه الدكتور احمد حسن على رفاقه القادة ممن تم اغتيالهم او اعتقالهم.

نزل عدن عبر الطرق السرية في بداية شهر يناير ٨٢ م وكان في ذهنه ثلاث قضايا هي:

تقييم اوضاع المنظمات الثلاث والاخفاقات والخسائر التي منيت بها في ظل الاعمال العسكرية في ارياف اب وتعز وذمار والمردود السلبي واهمية تصويب خط الحزب النضالي بوضوح وبإرادة واضحه ومحدده.

وفي ضوء ذلك بدأ بنقاش واسع مع قيادة الحزب  العليا في عدن والمعنية بنضال الحزب في الشمال وقيادة الجبهة الوطنية الديمقراطية، وفي ضوء ذلك  توجه للمنطقة الوسطى مصطحبا معه رفيقه الدكتور محمد قاسم الثور للقاء برفاقه هناك المناضل جار الله عمر والمناضل عبد الواحد المرادي والمناضل احمد عباد الحصيني والمناضل محمد طربوش والعديد من الكوادر المدنية والعسكرية ولمدة ثلاث ايام من النقاش في احدي قرى الرياشيه في الغراس  تم توافقهم مع الآراء التي جاء بها الدكتور احمد حسن سعيد ليعود الى عدن ومعه الدكتور الثور وعبد الوحد المرادي ولحق بهم في وقت لاحق جار الله عمر، وكانت المعارك في ذلك الحين مشتعلة في تلك المناطق وفي المحافظات الاخرى.

كان الدكتور احمد حسن قد حدد له سكن في احدي الفلل في معاشيق والذي لم يخلى يوما من زيارات العديد من قيادات الحزب والدولة والنقاشات المتواصلة حول كل ما يستجد في الشمال والجنوب.. وكان قد لجاء من الشمال المناضلين

عبدالله حميد العلفي عضو المكتب السياسي للحزب والمناضل عبد الباري طاهر عضو اللجنة المركزية للحزب وسكنوا مع الدكتور احمد حسن الذي كان عاكفا على كتابة التقرير الذي سيقدمه للجنه المركزية للحزب.

في ذلك الحين من منتصف شهر فبراير سمع الدكتور محمد قاسم الثور من الدكتور احمد حسن بانه سينجز التقرير ويسلمه له وانه سيعود الى صنعاء قبل موعد انعقاد اللجنة المركزية.  في ضوء ذلك توجه الدكتور الثور للأمين العام للحزب يبلغه بما قال له الدكتور احمد حسن موكدا للأمين العام استعداده لطلوع صنعاء بدلا من الدكتور احمد لكونه يرى بان بقاء الدكتور احمد حسن في عدن سيكون مفيد للحزب وللدولة ايضا.

وكان في ذلك الوقت الامين العام يجهز سفره للإمارات العربية مبلغا الدكتور الثور توجيهه للدكتور احمد حسن بانتظار عودته من زيارة الامارات وانعقاد اللجنة المركزية.. وبعد ابلاغ الدكتور بتوجيهات الامين العامالتزم الدكتور واستمر في انجاز التقرير واللقاء بمن يزوره من قيادة الحزب والدولة حيث كان يحظى بتقدير واحترام لشخصيته المتواضعة ودماثة اخلاقه وثقافته الواسعة ونضجه السياسي.

وفى ليلة ٢٥ فبراير ١٩٨٢م هّم بالنزول من معاشيق للمدينة بالسيارة المازدا والتي كانت قد اعطيت له في نفس اليوم ليسقط من معاشيق الى البحر في ابو الوادي بعد مغرب ذلك اليوم وأدت الى وفاته بسبب قد يكون بوجود خلل في السيارة ولم يستطع التحكم في مسارها. وهذا ما تم التوصل اليه من خلال القيام بالمتابعة والتحري التي قام بها اخوه وابن عمه ورفيقه كاتب هذه السطور خلال كل تلك السنوات اللاحقة لوفاته وما قيل غير ذلك ليس سوى هواجس وشكوك بأسباب سقوط السيارة ووفاته من قبل رفاقه ومحبيه واهله وانا منهم أيضا وبسبب التقصير في دفنه دون القيام بالتحقيق بأسباب الحادث او التشريح للجثة لتوضيح سبب الوفاة.

وقد تسبب هذا التقصير الكثير من النقاش والنقد للقيادات الحزبية والتي بررت بوضوح الحادث وبأنه قضاء وقدر، وبررت الاجهزة الامنية بعدم الطلب منها القيام بإجراءاتها وتولي وزارة الدفاع والقيادة بنقل الجثة فقط من موقع الحادث الى المستشفى، ولم يكن كاتب هذه السطور حينها في عدن انما اقتصر حضوره في المقبرة قبل دفنه بدقائق رحمة الله عليه بحيث جاءه الاجل قبل ان يستكمل كتابة التقرير، وقام باستكمال كتابته رفيقه الدكتور محمد قاسم الثور بنفس الافكار والرؤى التي كان المرحوم يعبر عنها.

وقُدم التقرير لدورة اللجنة المركزية والتي أقرته بالإجماع وكان في أحد قراراتها توقيف العمل العسكري في المحافظات وتكليف الامين العام للحد من تداعيات الحرب وعُرف ذلك بلقاء تعز المشهود بين الامين العام ورئيس النظام وقتها على عبدالله صالح.

وقد قال الشهيد جار الله عمر في احدى مقابلاته الصحفية بأن لقاء تعز وتوقف العمل العسكري تم بإجماع كل قيادات الحزب والجبهة، وبالرغم ذلك لم يتوقف اغتيال ومطاردة الحزبيين ومقاتلي الجبهة.

 وفي الاخير بفقدان الدكتور احمد حسن فقد الحزب الاشتراكي اليمني احد ابرز قيادته ولكنه ظل مع العشرات من رفاقه من حين وفاتهم وحتى اليوم نبراس يضيء الطريق لمناضلي الحزب الاشتراكي وسيضلون خالدين ابدا لهم الرحمة والمغفرة.

قراءة 2990 مرات آخر تعديل على الثلاثاء, 26 شباط/فبراير 2019 22:01

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة