عيد باهت يحل على اليمنيين في موسم آخر من الحرب وسوء المعيشة مميز

  • الاشتراكي نت / عارف الواقدي

الثلاثاء, 04 حزيران/يونيو 2019 00:15
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

يستقبل نحو (30مليون يمني)، عيد الفطر المبارك في ظل وضع اقتصادي صعب يعيشه المواطنون نتيجة الحرب الدائرة في البلاد منذ قرابة خمس سنوات، وفي ظل بوادر غائبة لإنهاء هذه الحرب المقيتة والعبثية.

عدد من المواطنين أكدوا في حديث مع "الاشتراكي نت" ان العيد هذه المرة في ظل ظروف صعبة لا زالت تجثو على كاهلهم، لم يتمكنوا خلالها من شراء إحتياجات ومستلزمات العيد من حلويات ومكسرات وملابس جديدة لهم ولأطفالهم، الأمر الذي يزيد من معاناتهم سواءً.

أحمد (موظف) والد لخمسة أطفال، يقول: لقد أكتفيت هذا العيد انا وأولادي بالملابس النظيفة فلم أستطيع شراء ملابس جديدة بسبب ظروف المعيشة وإستمرار انقطاع رواتبنا، مؤكداً أنهم حتى الحلويات والمكسرات أكتفوا بشراء كمية قليلة لا تتعدى الثلاثة أنواع نتيجة أسعارها المرتفعة وسوء الحال، تؤكد أم أسامة (ربة منزل وأم لثلاثة أطفال) انها أيضاً تصرفت نفس أحمد.

وللعام الخامس على التوالي، يستقبل اليمنيون العيد وسط أجواء فرائحية غائبة تكاد تخلو من أي مظاهر للإحتفالات والاستعدادات المعروفة في مناسبة كهذه.

يأتي ذلك في وقت تزداد فيه الحالة المعيشية للمواطن اليمني سواءاً وفقراً ومجاعة، إضافة إلى ما خلفته الحرب والمهاترات السياسية من كارثة إقتصادية، طالت كافة فئات وشرائح المجتمع.

اليوم هاهم اليمنيون يستقبلون عيد الفطر المبارك في ظل تفاقم أزمة اقتصادية رثة نتيجة لتفاقم اوضاع الصراع السياسي على السلطة، وتبلور قوى الصراع الديني في المجتمع التي مخضت لصراع متعدد الاوجه.

يبدو جلياً بأنه لن يتنفس اليمنيون الصعداء، لإستقبال العيد وهم يعيشون بين نارين، الصراع والحرب من جهة، وإرتفاع أسعار المواد الغذائية، وجشاعة التجار الذين عمدوا إلى إرتفاع الأسعار للمواد الغذائية، مستغلين ما تمر به البلاد من أزمة وحرب، متجاهلين معاناة المواطن وسوء المعيشة.

مع ذلك لا يزال الواقع يبدو أكثر هشاشة أمام ذوي الطموحات من جبابرة الحروب وعشاقها على ساحة البلد، فالحرب والنزوح والفقر والجوع  هو ما يعانيه المواطن جراء هذه الحرب العبثية التي ضاعفت من هموم معيشته اليومية، خصوصا وان الحرب لم تضع أوزارها بعد.

وما يزيد الأمر سوءا هو إرتفاع الأسعار الجنوني الذي بات شبحاً يلاحق المواطن، إضافة إلى انعدام الخدمات الأساسية، كالماء والكهرباء والمشتقات النفطية والإرتفاع الكبير لسعر العملة النقدية التي أدت إلى مضاعفة أسعار المواد الغذائية نتيجة الإقتتال، علاوة على إنتشار الأوبئة وتفاقم الأمراض.

عيد الفطر المبارك يطل على اليمنيين للعام الخامس برائحة بارودية يلوثها الموت وأصوات الرصاص والمدافع، حيث بات المواطن والإنسان اليمني آلة تسوقها أطراف الصراع إلى القتل دون أي ذنب، وسط حشرجة الألم والمعاناة المتفاقمة جراء انعدام أدنى متطلبات الحياة للمواطن، طبقاً لحديث منصور مع "الاشتراكي نت".

سيناريو خامس لمسلسل من الألم تعاد أجزاءه مرة أخرى، واليمنيين يعيشون بين جحمين: حرب تقودها جماعة الحوثي المدعومة من إيران وتردي الأوضاع العامة للبلاد في كافة مناحي الحياة التي كانت نتاجا لهذه الحرب العبثية.

عيد الفطر المبارك كان في الماضي، يأتي بنكهة أخرى تتخله الابتسامات والزيارات وأجواء الفرح والبهجة، بحسب ما تقول المواطنة مريم، الذي تؤكد ان الآلاف من الأسر كانت قبل الحرب تستقبل العيد بتوفير الملابس الجديدة والحلويات والمكسرات والأطعمة والأشربة والمال، كونه فرحاً وبهجة يتناسى فيها اليمنيون الألم والمعاناة وتبادل الزيارات مع الأهل والأصدقاء، لكنه هذا العام يأتي والجميع يعيشون وضعا كئيباً صنعته الحرب التي تمارس جريمتها ضد أبناء المجتمع.

سؤال طرح نفسه على الكثيرون؟؟ حين وجدت الإجابة عنه تصاغ بصراع سياسي ووضع مأساوي، لا تراعي فيه كافة الأطراف والأطياف المتصارعة حقوق الأبرياء من المدنيين، اقتصادياً وسياسياً ونفسيا، حيث ان العيد يطل مرة أخرى برثاثة حرب لم تدع للمواطنين مجالا لممارسة طقوسهم الأبتهاجية والفرحية التي استبدلتها انتقامية أطراف الحرب بأنواع أخرى من طقوس الجريمة والموت.

في هذا العيد، نجد ان المواطن اليمني تخلى هذا العيد عن عاداته الفرائحية جانباً، معبراً عن سخطه مما يعانيه من ظروف اقتصادية صعبة، حيث وصل به الأمر إلى الاستعانة بالتقشف لمواجهة الواقع.

 أكثر من 30 مليون يمني، يستقبلون العيد في ظل ظروف هي الأسوأ اقتصادياً، منذ عقود بفعل الحرب الدائرة، واستمرار الحرب المفروضة للعام الخامس على التوالي على كثير من المدن اليمنية التي تعيش كارثية الحرب والصراع والجوع والحرمان، فالمآسي والكوارث الإنسانية والاقتصادية المحدقة، هي حصيلة الحرب والموت بالمجان في معركة أراد صانعيها توزيع تبجاحاتهم السلطوية الانتقامية والخرافية القتالية على الجميع.

قراءة 3349 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة