منظمة حقوقية توثق انتهاكات مفزعة بحق نساء اليمن مميز

  • الاشتراكي نت / صنعاء

الإثنين, 09 آذار/مارس 2020 19:03
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

تساوت المرأة والرجل في اليمن، في التعرض للانتهاكات والمعاناة التي سببتها الحرب الدائرة منذ خمس سنوات، بينما فشلت كل المساعي المحلية والدولية، الرامية لتحقيق شيئا من تلك المساواة بين الجنسين، على صعيد الحقوق السياسية والاقتصادية، خلال عقود من الزمن.

لم يتسنى للنساء في اليمن الاحتفاء بالعيد العالمي للمرأة الثامن من مارس، لأنهن غارقات وسط مآسي الحرب التي استهدفتهن بشكل مباشر وقاس جدا وبالنسبة اليمنيات، فإن" يوم المرأة العالمي"، بمثابة مناسبة تذكرهن بأنهن يتصدرن قوائم ضحايا الحرب بأرقام مفزعة.

وبالتزامن مع احتفالات العالم باليوم العالمي للمرأة أطلقت منظمة رايتس رادار لحقوق الإنسان في العالم العربي ومقرها أمستردام بهولندا تقريرا يوثق 16667 انتهاكاً ارتكبها أطراف الصراع المسلح في اليمن ضد النساء في19 محافظة يمنية، خلال فترة الحرب الدائرة في البلاد منذ 5 سنوات.

وقالت في تقريرٍ حقوقي أصدرته تزامناً مع اليوم العالمي للمرأة بعنوان (اليمن.. النساء في مهب الحرب) الذي خصص لرصد الانتهاكات التي طالت النساء في اليمن انها وثقت 16667 انتهاكاً ارتكبها أطراف الصراع المسلح في اليمن بحق النساء، خلال الفترة من أيلول/سبتمبر 2014 وحتى نهاية كانون الأول/ديسمبر 2019، موزعة على19 محافظة يمنية.

وطبقا لكل المؤشرات ومعطيات الواقع فإن المرأة اليمنية المصنفةضمن الفئات الضعيفة والأضعف وفقا للقانون الدولي الإنساني كانتولازالت هي الأكثر تضرراً من الحرب القائمة، التي تجاوزت كافة القوانينوالمعاهدات والاتفاقيات والمواثيق الدولية، وتجاهلت أيضا الأعرافوالتقاليد المجتمعية، التي كانت تعد -حتى فترة قريبة-المساسبحرية وكرامة المرأة والزج بها في الصراع المسلح عيبا أسودا وخطاأحمرا، لا يمكن تجاوزه بأي شكل من الأشكال.

وبالتالي فإن نساء اليمن لم يتصدرن فقط كشوفاتالقتلى والجرحى جراء أعمال القصف والقنص والألغامأو كشوفات النازحين والمهجرين قسراً جراء الحرب،كما هو متعارف عليه في ظل هذه الظروف، بلتصدرن أيضا كشوفات المختطفين قسرا والمعذبينوأنشئت سجون خاصة بهن، والبعض منهن فقدنأباءهن وأبناءهن وأزواجهن وأخريات خسرن وظائفهن،ودفعتهن ظروف الحياة القاسية إلى مزاولة أعمالتفوق قدراتهن وطاقتهن، على غرار ما حدث معالمجندات قسرا، ضمن ما تسمى بكتائب الزينبيات،الجناح العسكري النسائي لجماعة الحوثي المسلحة.

وذكر التقرير ان هذه الانتهاكات التي طالت النساء تنوعت بين919 حالة قتل و1952حالة إصابة، جراء القصف الجوي والمدفعي وانفجار الألغام والعبوات الناسفة وطائرات الدرون وكذلك أعمال القنص والإطلاق العشوائي للرصاص الحي، بالإضافة إلى 384 حالة اختطاف واختفاء قسري وتعذيب.

تصدرت جماعة الحوثي المركز الأول في ارتكاب حالات القتل بعدد 668 حالة قتل للنساء بنسبة 72.68% يليها التحالف العربي بالمركز الثاني بعدد 178 حالة قتل امرأة بنسبة 19.36% ثم الحكومة الشرعية بعدد 24 حالة قتل امرأة بنسبة 2.61% بينما توزعت بقية الحالات على جهات متعددة، منها عناصر تنظيم القاعدة وتشكيلات مسلحة خارج اطار الشرعية وجهات مجهولة. وجاءت مدينة تعز في المركز الأول لعدد حالات القتل للنساء بعدد 382 حالة قتل امرأ تلتها مدينة الحديدة بعدد 125 حالة قتل امرأة ثم محافظتي لحج والضالع بعدد 46 حالة قتل لكل منها.

وفي حالات الإصابات للنساء، تصدرت أيضا جماعة الحوثي المركز الأول في ارتكاب حالات الاصابات للنساء، بعدد حوالي 1733 حالة إصابة يليها التحالف العربي في المركز الثاني بعدد 122 حالة إصابة ثم قوات الحكومة الشرعية بعدد 42 حالة إصابة. وجاءت مدينة تعز في المركز الأول في كمية الإصابات بعدد 115 حالة إصابة تليها مدينة الحديدة في المركز الثاني بعدد 166 حالة إصابة ثم العاصمة صنعاء في المركز الثالث بعدد 133 حالة إصابة ثم مدينة عدن في المركز الرابع بعدد 102 حالة إصابة للنساء.

وفي سبيل إنجاز هذا التقرير أجرى فريق الإعداد 240 مقابلة مسجلة ومصورة مع ضحايا الانتهاكات من النساء وأهاليهن وذويهن، بالإضافة إلى200 مقابلة مسجلة ومصورة مع شهود على وقائع تلك الانتهاكات الموثقة، تضمنت تفاصيل بعض الانتهاكات التي ارتكبت بحق نساء يمنيات، مدعمة بإفادات الشهود وبعض الوثائق المرفقة ومنها أوراق ثبوت هُوية الضحايا والشهود معاً، بالإضافة إلى شهادات الوفاة والتقارير الطبية والجنائية.

وطبقاً للإحصاءات البيانية ارتكبت جماعة الحوثي 14907 انتهاكاً بحق النساء في 19 محافظة يمنية منها 668 قتل و1733 حالة إصابة و353 حالة اختطاف، بينما ارتكب التحالف 1014 انتهاكاً في 17 محافظة منها 178 حالة قتل و122 حالة إصابة، تأتي بعدها الحكومة الشرعية بعدد 366 انتهاكاً في 11 محافظة منها 24 حالة قتل وإصابة 41 و15 حالة اختطاف، تأتي بعد ذلك التشكيلات المسلحة خارج إطار الشرعية بعدد 273 انتهاكاً في 7 محافظات منها 18 حالة قتل و35 إصابة و 9 حالات اختطاف، بالاضافة الى وقوف جهات مجهولة وراء وقوع 10 حالات قتل في 5 محافظات يمنية.

وذكر التقرير أن تنظيم القاعدة مسؤول عن 12 حالة قتل و13 حالة إصابة، بينما تتحمل الغارات الجوية لقوات الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية عن قتل 7 نساء في بلدة يكلا بمنطقة ولد ربيع في محافظة البيضاء في كانون ثاني/يناير 2017.

وفي التوصيات دعت رايتس رادار الأمم المتحدة الى إلزام الأطراف المتصارعة باحترام قواعد القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، والضغط عليهم لتجنيب المدنيين عموماً وعلى وجه الخصوص منهم النساء والأطفال مخاطر الحرب، وطالبتها بممارسة الضغط الكافي على أطراف الصراع، لتطبيق القرارات الدولية الصادرة من مجلس الأمن بشأن اليمن.

كما دعت الأطراف المتصارعة في اليمن للعودة إلى التفاوض والحوار، وحل كافة الخلافات واحترام قواعد القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان وتجنيب المدنيين مخاطر الصراع المسلح والحرب. وطالبت أيضاً بمحاسبة المسؤولين عن ارتكاب الانتهاكات وإحالتهم إلى الجهات القضائية وتعويض ضحايا الانتهاكات التعويض العادل والمناسب.

وطالبت رايتس رادار جماعة الحوثي بالتوقف عن استهداف النساء والأطفال ووقف كافة أشكال الممارسات المنتهكة لحقوق المرأة والطفل، وتوفير الحماية الخاصة للنساء والأطفال وتجنيبهم مخاطر المواجهات المسلحة. وطالبتهما أيضاً بوقف زراعة الألغام الفردية وتسليم خرائط الألغام المزروعة في المناطق التي فقدت السيطرة عليها، والحد من التهجير القسري لسكان المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.

وطالبت رايتس رادار الحكومة الشرعية بوقف أية انتهاكات للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، وتجنيب النساء والأطفال مخاطر المواجهات المسلحة وتوفير الحماية الخاصة لهم.

ودعت التحالف العربي الى التوقف عن استهداف قصف المساكن والأحياء السكنية، وتجنيب النساء والأطفال كافة المخاطر الناتجة عن أعمال القصف الجوي، والالتزام بقواعد الاشتباك ومبادئ القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.

قراءة 918 مرات آخر تعديل على الإثنين, 09 آذار/مارس 2020 19:16

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة