ارتفاع ضحايا سجن الاحتياط في صعدة إلى أكثر من 300 قتيل وجريح والتحالف ينفي التهم المنسوبة له باستهدافه مميز

  • الاشتراكي نت/ متابعات

السبت, 22 كانون2/يناير 2022 21:26
قيم الموضوع
(0 أصوات)

قال الحوثيون ومنظمة إغاثة، اليوم السبت، إن عدد قتلى غارة جوية منسوبة لقوات التحالف بقيادة السعودية على سجن يديره في صعدة إلى 82 معتقلا على الأقل. ولا يزال الوصول إلى الإنترنت في أفقر دولة في العالم العربي معطلا إلى حد كبير، وفقا لما نقلته وكالة أسوشيتد برس.

وكانت الغارة الجوية التي شهدتها محافظة صعدة شمالي البلاد، أمس الجمعة، جزء من هجوم جوي وبري مكثف يمثل تصعيدا في الحرب الأهلية اليمنية المستمرة منذ سنوات.

نفى التحالف العربي بقيادة السعودية، اليوم، ما تم تداوله من تقارير حول استهداف التحالف لمركز احتجاز بمحافظة صعدة، مشددا على أن هذه التقارير "عارية من الصحة".

وفي بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية "واس"، وصف المتحدث باسم التحالف تركي المالكي أن ما أعلنه الحوثيون "ادعاءات غير صحيحة"، بحسب تعبيره.

وأضاف المالكي، أن "قيادة القوات المشتركة للتحالف تأخذ مثل هذه التقارير على محمل الجد وقد تم عمل مراجعة شاملة لإجراءات ما بعد العمل (AAR) بحسب الآلية الداخلية لقيادة القوات المشتركة للتحالف وتبين عدم صحة هذه الادعاءات".

وتابع المالكي، أن "ما سوقت له "الميليشيا"، التي وصفها بـ"الإرهابية" المدعومة من إيران، يعبر عن نهجها التضليلي المعتاد".

وقال: إن "الهدف محل الادعاء لم يتم إدراجه على قوائم عدم الاستهداف (NSL) بحسب الآلية المعتمدة مع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن (OCHA) ولم يتم الإبلاغ عنه من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC), ولا تنطبق علية المعايير الواردة بأحكام القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية المتعلقة بمراكز الاحتجاز الواردة بالمادة (23) من اتفاقية جنيف الثالثة لأسرى الحرب وما نصت عليه من إجراءات وقائية وعلامات تمييز".

وأوضح المالكي، أن التحالف سيطلع "مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن واللجنة الدولية للصليب الأحمر على الحقائق والتفاصيل" بشأن الحادث.

واتّهم الحوثيّون طيران التحالف بارتكاب "جريمة" صعدة التي تُعتبر معقلاً لهم. ووزّعوا صور فيديو ملتقطة من الجوّ للمكان المستهدف الذي قالوا إنّه مقرّ "السجن الاحتياطي" في المدينة، بدا فيها مدمّرا  تماما.

كما أظهرت صور أخرى جثثا وبقع دماء بين الأنقاض، بينما كان هناك أشخاص يساعدون على رفع الركام. ويمكن رؤية جرافة وآليات تنظف المكان، وسيارات إسعاف، وجثث أخرى ممدّدة على الطريق.

يدور الصراع بين الحكومة المعترف بها دوليا، المدعومة من التحالف بقيادة السعودية، وبين الحوثيين المدعومين من إيران.

كما يأتي التصعيد بعد تبني الحوثيين لهجوم جرى بطائرة مسيرة وصاروخ استهدف العاصمة الإماراتية في الاثنين الماضي.

ويأتي، أيضا، في الوقت الذي استعادت فيه القوات الحكومية، بمساعدة القوات المدعومة من الإمارات والغارات الجوية من التحالف، السيطرة على محافظة شبوة بأكملها من الحوثيين والضغط عليهم في محافظة مأرب وسط البلاد، وفقا لـ "أسوشيتد برس".

كما نقلت الوكالة الأميركة، عن أحمد مهات، رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في اليمن، قوله: إنهم قاموا بإحصاء ما لا يقل عن 82 قتيلا وأكثر من 265 جريحا في الغارة الجوية.

وذكر المكتب الإعلامي للحوثيين أن رجال الإنقاذ ما زالوا يبحثون عن ناجين وجثث تحت أنقاض موقع السجن في محافظة صعدة على الحدود مع السعودية.

واستخدم الحوثيون السجن لاحتجاز المهاجرين، ومعظمهم من الأفارقة الذين حاولوا العبور عبر الدولة التي مزقتها الحرب إلى السعودية، بحسب منظمة انقذوا الأطفال الخيرية.

لكن مهات، ممثل منظمة أطباء بلا حدود، قال إن الغارة الجوية أصابت منطقة مختلفة من المنشأة التي تأوي أنواعا أخرى من المحتجزين. وأضاف أن المهاجرين هناك بأمان.

وجاء هجوم صعدة في أعقاب غارة جوية أخرى للتحالف بقيادة السعودية أمس الجمعة في مدينة الحديدة الساحلية المطلة على البحر الأحمر أصابت مركز اتصالات رئيسيا ومهما لاتصال اليمن بالإنترنت.

كما ظل الوصول إلى الإنترنت ”معطلا إلى حد كبير لأكثر من 24 ساعة” في البلاد، حسبما قالت منظمة نت بلوكس اليوم السبت.

لم يكن الهجوم الجوي في صعدة، وهو من أعنف الهجمات التي شهدتها الحرب اليمنية، هو الأول الذي يصيب سجنا يديره الحوثيون.

ففي سبتمبر 2019، استهدفت غارة جوية مركز احتجاز بمحافظة ذمار جنوب غرب البلاد، ما أسفر عن مقتل أكثر من مائة شخص وإصابة عشرات.

ووثقت المنظمات الحقوقية في السابق قيام الحوثيين باستخدام المحتجزين المدنيين كدروع بشرية من خلال وضعهم في معتقلات قرب الثكنات العسكرية تحت تهديد مستمر للضربات الجوية.

وجددت الضربات الجوية التي وقعت، أمس الجمعة، في صعدة والحديدة الانتقادات الموجهة للتحالف من الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة والمنظمات الحقوقية.

وكانت غارات التحالف بقيادة السعودية أصابت المدارس والمستشفيات وحفلات الزفاف، ما أسفر عن مقتل آلاف من المدنيين.

في الوقت نفسه، استخدم الحوثيون الأطفال كجنود وزرعوا الألغام الأرضية بشكل عشوائي في جميع أنحاء البلاد.

وشنوا هجمات عبر الحدود باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيرة محملة بالمتفجرات على السعودية والإمارات.

التصعيد الأخير للقتال في اليمن هو الأشد حدة منذ معركة 2018 في الحديدة، ويأتي بعد عام من الجهود الدبلوماسية للولايات المتحدة والأمم المتحدة التي فشلت في جلب الطرفين إلى طاولة المفاوضات.

لطالما قاوم الحوثيون دعوات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لوقف الهجوم على محافظة مأرب الغنية بالنفط. ويحاول الحوثيون منذ عام الاستيلاء على مأرب لاستكمال سيطرتهم على النصف الشمالي من اليمن. ومن المرجح أن يمنحهم هذا الأمر اليد العليا في أي مفاوضات مستقبلية.

قراءة 589 مرات آخر تعديل على السبت, 22 كانون2/يناير 2022 21:35

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة