موت وحصار وحرب.. ثلاثية مرعبة يعيشها سكان مديريات جنوب مأرب مميز

  • الاشتراكي نت/تقرير - عارف الواقدي

الأحد, 20 شباط/فبراير 2022 03:22
قيم الموضوع
(0 أصوات)
أنهكت جسدها سموم المرض، فقتلتها جماعة الحوثي، بحصارها لمديرية الجوبة، وقطع كافة الطرق المؤدية إليها، ذلك هو الأمر المؤلم الذي حدث لامرأة مصابة بالفشل الكلوي، عقب السيطرة على المديرية الواقعة إلى الجنوب من مأرب، شمالي شرق اليمن. 
 
بعد أن أصبحت مسافة الطريق، حيث يقع مركز غسيل مرضى الفشل الكلوي، في مديرية حريب، المجاورة، تقطع بما يزيد عن 48 ساعة، عجزت تلك المرأة المريضة، عن الذهاب للمركز، وكانت سابقا تقطها بنحو 15 دقيقة، فاستسلمت للموت وكل تلك السموم تفترسها وهي على فراش المرض. وفق ما ذكرته منظمة حماية للتوجه المدني (HOCO).  
 
وتقول المنظمة الحقوقية، أنها رصدت قرابة أربع حالات لنساء تضاعفت حالاتهن الصحية مع ظروف الولادة جراء عدم توفر الطرق الآمنة، وبعد المسافات، منهن "بلقيس يحيى" التي توفيت لعدم تلقيها الرعاية الصحية، بعد إصابتها بنزيف الحاد. 
 
يعيش قرابة 60 ألفا من السكان في المديريات الجنوبية من محافظة مأرب (رحبة، ماهلية، الجوبة، العبدية، وجبل مراد) أوضاعا مأساوية باتوا معها يعيشون على شفا مجاعة وكارثة تحدق بهم جراء الممارسات الحوثيين. طبقًا لبيان للمنظمة.  
 
كما تتعرّض المديريات الجنوبية لحصار خانق منذُ أربعة أشهر وإغلاق كامل للطرق والمواصلات إليها ممّا فاقم الأوضاع الإنسانية وزاد من معاناة، ومأساة السكان فيها. 
 
وبحسب المنظمة الحقوقية، في إحاطة لها، أمام اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، فإن عمليات التصعيد العسكري من قبل جماعة الحوثي في مديريات جنوب مأرب منذ الأشهر الأخيرة من العام 2021م المنصرم، أدت إلى تبعات مروعة على المدنيين. 
 
ووصفت ما تعرض ويتعرض له المدنيين في المديريات الجنوبية من انتهاكات بـ"اسوأ ما شهدته اليمن، خلال سنوات الحرب"، من حيث الحصار والتهجير القسري واستهداف المدنيين، وكذا قصف القرى الآهلة بالسكان والاختطافات وزراعة الألغام وغيرها. 
 
وأشارت إلى أن جماعة الحوثي، انتهكت جميع قواعد الحرب، والقوانين الدولية الإنسانية، التي تضمن حق الحماية للمدنيين، بممارسات صادمة من استخدام القوة المفرطة والعنف وقصف القرى الأهلة وتهجير السكان، مجبرةً من تبقى بين خيار البقاء تحت وطأة القصف أو الفرار بحثًا عن ملاذ آمن.  
 
وأكدت أن تركته الحرب في مختلف المديريات الجنوبية، كان لها الأثر المأساوي في حياة المدنيين، مشيرة إلى تلقيها عشرات البلاغات اليومية من المواطنين تفيد بتفاقم الوضع الإنساني، وكذلك سقوط ضحايا مدنيين تسببت فيها الألغام، فضلا عن تعرض العشرات من المواطنين في تلك المديريات للاختطافات.  
 
وقالت، إن فتح ممر إنساني، وإيصال الغذاء والدواء، هو أهم ما يمكن فعله حاليا للسكان المحاصرين، في مختلف مناطق تلك المديريات، وبصورة عاجلة لا تحتمل التأخير. 
 
 وأرجع المدير التنفيذ للمنظمة، علي التام، ما يتعرض له السكان في المديريات الجنوبية من المحافظة، إلى القيود الحوثية، في المقدمة منها منع التعامل بالعملة المحلية الجديدة التي لا يمتلك المواطنين غيرها، وكذلك إغلاق الطريق الرابط بين البيضاء - مأرب، وكذلك الطريق الذي يربطها بمدينة مأرب. 
 
ولفت التام إلى أن جماعة الحوثية ومنذُ سيطرتها على المديريات الجنوبية للمحافظة هجّرت ما يقارب 60% من الأهالي إلى مخيمات النزوح في مأرب وشبوة. 
 
كما ذكر، أن معاناة السكان الذين تبقوا في مناطق تلك المديريات، تزداد يوما بعد يوم، مع نفاذ مخزون الغداء من المنازل ومن الأسواق، وأصبحت الاحتياجات الغذائية تُباع بمبالغ مضاعفة، بسبب الحصار.
قراءة 458 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة