بين مؤشرات التفاؤل ومفاجآت اللحظة الأخيرة، وقف اليمنيون اليوم أمام مفترق طرق وضعهم فيه عدم وصول وفدي صالح والحوثيين  الى مشاورات الكويت، والتي كانت الأنباء قد تحدثت قبلا عن تأخر الوفدين  في الوصول.

 إذن, تأجل موعد انطلاق مشاورات السلام التي كان مقررا لها أن تبدأ اليوم الاثنين في الكويت, وسط أنباء تتحدث عن عزم الرئيس السابق علي عبدالله صالح المضي في عرقلة أي جهود تبذل للتوصل الى حل سلمي لإنهاء الصراع في اليمن.

ففي الوقت الذي قال فيه المبعوث الدولي الى اليمن  إسماعيل ولد الشيخ إن الفريق الأممي يعمل في الإثناء على تخطي تحديات الساعات الأخيرة التي اعاقة تأخر إنطلاق جولة المفاوضات الجديدة, مطالبا الوفود بإظهار حسن النية والحضور الى طاولة الحوار, رشحت معلومات تفيد عن نية صالح تشكيل حكومة في صنعاء.

وعزى مراقبون عدم وصول وفدا صالح والحوثي الى الكويت وهو بالمناسبة  سبب  تأخر انعقاد المشاورات التي ترعاها الأمم المتحدة, إثر استبقائهم صالح لحضور فعالية حزبية كان اقامهم جناح المؤتمر الموالي له اليوم في صنعاء.

وكان المبعوث الاممي ولد الشيخ  أعلن اليوم في بيان صحفي, عن تأخر موعد مشاورات السلام في الكويت,  نظرا لما وصفها بمستجدات حصلت في الساعات الأخيرة. تمثلت بتغييب وفد صالح والحوثي .

وإذ أكد ولد الشيخ ان الساعات القليلة المقبلة حاسمة وعلى الأطراف تحمل مسؤولياتهم الوطنية والعمل على حلول توافقية وشاملة, اعرب عن  شكره للوفد الممثل للحكومة الشرعية الذي التزم بموعد المباحثات ووصل في الوقت المحدد.

وتمنى  المبعوث الأممي في بيانه, من ممثلي أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام ألا يضيعوا هذه الفرصة التي قد تجنب اليمن خسارة المزيد من الأرواح ومن المفترض أن تضع حلا لدوامة العنف في البلاد. ذلك أن مشاورات الكويت, وفقا لما هو متوقع, سترتكز على اطار عملي يمهد للعودة إلى مسار سلمي ومنظم بناء على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل ،وقرارات مجلس الامن وخاصة القرار 2216.

كما ستشمل المشاورات محاور أساسية تنتظر طاولة الاجتماعات الكويتية، وعلى رأسها انسحاب الميليشيات والجماعات المسلحة من المدن كافة دون شروط مسبقة، وتسليم السلاح الثقيل للدولة.

غير أن ما هو متوقع وربما مؤكد, هو استمرار تعنت حلف صالح والحوثي وتضيع ما وصفها ولد الشيخ بالفرصة الأخيرة والحاسمة لإحلال السلام في اليمن, في ظل التأكيدات المتواترة عن تواجد وفدي وصالح والحوثي في  صنعاء واشتراطهم بند "دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ" شرطا للمغادرة والمشاركة في مشاورات الكويت, في الوقت الذي يؤكد فيه وفد الحكومة اليمنية الشرعية التزام الحكومة وقوات التحالف العربي  بالهدنة التي أعلنت في العاشر من ابريل الجاري رغم الخروقات المستمرة لها من قبل الطرفين.

على صعيد متصل, نقلت وكالة "سبأ" عن مصادر في الوفد الحكومي في الكويت قوله إن سبب  تأخر وصول من وصفهم بممثلي (الانقلابين )إلى مفاوضات السلام المقررة في الكويت ناتج عن خلافات بين وفدي جماعة الحوثي والرئيس السابق ، لافتا  إلى أن انتظار الوفد الحكومي لوصول ممثلي الانقلابين لن يطول إلى ما لا نهاية.

 وقال نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبدالملك المخلافي :إن الوفد الحكومي جاء إلى الكويت لإجراء مشاورات مع ممثلي الانقلابين من أجل إحلال السلام في اليمن. ولا يزال الترقب سيد الموقف بانتظار وصول وفدي الحوثيين صالح وما ستسفر عنه لقاءات الفرقاء اليمنين.

وجددت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا, على لسان رئيس وفدها وزير خارجيتها تصميمها على إنجاح المحادثات وذلك خلال لقاء الوفد الحكومي  المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ في مقر إقامته بالكويت.

مؤكدا على جاهزية الجانب الحكومي للبدء في المشاورات في إطار التزام الحكومة ورغبتها الجادة في إحلال السلام ووقف نزيف الدم اليمني وفقا للمرجعيات والأسس المتفق عليها.

وقال المخلافي "وصل الوفد الحكومي بكامل أعضائه إلى الكويت حسب المواعيد المتفق عليها سابقاً بينما لم يصل وفد الحوثي-صالح ومازال يماطل في الوصول وينتهك اتفاق وقف اطلاق النار والذي يعد تحديا للمجتمع الدولي وقرارات مجلس الامن ومساعي احلال السلام وتطلعات الشعب اليمني في السلام وتحقيق الامن والاستقرار. لافتا الى أن الحكومة اليمنية ستبذل كافة الجهود من أجل تحقيق الأمن والسلام في اليمن.

يأتي ذلك بناء على توجيهات أصدرها الرئيس عبدربه منصور هادي لممثلي الوفد الحكومي في المفاوضات بأبداء القدر اللازم من المرونة للإسهام في نجاح المفاوضات.

قناة الاشتراكي نت على التليجرام _ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet