متى ستستيقظون؟

الأربعاء, 27 أيار 2015 19:29 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

استمرار الحرب بلا أي أفق سياسي قابل للتطبيق هو ما يعزز سيناريوهات إطالة أمد الأزمة كسوريا وأكثر، فالسلاح يزداد اندلاعاً على الأرض، وحنفية الدم لا تتوقف، وانهيار الأحوال الإنسانية والاقتصادية والمؤسسات والنسيج الاجتماعي في أشد صوره. لذلك لا بد من إيقاف الحرب بضمانات ودون نوايا مبيتة، فالجميع شركاء في الأخطاء وتصحيح المسارات، ما يعني الاتفاق الفوري لمسار واضح وراسخ يعزز كل الإجماعات السابقة التي تمت داخل اليمن وخارجها بما يفضي الى اتفاق مبدع ومسؤول مضمونه تخليق وبسط حالة سلم وشراكة انتقالية مقبولة ومزمنة ومحددة المهام - بعيداً قدر الإمكان وبشتى التنازلات عن تكرير الوجوه والاسماء التي تجلب التوتر والاحتقان- على ان تكون المرحلة الإسعافية ذات إشــراف دولي رقابي حيــــــــوي غير بيروقراطي على الأرض يجنب اليمنيين قعر الجحيم، الذي في حال اندلقوا فيه فلن تنجو اليمن أبداً.

أما الذين ينامون في فنادق خمسة نجوم وكهوف خمسة نجوم، لا يعرفون ما هي معاناة اليمنيين اليومية بالغة القسوة.. كلهم يسلبون اليمني البسيط حقه في العيش بسلام، بينما يؤسسون لإشكاليات عنفية يصعب تجاوزها مستقبلاً.. مسوخ حرب بلا عقلانية في الداخل، ووفود بليدة تتحدث باسم اليمنيين في الخارج، لا تعنيهم مصلحة الشعب وإنما مصلحتهم في الهيمنة كمراكز قوى بينما يمنحون بعضهم ذرائع الترهيب والترغيب على الشعب ما يعني الإصرار على انحدار اليمن أكثر.. يحتاج الناس لحمايتهم من هذه السلبية المتعجرفة التي ترفض التعاطي مع إيجابية الممكن سياسياً بدلاً من انغلاق الأفق باستمرار الحروب وانحطاطها ومآسيها.. متى ستستيقظون أيها الأنذال من غيبوبة حروب الوكالة والانتقامات والمكائد المضادة إضافة إلى الأوهام المعتوهة على حساب شعب منهك ومخذول يلعنكم جميعاً ويومياً؟.

وتبقى مفاوضات الحلول السياسية أنجع وأفضل في ظل الحرب القائمة الآن قبل ان تتدهور الأوضاع أكثر، فيما الحماقة اللاواقعية المقترنة بعدم صدق مع الذات والآخرين، هي التي تورط اصحابها دائماً.. حقيقة مرة عسى أن يفهمها من يتعالون على الحلول السياسية مفضلين البحث عن الكنز الذي فوق شجرة برأس جبل لا تصلها سوى النسور، النسور التي تقتات على الجثث فقط!.

قراءة 1849 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة