سبعة ضباع تنهش في جثة كان اسمها اليمن السعيد!!

الثلاثاء, 24 أيار 2016 18:29 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

(1)الحوثيون بكونهم حركة عصبوية، تبحث عن سلطة، أي كان شكلها وحجمها وتأثيرها، في اعادة لإنتاج مفهوم الدويلات بانغلاقها الديني وتعصبها المذهبي، لانهم لم يكونوا يحلمون بتجاوز بعض مناطق صعدة قبل اعوام قليلة، فوجدوا من يستخدم هوسهم وتعصبهم واندفاعهم، وتكريسهم كسلطة امر واقع، يتجلى حضورها في حياة الناس بذلك  النزوع الاستبدادي السياسي والديني.

 

(2) على عبد الله صالح، الغارق في شهوة الانتقام من الجميع، والذي لم يعد باستطاعته سوى الاغتسال بأوهامه، وايامه التي تباعد، بينه وبين كرسي الحكم (من خلال ولده)، لم يزل يفرضه حتى الان المال السياسي وفيوض الحرب، وبعض الاطراف الاقليمية التي لم تزل تؤمن بمواهبه، في تصفية حساباتها المؤجلة. 

(3) الاصلاحيون، وملحقاتهم الميليشاوية، الذين يرون ان تعزيز حضورهم كقوة سياسية وعسكرية، في بعض حوضنهم الجغرافية، يمثل اقصر الطرق لفرض انفسهم كشركاء في أي (طبخات) قادمة، بذات الكيفية الانتهازية ،التي دأب عليها منذ سنوات طويلة.

(4) نخب الرياض من (عجائز) السياسة الفاسدين، وانتهازيي الاحزاب و(مدكني) المنظمات، التي تحولت الى كتلة مصالح (وارمة) تتعزز بدوام الحرب، التي توفر لها مساحات متنوعة لتسويق الوهم، وتبقيها في واجهة السلطة والتكسب، لان فرص السلام الحقيقي، وليس تفاهمات (حُطَاب الليل)، هي من ستضعها على الرف.

(5) الحراك الجنوبي المتعصب، الذي يعمل  بمحفزات ثأرية، وبغير افق ساسي وانساني، لاستعادة دولة، هي ليست في متناول يده، كما تتوهم قياداته على الاقل بخارطة ما قبل مايو 1990. فالتجاوزات العنصرية التي صارت منهجا لسياساته التطهيرية، التي تغطي على فشله الامني والاداري، تجعل من مسألة  الذهاب الى اخر مشروعه وصراخه، بواسطة الاطراف الاقليمية امر يجافي منطق السياسة وترتيب الاولويات، حتى الان.

(6)  الجماعات الدينية بكل اطيافها (قاعدة وداعش وسلفيين) والتي تستخدمها مراكز النفوذ، وامراء الحرب وبعض اطراف الازمة، كفزاعة لخصومها ،والتي وجدت في الفراغ الامني وغياب الدولة مرتعاً  خصباَ للتمدد والسيطرة، هي الاخرى قوى لا يمكن تهوين امرها، حتى مع تساقطها الاخير في عدن ولحج وحضرموت.، لأنها ستظهر وقت الحاجة اليها، مثل كل مرة.

(7) دول التحالف، التي لم تستطع، بعد اربعة عشر شهرا من الحرب، سوى اعادة ترتيب الفوضى بذات أدوات مراكز القوى التقليدية التاريخية، التي انتجتها على مدى عقود، هي الاخرى ستكتفي بدور تأمين  الممرات المائية من ميدي الى المهرة، وادارة موانئ الجنوب، ومناطق النفط، لحساب اللاعبين الكبار، وتسويق ذلك باعتباره نصراً عسكرياً مؤزراً!!.

انها سبعة  ضباع (يا صاحبي) تنهش في هذه الجثة (التي كان اسمها ذات يوم باليمن السعيد) وتحويلها الى بلد منسي ومفتت.

22 مايو 2016

لمتابعة قناة الاشتراكي نت على التليجرام

اشترك بالضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

 

قراءة 1680 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة