محمد طربوش..رحيلك خسارة لوطنك وحزبك

الإثنين, 20 آذار/مارس 2017 19:19 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 أستطيع أن أعرج على معرفتي بالرفيق المناضل الجسور. منذ أن التقيته في عام 1986 عرفته عن قرب، وكان محمد طربوش الشرجبي الإنسان الوطني والأخ والأب والرفيق وصاحب السمات، الذي ميزته عن الآخرين في تواضعه وأخلاقه العالية.

عرفته وهو مسؤول عن المنظمات الجماهيرية، وكنت أنا في ذلك الوقت أنضوي تحت مسؤوليته مباشرة عندما كان مسؤولا عن الشباب والمرأة.

 كان الرفيق محمد طربوش الرجل المناسب في المكان المناسب ويتعامل مع كل الفئات العمرية. وكان البوصلة، التي ترشد مسارنا نحو المستقبل، وكانت الابتسامة لا تفارق وجهه. وبحنكته استطاع التعامل مع الجميع بالمستوى نفسه لا يفرق بين أحد ولا يضع حواجز بين المسؤول ورفاقه، ويتعامل مع المرأة بفكر الرجل الراقي، بل ويشجع المرأة على الصمود والنضال إلى جانب أخيها الرجل. كان الرفيق محمد المناضل الإنسان الخلوق، الذي لا يتخلى عن أي رفيق أو عن أبناء الرفاق الغائبين.

فهو كان أبا للجميع في كل المراحل والمنعطفات. وإنني مهما كتبت وقلت فلن أوفي رفيقي حقه، لكن هذه هي مجرد لمحة عن المسيرة النضالية لهذا القائد الفذ والمناضل الجسور، الذي كان يشجع الشباب والمرأة على حب الوطن والحزب، ولم يقصر في مهامه، بل كان يضيف طابع التكاتف والتلاحم في ما بيننا وهو من سمح لي بالدخول إلى بيته قبل أي رفيق لأعمل مع ابنته رويدا وأستقطبها إلى الشباب، ثم إلى الحزب.

وهذه الصفة لم تكن عند أي رفيق آخر وبقينا نعمل معًا كفريق واحد تحت قيادته حتى قيام الوحدة، حين كلف بترتيب الرفاق في وزارة الخدمة المدنية، الذين كانوا في سكرتارية الحزب وبذل كل جهده لكيلا يترك رفيقا من دون عمل.

ذات مرة، قال كلمة لن أنساها طوال عمري: من يريد عمل الصباح نلتقي بالخدمه المدنية والعمل ومن بيبقي منتظر الحزب سيكون حياته في الرصيف يحث الرفاق على ترتيب أنفسهم في وظائف تكفل لهم حياة كريمة.

وعكف الرفيق طربوش مع رفاقه على ترتيب الأوضاع ولم يتخل عن أي رفيق، وكل واحد بحسب رغبته في أي مرفق يريد.

وافترقنا بعدها ولم نلتق سوى مرة واحدة مصادفة بعد حرب 94 في مكتب الإعلام في خور مكسر بعدن، فوجدته رفيقي الذي تركته، بل كان مسرورا لأننا التقينا ويا ليتنا لم نفترق بعدها، لأنني لم أره بعد ذلك ولم أسمع عنه شيئا إلا يوم وفاته، وهذا تقصير منا لأننا لم نزر بعضنا بعضا.

رحمك الله يا رفيقي. فرحيلك خسارة لحزبك ولوطنك، ومثلك لن يعوض لأسرتك ولرفاقك، الذين عرفوك وأحبوك.

نم قرير العين، فأولادك وبناتك ورفاقك سيواصلون مسيرة نضالك ولم ينحرفوا عن دربك، درب الشرف والنزاهة، وأمثالك قليلون يا رفيق محمد طربوش الشرجبي...

وداعا حتى نلقاك.

قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet

قراءة 1525 مرات آخر تعديل على الإثنين, 20 آذار/مارس 2017 19:31

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة