مُحمَّد طربوش الانسان حياً فينا

الأحد, 02 نيسان/أبريل 2017 19:02 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

كنتُ على تواصلٍ مُستمرٍّ ودائمٍ بأخي ورفيقي وصديقي المُناضلِ الراحلِ مِحمَّد طربوش سلام "أبو غمدان" كما كنتُ أناديه، كنا نلتقي عندما تسمحُ لي الظروفُ والمُناسباتُ بزيارةِ المدنيةِ الجميلةِ عدن التي عرفتُه فيها عام 1979 قبلَ انتقالي للعمل في صنعاء عام 1990 عندَ قيامِ الوحدةِ بينَ شطري الوطن.

ولذلكَ فقدَ كان خبرُ رحيله صدمةً وفاجعةً كبيرتين بالنسبة لي، فقلبي يعتصرُ ألماً وعيني تدمعُ ،ورأسي مُثقلٌ بالهمِّ والحُزنِ، إنها فاجعةٌ بكلِّ المقاييسِ، لمْ أكنْ اتوقعُها، لمعرفتي النابعةِ بحقيقةِ وضعِهِ الصحيّ وعدم شكواه أو مُعاناته من أيِّ مشاكلَ صحيةٍ أثناءَ حديثنا وتواصلنا، لكن هذه إرادةُ اللهِ ولا اعتراضَ عليها.

وعلاقتي بالفقيدِ الراحلِ تمتدُّ منذُ أكثرَ منْ ستةٍ وثلاثينَ عاماً، فقدْ عشنا تلك الفترةَ الطويلة، وعرفتُ شخصيتَه ومواقفَه الصُّلبةَ والشجاعة التي لا تلينُ وصفاته ،سواءٌ تلك المُرتبطةُ بالحياةِ السياسيةِ أمِ الانسانيةِ أمِ الاجتماعية، وظلَّ يقاومُ الحياةَ وصعوبتها بجسمِه النحيلِ ورأسِه الشَّامخ.

لقدْ مرَّتْ بلادُنا بالعديدِ منَ الأحداثِ والتطوراتِ والأزماتِ، أخذ منها نظرته الثاقبة وبعده السياسي وتحليلاته العميقة والصائبة والمواقف المتميزة والشجاعة خلالها والتي عكستْ قدرته كقائدٍ سياسيّ بالدرجةِ الأولى تُضافُ الى قدراتِه العسكريةِ وصلابته وشخصيته الفذةِ التي تميز وعُرف بها. لذلك فإن رحيلَه وفقدانَه الكبيرَ مثل ويمثلُ خسارةً ليسَ لأهله وذويه ومُحبيه فحسب بل وللوطنِ اليمن وحركته السياسيةِ وقواها الوطنيةِ التي كان أحدَ المُؤثرينَ والفاعلينَ فيها.

كما تميز فقيدُنا الراحلُ بصفاتٍ إنسانيةٍ عُرفَ بها بين رفاقِه وأصدقائه وكلِّ الذينَ عرفوه بالبساطةِ والتواضعِ وحبِّ  الناسِ وتقديرِهم له وتقديمه الخدماتِ، أو مُعالجةِ ومُتابعة أيّ مُشكلاتٍ بحماسٍ واهتمامٍ شديدينِ، كما عُرف وتميز بالصدقِ والتسامحِ والتعاونِ والوفاءِ في مُختلفِ المواقفِ والظروفِ، وبغضّ النظرِ عن اتفاقِه أو اختلافِه معَ الآخرين.

لقدْ قدَّم الفقيدُ الراحلُ الكثيرَ منَ التضحياتِ وتحمَّل الكثيرَ منَ المشقَّاتِ والأعباءِ خلالَ فترةِ عمله الوطنيّ، مُنطلقاً في ذلك منْ اقتناعاته ومبادئه الوطنيةِ البعيدةِ كلَّ البعدِ عن أيّ رغباتٍ ذاتيةٍ أو مصالحَ نفعيةٍ ،الأمرُ الذي انعكس تماماً في حبِّ الناسِ له.

إنّ شخصيةَ الفقيدِ وسيرته وحياته النضاليةِ والكفاحيةِ تشكلُ مبعثَ فخرٍ واعتزازٍ لكلِّ اليمنيينَ وحركته الوطنيةِ، فرحمةُ اللهِ تغشاه. فمثلك يا فقيدَنا سيظلُّ حياً خالداً بيننا.

قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet

قراءة 1530 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة