اليمن على شفا مجاعة مميز

  • الاشتراكي نت/ فؤاد الربادي

الخميس, 25 حزيران/يونيو 2015 23:31
قيم الموضوع
(0 أصوات)

تعيش اليمن نذر مجاعة قادمة لا محالة, بل إنها طبقاً لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد «على بعد خطوة واحدة من حدوث مجاعة», غير أن استمرار الصراع وتعنت طرفي الحرب كفيلان بتخطي هذه الخطوة في أسرع وقت.

لقد نفذت مخازن اليمنيين من كل شيء وتدهورت أوضاعهم في الجوانب الحياتية كافة, لكن مخازن السلاح على ما يبدو لم تنفذ والمؤكد أنها لن تنفذ, ذلك أنه ما من أهمية لدي زعيم عصابة أو ميليشيا مسلحة بشعب يتضور أو ببلد يتلاشى يوماً تلو الآخر, ما يعني أن الحديث عن هدنة في ظل هذا التصعيد الذي يبديه طرفا الحرب في الداخل ضرب من الخيال.

كما أن تحذيرات المبعوث الاممي ولد الشيخ التي أطلقها مساء الأربعاء خلال مؤتمر صحفي عقده بمبنى الأمم المتحدة, ستذهب أدراج الرياح. إذ حذر من مجاعة وشيكة في اليمن التي تعصف الاضطرابات بها ومن فيها.

وقال الدبلوماسي الموريتاني إن التوصل إلى هدنة في القتال الدائر في اليمن يمثل أولوية، وذلك في تقرير قدمه لمجلس الأمن الدولي بشأن محادثات السلام الفاشلة في مدينة جنيف السويسرية الأسبوع الماضي والتي ضمت الأطراف اليمنية المتحاربة.

وصرح ولد الشيخ أحمد للصحفيين في نيويورك عقب انتهاء جلسة مشاورات مغلقة لمجلس الأمن حول اليمن، قائلاً إنه «يتحتم على كل الأطراف التوصل إلى هدنة»، داعياً إلى وقف لإطلاق النار قبل نهاية شهر رمضان.

وقال «نحن على بعد خطوة واحدة من المجاعة. نريد حقاً إيجاد وسيلة لتخفيف معاناة السكان».

وأكد المبعوث الأممي أن %80 من سكان اليمن البالغ تعدادهم 21 مليون نسمة، بحاجة إلى مساعدات إنسانية فيما شردت الحرب مليون شخص.

ومما زاد الطين بلة, يضيف ولد الشيخ, تفشي حمى الضنك ووجود مخاوف من عودة فيروس شلل الأطفال للانتشار في البلاد مرة أخرى مما يضاعف القلق بشأن الأوضاع الإنسانية في اليمن.

غير أن ولد الشيخ أحمد بدا مع ذلك متفائلاً للغاية بشأن احتمالات التوصل لهدنة «لأسباب عدة، في مقدمتها أن انعقاد مشاورات جنيف، ووصول ممثلي أطراف الأزمة، ومشاركة الأمين العام للأمم المتحدة في تلك المشاورات يعد إنجازاً في حد ذاته»، كما قال.

وأطلع ولد الشيخ أحمد أعضاء مجلس الأمن في جلستهم المغلقة على نتائج المشاورات التي عقدت في جنيف، خلال الفترة من 15-19 يونيو الجاري.

وكشف عن اعتزامه السفر إلى الرياض الأسبوع المقبل، لإجراء مزيد من المشاورات، على أن يتوجه بعدها في وقت لاحق إلى العاصمة اليمنية صنعاء.

من جانبه، قال المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، استيفان دوغريك، إن مكتب الأمين العام سيقوم بدراسة طلب المبعوث الخاص إلي اليمن بشأن نشر مراقبين أمميين في البلاد.

وأضاف أنه على الرغم من أن اليمنيين لم يحققوا توافقاً في الآراء بشأن القضايا الجوهرية، فإن المبعوث الخاص أوضح لأعضاء مجلس الأمن أنه أجرى مناقشات بناءة مع كل الوفود وأنه وضع أساساً لأرضية مشتركة بينهم.

إلى ذلك أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن سفينة تابعة لها سلمت ألف طن من المساعدات الغذائية الطارئة إلى ميناء الحديدة إلى جانب ثلاثة مولدات كهرباء كبيرة.

وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس الأربعاء إن سفينة تابعة لها سلمت 1000 طن من المساعدات الغذائية الطارئة -تكفي لتغذية 140 ألف شخص لنحو 30 إلى40 يوماً- إلى ميناء الحديدة اليمني إلى جانب ثلاثة مولدات كهرباء كبيرة.

مؤكدة أن الوضع الغذائي في اليمن بلغ مستويات تقترب من المجاعة في كثير من المحافظات.

والأحد الماضي كانت سفينة مساعدات وصلت ميناء الحديدة الذي تسيطر عليه ميليشيا صالح والحوثي وعلى متنها 200 ألف كيس من مادة الدقيق مقدمة من منظمة الغذاء العالمي إحدى المنظمات التابعة للأمم المتحدة.

وتعرضت الأمم المتحدة لانتقادات حادة من قبل حكومة بحاح التي تتخذ من الرياض مقراً لها, بسبب تحويل الباخرة من ميناء عدن الى ميناء الحديدة وبررت الأمم المتحدة تحويل سفينة المساعدات الغذائية إلى تلقي المدير الإقليمي للأمم المتحدة في الأردن آوامر من مكتب الأمم المتحدة في روما، كون مالكي السفينة طلبوا تحويل الباخرة إلى ميناء الحديدة.

وكانت الأمم المتحدة قد طالبت العالم الجمعة الماضية برفدها بمبلغ (مليار وستمائة مليون دولار) لتلافي حدوث كارثة إنسانية في اليمن.

على صعيد آخر, أكدت منظمة الصحة العالمية إنها تلقت بلاغات بأكثر من ثلاثة آلاف إصابة بحمى الضنك في اليمن منذ مارس الماضي، مضيفة أن عدد الإصابات الفعلية قد يكون أكثر من ذلك بكثير.

 وقال المتحدث باسم المنظمة كريستيان لينديمر للصحفيين قبل أمس الثلاثاء إن بعض المنظمات الأهلية تبلغ عن أكثر من ستة آلاف حالة، وهذا هو ضعف الحالات المبلغ عنها رسمياً.

ويرتفع عدد الإصابات بهذا المرض بين شهري أبريل وأغسطس، بحسب المتحدث الذي حذر من أن الأعداد قد تكون أعلى بكثير هذا العام نتيجة النزاع الدائر.

 وأضاف لينديمر أن الأزمة أثرت بشكل كبير على الحصول على الماء ومستوى النظافة وعلى الخدمات الوقائية والسريرية والمأوى كذلك، مؤكداً أنه يتوقع حدوث مئات الحالات في عدن لوحدها خلال الأسابيع المقبلة.

ومن أعراض حمى الضنك الألم الشديد في البطن والقيء المستمر وهبوط الدورة الدموية، ويمكن أن يكون المرض قاتلاً.

قراءة 1677 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة