محاضرة حول الشعر العامي وابعاده الدلالية في منتدى السعيد بتعز

  • الاشتراكي نت / تعز / طارق سلام

الأربعاء, 25 شباط/فبراير 2015 19:17
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

اوضح الدكتور محمد عبدالرحمن السامعي ان الشعر العامي شكل منظومة متكاملة في التعبير عن قضايا الانسان، والوطن،والحياة.

وأكد في محاضرة نظمها يوم امس منتدى السعيد الثقافي بعنوان "الشعر العامي اليمني المعاصر ..ابعاده الدلالية وقيمته"  ان الشعر احد الفنون الادبية التي جسدت حضوراً لافتاً في الواقع اليمني بل يكاد يكون أهم عنصر ادبي شكل وجدان الانسان اليمني، اذ اطرب المحبين وقارب بين المعجبين واشعل الثورات في نفوس الثائرين.

وكشف المحاضر الابداع الدلالي في النص العامي من خلال البناء الصوتي والايقاعي وبنية الكلمة وتركيبها .

واكد السامعي  ان شعر العامية عبر نصوصة المتنوعة في حالة حراك دائم ليس في انتاج الدلاله وحسب وانما في تجديد البنية اللغوية .

وتناولت المحاضرة جانبين  الجانب الموضوعي كالبعد الجمالي للشعر والقيمة الجمالية وكذا نشأة الشعر العامي وبداياته الاولى والذي لم اجمع كثير من الباحثين انه شعر قديم وبرجح ظهورة في القرن السابع الهجري .

وقال السامعي ان الدكتور عبدالعزيز المقالح بين أن أقدم وثيقة تدلُّ على هذا اللون من الشعر هو “معجم البلدان «لياقوت الحموي (ت626هـ)، فقد ذكر ياقوت عن غيل صنعاء فقال: «والغيل غيل البرمكي، وهو نهر يشق صنعاء» وفيه يقول شاعرهم:

واعويلا إذا غاب الحبيب

عن حبيبه إلى من يشتكي

يشتكي إلى والي البلد

ودموعه مثل غيل البرمكي

وعن مكان ظهور الشعر بين السامعي انه اختلف عن تسمية مكان الظهور فقد راى كلا من البردوني والمقالح ومحمد عبده غانم ان لهذا الشعر جذور تعود الى العصر الجاهلي والعصور الاسلامية الاولى ، منوهاًان اخر ابحاث اثبتت ان الشعر الحميني يعد البدايات الاولى للشعر العامي.

واستعرض السامعي رواد الشعر العامي في اليمن منهم الحكاك عفيف الدين والمزاح عبدالله والعلوي عبدالرحمن والعيدروس ابوبكر و السودي وحاتم الاهدل  وابن شرف الدين  والعنسي والانسي الاب وغيرهم ، اما من رواد الشعر العامي في القرن العشرين عبدالله هادي سبيت  واحمد القمندان ومطهر الارياني وعبدالله سلام ناجي علي صبرة ولطفي جعفر امان وصالح سحلول، وعبدالله عبدالوهاب نعمان وسلطان الصريمي ومحمد الفتيح والمحضار وعباس الديلمي وسعيد الشيباني وغرهم .

 

الابعاد الدلالية

 

تعددت اغراض  الابعاد الدلالية حيث سنجد ان البعض اتخذه لاغرا التقليد او في العلاقات والانب العطفي والجانب الوطني والقضايا السياسية والاجتماعية وكذا في الرثاء.

التكرار

واوضح المحاضر ان كثير من القصائد خصصت مساحات كبيرة للتغي كالتكرار سواء تكرار الحرف او الكلمة او الاسم ، فالتكرار وظيفة مهمة لانه يؤدي دوراً اساسياً في بناء النص سواء على المستوى الدلالي او على مستوى الصياغة والتركيب .

منوها ان اهمية التكرار تنبع من كونة وسيلة وايقاع تساهم في انتاج الدلالات الايحائية وفي نفس الوقت تثري النص الفني موسيقياً.

 

الدلالات الصوتية:

 

وبين السامعي  أن للأصوات دلالات منتجة داخل النص، فكثيرة هي الشواهد التي يوردها المؤلف للاستدلال على إعطاء الصوت دلالات إنتاجية، وهي في الأصل دلالات نصيّة، وليست صوتية، من ذلك ما كتبه المؤلف عن دلالة الألم في صوت «الحاء» ”لعلّ صوت (الحاء) قد لعب دوراً أساسياً في تشكيل الإيقاع الصوتي وإنتاج دلالة النص، كما في قصيدة (بو العيون الملاح) للشاعر أحمد ناصر جابر الجابري، التي يقول فيها:

“ما لخلي تحيّر يا عجيبي عجب

ما له اليوم ما لاح

بو العيون الملاح

أحيا ما بحالي كم تعبني تعب

جرّح القلب جرّاح

بُو العيون الملاح

آح في آح في آح

بُو العيون الملاح”

وفي فصله الخاص بالمعجم الشعري وإنتاج الدلالة يدرس الباحث دلالة لفظة الحب من حيث عدد تكرارها كمياً، وليس

 كحقل دلالي يجمع المترادفات وما يقابلها لاستنباط دلالة النص. كما في قوله «وقد يأتي الحب، إلى دنيا المحب فيصير طلاً يروي ويسقي هذه الحياة الظامئة للحب، الولوعة بالعشق ،فجاءت قصيدة الشاعر محمد المقطري (حبك ندى) تجسيداً حقيقاً لهذه النفس الظامئة للحب.»

 ويرى الباحث أن في قصيدة “أمي اليمن” لأبو بكر سالم فيها تنويع في الخطاب أدى إلى إبراز دلالة حضور اليمن الحضاري وخلوده، وهذا التنوع يحيله الباحث إلى التصريح باسم اليمن تارة وذكرها بالضمير المنفصل “أنتِ” والانتقال من ضمير المخاطب “أنت” إلى الاسم الصريح “اليمن” ليس فيه تنويع في الخطاب، وإنما انتقال من اسم الضمير إلى اسم العلم!

أنتِ الحضارة

أنتِ المنارة

أنتِ الأصل والفصل والروح

والفن

من يشبهك من؟

كما استعرض المحاظر عناصر اخرى كتقتية الحذف وهو الحذف بالنقط بحيث يترك للمتلقي ان يتلقى بعض الكلمات كـنص واعيبتاه للشاعر سلطان الصريمي .

ايضاً في ملمح اخر تم توظيف اللغة العامية منهم الشاعر حسن الشرفي في قصيدة يارب .

 

 الاسلوب الدرامي

 

اشار المحاضر ان الشاعر العامي وظف العنصر الدرامي في بتاء نصه الشعري لإضفاء عنصر الحركة والتشويق قالاسلوب في نظر النقاد هو توظيف الظواهر اللغوية والفنية توظيفاً جمالياً.

كما استعرض السامعي دلالات الألفاظ الوطنية والسياسية والاجتماعية والدلالات الرمزية ، فالرمز وسيلة من الوسائل الفنية التصويرية الرمزية وهو ما يتيح لنا ان نتأمل شيئاً اخراً وراء النص حيث حفلت القصسدة العامية برمزية كقصيدة نشوان والراعية لـ عبدالله سلام ناجي ، كما هو الحال في قصيدة نشوان للشاعر سلطان الصريمي، وموت نشوان ونكبة الراعية لعبدالكريم الرازحي .   

قراءة 1609 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة