د. الشرجبي: بعض الاحزاب تناست مشروعها السياسي وتحولت الى قبائل تعالج قضايا فردية

  • قال: أُعتمد في تقسيم الاقاليم على رؤية مشائخ القبائل وليس على ابحاث ورؤية علمية
  • الاشتراكي نت / خاص - بدر القباطي

السبت, 17 أيار 2014 20:43
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

اكد استاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء الدكتور عادل الشرجبي ان الاشكالية الاساسية  في المشهد السياسي  تكمن في عدم وجود رؤية لبناء الدولة لدى قوى الثورة.

وقال  الشرجبي  في الندوة التي نظمتها المبادرة الشبابية الحزبية لشباب الحزب الاشتراكي بأمانة العاصمة صباح اليوم في مقر اللجنة المركزية، ان الاحزاب السياسية تعاني من اشكالية  بنيوية كبيرة وغير  قادرة على ان تتحمل وتنجز دورها في قيادة التحول الاجتماعي الذي يريده شباب الثورة، ومثلما تم السيطرة على الدولة من قبل بنى جامدة لا تريد التحرك، تم السيطرة على الاحزاب .

واوضح استاذ علم الاجتماع  ان تصرفات  بعض الاحزاب كالقبائل تماماً فالفرق بين الحزب والقبيلة هو ان القبيلة تعالج قضايا فردية مثلا عندما  يكون شخص بلا وظيفة تقطع الطريق من اجل توظيفه، واذا ارادت اخراج سجين تختطف اجنبي لإجبار الدولة على إخراجه بينما الحزب عندما يوجد اشخاص يعانون من البطالة تجمع هذه الحالات وتصيغ في برنامجها السياسي  رؤية لمكافحة البطالة واذا وجد معتقلين في السجون تصيغ في برنامجها السياسي رؤية لإصلاح القضاء وتحسين حال الشرطة.

واضاف ان هناك حزب واحد على الاقل يعمل بكل ما اوتي من قوة لإيصال أفراده الى مواقع صناعة القرار كما لو كانت قبائل تطالب بمصالح فردية لأفراد متناسية مشروعها السياسي. وهذا الامر قد يعطيها بعض المكاسب الانية لكنه على المدى الطويل سوف يقضي على هذه الاحزاب لأنها ترضي مجموعة افراد وتخسر الجمهور بعد ذلك.

ونوه الى  ان الاحزاب الحديثة  والتي لا تسيطر عليها النخب القبلية ولا تخدم مشروعات قبلية  ولديها مشروع سياسي ليس لديها الموارد البشرية والمالية لتحقيق هذا المشروع ولا تملك حتى قناة تلفزيونية اعلامية، موضحاً أهمية ان يكون للأحزاب الحديثة قنواتها التلفزيونية ووسائلها الحديثة حتى تستطيع ان تؤثر على الجمهور، ولا تبقى رديف للقوى التقليدية توظفها متى ما ارادت وتستبعدها متى تشاء، فهذا يعني انها كرافعة حزبية للمشروع الديمقراطي والتحول الاجتماعي رافعة ضعيفة.

وعلى مستوى الرافعة الفردية قال: معظم النخب الفردية هي من الباحثين عن الريع ونخب ريعية همهم مصالحهم الشخصية وللأسف معظم الذين وصلوا السلطة ليس لديهم مشروع وعندما وصلوا للسلطة رأيناهم يتصرفون تماماً مثل النظام السابق.

ووصف  الشرجبي الطبقات الاجتماعية كروافع او كحوامل شبه مؤسسية بالحوامل الضعيفة فالنظام السابق اضعف الطبقات الحديثة فالجامعات حتى الموظفين الاكفاء لا تستطيع تخريجهم فالتعليم الجامعي تعليم بنكي يتعامل مع عقل الطالب باعتباره بنك يودع فيه معلومات واخر العام يسحبها منه ويدخل بعض اساتذه الجامعات من الذين استطاع الامن ان يفرضهم على الجامعات ومستويات الطلبة الذي امامه أفضل منه ولهذا يعتمد على القمع لاسكاتهم. بينما التعليم الابداعي لا يعلم معلومات ولكن يعلم منهجية ويترك الطالب هو الذي يبدع.

واضاف ان كل الروافع التي كنا نطمح انها تستطيع ان تحقق التحول وتساهم في بناء الدولة هي روافع ضعيفه وبالمقابل الكوابح قوية جدا منوهاً الى قوة سلطة المشائخ التي اسندت لهم سلطات الدولة.

وتابع قائلاً اريدكم ان تحصروا مقابلات الرئيس خلال شهرين او ثلاثة مع من كانت؟ انا خلال شهر حصرت ستة لقاءات مع مشائخ قبائل وكنت اتمنى ان اجد يوم رئيس الجمهورية يستدعي الاكاديميين من اجل ان يقف على اراءهم في مسألة بناء الدولة ولهذا استطاعت هذه القوى ان تفرض رؤيتها على تقسيم الاقاليم  فلم يعتمد لرئيس على ابحاث ورؤية علمية  لمسألة الاقاليم بل اعتمد على رؤية عدد من مشائخ القبائل الذين قابلوه وفرضوا عليه هذا المشروع، واستطاعت اللجنة ان في غضون اسبوع او عشرة ايام ان تقول انها قد درست مشروع الاقاليم، وهو مشروع مدمر ليس للجنوب بل للجنوب والشمال.

واوضح الشرجبي ان كل هذا التشاؤم لن يكبح امكانية التحول فهناك بصيص امل تستطيع من خلاله القوى الحديثة ان تفرض بعض المكاسب ولكنها عملية بطيئة. فأمامنا نظام تشكل عبر عقود ونحتاج الى عقود لإسقاطه ونحن انجزنا حتى الان بسلام مؤتمر الحوار الوطني وهو مكسب كبير ولأول مرة ندخل حوار شامل على مسألة بناء الدولة عن عقد اجتماعي يضم جميع الاطراف. والان لدينا لجنة صياغة الدستور وانا كنت اقول ان اي احد يطلع في لجنة صياغة الدستور لا يهم، لأنه الستور شبه مصاغ، ليس كما يقول البعض ان هناك اطراف خارجية صاغته ولكن لان معظم القضايا تحددت في مؤتمر الحوار الوطني، وكان كل فريق يضع موجهات دستورية وهذه الموجهات ستأخذها اللجنة لتكون اساس لصياغة الدستور وبالتالي  أعتقد ان منجز الدستور سيكون منجزا ثورياً، والخوف يكمن فقط في ان يكون دستور دون تطبيق.

واختتم محاضرته بالقول يجب علينا في المرحلة القادمة ان نؤسس لقوى ضاغطه تضغط باتجاه تنفيذ هذا الدستور الذي سوف نخلص اليه.

قراءة 1655 مرات آخر تعديل على الأحد, 18 أيار 2014 21:02

من أحدث

1 تعليق

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة