د.السقاف: الضربة التي وجهت للحزب بعد حرب 94م تسببت في تشتت قيادته وانهيار العديد من بناه التنظيمية

  • قال: سلطة 7/7 سعت لضم عدد من سياسيي اليسار الى وضع النخب الحاكمة
  • الاشتراكي نت / خاص

الجمعة, 11 نيسان/أبريل 2014 19:14
قيم الموضوع
(2 أصوات)

 

قدم رئيس الدائرة التنظيمية للحزب الاشتراكي اليمني الدكتور عبد الرحمن عمر السقاف بصراحته المعهودة، اجابات شافية للعديد من التساؤلات التي أثيرت خلال الفترة الماضية عن الحياة الحزبية الداخلية والجدل الداخلي الذي لا يزال مستمراً حتى اللحظة.

واجاب السقاف في الجزء الاول من المحاضرة التي القاها أمام قيادات وأعضاء وكوادر منظمات الحزب في كل من محافظات تعز، اب ذمار على العديد من الأسئلة في قراءة مفصلة من وجهة نظر الدائرة الحزبية التنظيمية  لطبيعة الحياة الحزبية الداخلية مبيناً تفكيرنا في التعاطي مع الوقائع الحياتية وواجباتنا ومسؤولياتنا الوطنية والمجتمعية ومواقفنا تجاهها.

نص المحاضرة

التقارير الدورية الداخلية التي تصل من منظمات الحزب بالمحافظات والمستويات التنظيمية المحلية الاخرى في المديريات والدوائر الانتخابية وكذلك الملاحظات والآراء  المختلفة التي يتحدث بها أعضاء الحزب قياديين وغير، قياديين بصفاتهم الشخصية. عن الحياة الحزبية الداخلية بصفة عامة، واذ هي محل جدال داخلي ولا يزال مستمراً حتى اللحظة، مليئة بالعشرات من الأسئلة عن حاضر الحزب ومستقبله. وهذا الامر بخطوطة الرئيسية وبتفاصيله، واذ يكشف عن حيوية داخلية، الا انه أنه يؤكد بحسب طبيعة تلك الاسئلة والاراء، أن الحزب قد وصل الى منعطف او قل الى مفترق طرق.

واذا ما استخدمنا عبارة مفترق طرق وكما هي سائدة معناها لدى العقل السياسي الحزبي تعني، نهاية او مقدمة لشتات، او انه انهيار، سواء كان ذلك بشأن كيان مؤسسي او علاقة انسانية بتعبيراتها المختلفة.

غير أننا نفهم "مفترق طرق" بدلالات ومعاني مختلفة اذا ما عملنا على تغليب الرؤية الموضوعية على الرؤية الذاتية، بابعادها المختلفة حين تكون مفصولة تماماً عن الواقع.

وبالتالي فإن "مفترق طرق" من منطلقات موضوعية تعني:

انك وصلت الى نهاية طريق ليس أمامه من إمتداد، وعليه ثمة بدائل أخرى لتسير فيها، وهذا يتطلب الانعطاف هنا او هناك، خاصة وان هذا المفترق بالقدر الذي يعبر عن نهاية طريق يمنحك القدرة على الحركة، لكن ليس في الاتجاه الى الأمام حيث هناك نهاية مغلقة.

مفترق طريق بالمعنى السابق، واذ يعني نهاية مسدودة تتطلب التحويل، فهو يعني كذلك ان تتوقف، وليس بعد التوقف في هذه الحالة غير البقاء في المكان بلا أفق، وبلا حركة إلى الامام إلا بالتحويل. كما لا يمكن العودة الى الخلف، إذ تعني هذه الحركة السير الى الوراء، وهو تراجع يؤدي الى الانهيار.

مفترق طرق تعني أن تتوقف ولكن هناك طرق أخرى للسير الى أمام. فأنت اذا أمام خيار، وأمام فرصة للتقدم الى أمام، وهذا يعني في التحليل الاختياري، ان تكون لديك القدرة على الاختيار السليم، وان تكون لديك القدرة على تمكين نفسك من الفرصة المتاحة أمامك.

وعندما عملنا في الدائرة التنظيمية على تصنيف جملة الآراء والملاحظات سالفة الذكر وجدنا ثلاث ملاحظات رئيسية وهي:

الملاحظة الاولى:  

كانت النسبة الغالبية من تلك الآراء والملاحظات تعاطت مع (عبارة - مفهوم - إصطلاح) "مفترق طرق" بالمعنى السلبي.

الملاحظة الثانية:

أن تلك الملاحظات عكست أن الحياة الحزبية الداخلية مليئة بالتذمر وعدم الرضا.

نحن الآن بالضرورة -أمام مسؤولية معالجة تلك الوقائع بتمثيلاتها الشخصية، أفراد وجماعات-  ولكن بداية   نتوجه الى سؤال حقيقي، ولا نفبرك أسئلة توخياً لإجابات مطمئنة؟ (مفترق طرق بفهم سلبي، تشاؤم، تذمر).

السؤال من أين يأتي؟ أو ما هي منابع هذا التذمر وعدم الرضا والحالة التشاؤمية في الحياة الحزبية الداخلية؟

هناك عدد من البواعث أو الاسباب أو المنابع للتذمر والتشاؤم والفهم السلبي لمعنى مفترق طرق نجدها -بحسب قراءتنا في الدائرة التنظيمية- لطبيعة الحياة الحزبية الداخلية، ومن وجهة نظر الدائرة الحزبية التنظيمية فهي تتمحور حول أربع حقائق رئيسية:

اسلوب تفكيرنا وعاداتنا الفكرية او عاداتنا في التفكير، -وقد صارت حالة نمطية متحجرة- فأن تفكيرنا في التعاطي مع الوقائع الحياتية وفي تحديد واجباتنا ومسؤولياتنا الوطنية والمجتمعية ومواقفنا تجاهها، وقياساً على الأهداف السياسية التي رسمها الحزب في برنامجه السياسي واديباته المختلفة، فأن رسم تلك الاهداف تقوم على قاعدة "الاحلام الكبرى" من دون الأخذ في الاعتبار الواقع بتعبيراته المختلفة وهي تنطوي على صعوبات حقيقية وصعوبات شديدة، داخل خضم هذه الصعوبات.

كنا نقوم وما زلنا لقياس ما ننجزه من برامجنا وأهدافنا على أحلامنا الكبيرة فنراها ضئيلة وصغيرة، ولم تكن نقيس انجازاتنا تلك، او نحدد قيمتها بمقاربتها الى الواقع وتركيباته ومكوناته شديدة الصعوبة على الصعيدين الذاتي والموضوعي.

وفي هذا السياق ثمة أمور لابد من إعادة التفكير بشأنها، فالأحلام الكبيرة على قاعدة الانحياز لمصالح الشعب والناس البسطاء منهم تحديداً، -أي الكادحين- أوجدت لدينا خلطاً حقيقياً بين (المبدئية الاخلاقية) و(المبدئية السياسية)، وحيث الأخلاق كلية ليس فيها النسبية، من حيث تقديرها على أساس كمي، بأن تكون شريفاً بنسبة معينة، فإما ان تكون كذلك، او لا تكون. فإن المبدئية في السياسة واذ هي في الاخلاص للهدف المرسوم وقيمه، تسمح هذه المبدئية في السياسة ان تتحقق بالتدرج أو بالتمرحل، فإن الخلط هنا جعل منا، اما أن نحقق كل شيء، أو ليس بالضرورة أن نفعل بأقل نسبة ممكنة، وحصل لبعضنا على هنا هذا الخلط أن نصل بالخصومات فيما بيننا داخليا او مع غيرنا -الآخر- سياسياً الى البعد الأقصى لها.

وليس هذا وحسب فقد كان لدينا على تلك القاعدة خللا في العلاقة بين العقل والإرادة يقول غراشي وهو  مفكر ايطالي : (لا يجابه تشاؤم  العقل غير تفاؤل الإرادة ) لا يستطيع مواجهة تشاؤم العقل بالإرادة المتفائلة إلا الثوار, كما جرى ذلك في ثورة الحراك السلمي الجنوبي والثورة الشبابية الشعبية, وكان قبل ذلك يسيطر على كل الحركات السياسية بتعبيراتها التقليدية، "العقل المتشائم" لكن بعد ان تنتصر الارادة،  نحن بحاجة الى حضور العقل, لأن الإرادة لوحدها غير قادرة على البناء والى  ذلك نحن بحاجة ماسة الى ضبط العلاقة الجدلية بين العقل والإرادة, فبالقدر الذي  لا تستطيع الإرادوية مجردة من العقل على الدخول في خصومة مع الواقع من دون ان تنتصر علية،  فإن العقل بدون إرادة يفقد وظيفته البنائية والتغييرية في السياسة, ان أدق توصيف لهذه الحالة جاء في بيت من قصيدة للشاعر الفقيد والرائي عبدالله البردوني حيث قال (او ليس من فلسفة الهزيمة ان نموت تعقليه)

2- السبب الثاني  برأيي الشخصي يكمن في طبيعة البنية الهيكلية التنظيمية للحزب. فهي اليوم وتماما كما كان الامر معنا منذ ما بعد حرب صيف 1994م  جعلتنا نعاني معها ونحن محشورين بداخلها من حالة إنفصام مع استراتيجية الحزب السياسية منها القريبة منا والبعيدة.

إن الأخطر على هذا الصعيد, أن البعض منها وخاصة في مستوى الهيئات القيادية العليا (يتطيّر) حتى من مجرد التفكير في اعادة النظر فيها, ويخلط في فهمه لمعنى البنيه التنظيمية الهيكلية ونواظمها ولا يراها سوى أنها ثابتاً من ثوابت هوية الحزب يتمنا المعروف ان البنيه التنظيمية هي مجرد اداة من ادوات الحركة وتطبيق السياسات قدرها ان تكون مرنة متبدلة متغيرة بحسب الضرورات النضالية.

"اختصر الاشتراكي نت هذه الفقرة بحسب اهميتها للحياة الحزبية الداخلية فقد ورد فيها نقدا لاذعا ومقترحات لإعادة البناء والأسس الجديدة لذلك"

3- السبب الثالث : الضربة القاصمة التي وجهت للحزب بعد حرب صيف 1994م اثرت سلبيا على جميع مكونات الحزب بدءاً من تشتت القيادة وانهيار العديد من البنى التنظيمية, وقد شمل هذا الانهيار بنسب متفاوتة كل البنى التنظيمية على مساحة الجمهورية لكن الاخطر كان في :

"التكيف التلقائي للهيئات القيادية العليا والوسطى مع طبيعة الاوضاع السياسية ومناخاتها القيمية من بعد حرب 1994م التي سادت البلاد. وعلى هذا الصعيد, فقد جرى في حزبنا ما تعرضت له ايضاً جميع احزاب اليسار في البلاد وابرزها:  -وانا هنا استعين بالمفكر العراقي فالح عبدالجبار-  إذ صنّف نوعين من السياسيين في البلاد العربية وقفو حجر عثرة أمام تقدم السياسة في بلدانهم وساهموا في إحباط أحزابهم وهؤلاء هم:

السياسي المحترف  وهو السياسي الذي يعتاش من السياسة ولا يعيش لأجلها يقدم نفسه للحصول على مكاسب مادية مقابل أن يخدم أية استراتيجية سياسية.

السياسي الهامشي وهو السياسي وهو السياسي الذي يحتل مواقع عليا في مؤسسات أو منظمات حزبية أو إجتماعية...الخ  تتفق معه السلطات الاستبدادية على خطوط حمراء يجب أن يتوقف قبلها، يقول ما يريد ويبدي من شجاعة القول قدر ما يستطيع ولا يفعل شيء سوى احباط مؤسسته وتعطيلها.

هذا النوع من السياسيين إنتشر داخل أحزاب اليسار ولا يستطيع احد في الحزب الاشتراكي بأن يجادل بأن الحزب يخلوا من هذا النوع بل أن لحزبنا نصيب من كل ذلك.

ترافق ما أوضحته لكم فيما سبق مع:-

تراجع فكري وثقافي وتعطيل أية خطوة في هذا الاتجاه.

سعي حثيث وممنهج من قبل سلطة 7/7 نحو ضم عدد من سياسيي اليسار الى وضع النخب الحاكمة من حيث توفير بعض الامتيازات الحياتية ولكن من الدرجة العاشرة والتدرج الى أعلى بحسب أهمية هذا القيادي او ذاك، لكن ليس له أن يكون قريباً من المراتب النخبوية السلطوية العليا.

السبب الرابع: إهدار مجاني، وإقصاء مقصود بخليط من الذكاء والشطارة والفهلوه، للقدرات العلمية والمعرفية والاقتصادية في مختلف مجال العلوم التطبيقية والانسانية من أعضاء الحزب، ما بدد الكثير من الامكانات البشرية الذاتية والموارد البشرية على الاصعدة السياسية والحزبية التنظيمية والجماهيرية والثقافية.

يتضمن الجزء الثاني من المحاضرة :

السياسي المبدئي الانسحابي الرومانسي الذي لا يرى في كل شيء الا إنه أدنى من طهارته.

المقاومة النضالية التلقائية داخل الحزب للمناخات والقيم السياسية التي سادت بعد حرب 1994م.

الظروف والعوامل التي حكمت حركة الحزب وفاعلية دوره السياسي

ما أنجزه الحزب على الصعيد الوطني سياسياً خلال عقدين من الزمن من بعد 1994م

الحزب الاشتراكي اليمني مستقبل اليمن الى أين؟

قراءة 1587 مرات آخر تعديل على الجمعة, 11 نيسان/أبريل 2014 19:52

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة