ماهي الاشكالية..؟

الخميس, 26 آب/أغسطس 2021 18:10 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

قرأت مقال الأستاذ حسين الصادر، عن فعالية تأسيس المؤتمر الشعبي العام التي أقامتها قيادة المؤتمر مأرب، وإذ أبدي الأسف أولاً لعدم تمكني من حضور الفعالية لأسباب خاصة، فأنني أود الإشارة إلى ان الكاتب قد طرق أكثر من قضية في مقاله، شكلت في مجملها موضوعات على قدر كبير من الأهمية وفتحت الباب لإبداء الرأي في بعضا منها.

وفي هذا الإتجاه أود لفت انتباه الكاتب القدير إلى أننا جميعاً سياسيون وكتاب ومثقفون وصحفيون لا نزال بعيدون عن الواقع، فجميعنا ما برح يستخدم الجمل والكلمات المنمقة ويفرط في التنظير كثيراً، بما لا يتسق مع واقعنا المعاش، ومن المعروف ان كل طرح مهما كان جيداً فإنه يبقى طرح مجرد أن لم تجد له تجليات واقعية، وليس بمقدور فعالية أو مهرجان لهذا الحزب أو هذا المكون ان تزيح ما وراء الستار في لحظة احتفالية، وماهو محجوب يبقى أكثر إثارة من المكشوف المعبر عنه باللقاءات الودية وكلمات المجاملة الطيبة، التي لا يمكن لها أن تحجب حقيقة أننا في كثير أحيان نبدو وكأننا في صدام لا وفاق، مختلفون إلى درجة التصادم، دون أدنى إهتمام بذلك..؟ ورغم وجود هكذا إشكالية وتجذرها إلا إننا لم نبذل أي جهود في سبيل التخلص منها، بل في أحياناً كثيرة نتغابى عنها بطريقة عجيبة.

وبالعودة إلى موضوع فعالية إخواننا المؤتمريون، فإن أهميتها الحقيقية لا تكمن في إقامتها وحسب بل وفي  انعكاسها إيجابياً على العملية السياسية المحلية أولاً والوطنية ثانياً.

سأضرب لكم مثل: نحن كقوى سياسية في مأرب، لنا موقف سياسي موحد تقريباً منذُ الإنقلاب، غير ان هذا الموقف الواحد لم يترجم إلى أدوات سياسية نافعة على صعيد المحافظة، فبقينا متفقون كما يقال (في القلوب) أو عن بعد دون الإقتراب من الجوهر، الأمر الذي يظهر في أعمالنا وتحركاتنا وأنشطتنا السياسية، فكل منا يعمل بالطريقة التي يراها ويقاتل بالطريقة التي يراها فيما الواقع يقول إن الموقف السياسي الموحد يفرض عمل موحد وفق آليات محددة ينبغي حضورها، ولأن هذا بقي غائب أو بالأحرى غير مرحب به، تضاءل الدور السياسي الماربي كثيراً بالمقارنة مع الفترات الماضية، وهذا التضاءل والفتور له أسباب إضافية عديدة، بعضاً منها في ذات القوى السياسية وبعضا منها مفروض من خارجها، وفق نظرة قديمة/جديدة هدفها تعطيل وإفساد الحياة السياسية برمتها، فيما كان بأمكان مأرب ان تنجو من هذه العلة، وتطور نموذج موقفها السياسي حتى يتحول إلى نموذج يحتذى به وطنياً.

بقي القول أن هناك صعوبات حتى في اللقاءات بين أصحاب الموقف السياسي الواحد، الأمر الذي أوجد حالة من التباعد والاختلاف، مع ان حضور الشيخ مبخوت بن عبود رئيس المكتب التنفيذي لإصلاح مأرب للفعالية وإلقاء كلمة الأحزاب فيها، يمكن له أن يساعد على تعافي الحياة السياسية محلياً، لكن الواقع يشير إلى ان هذا الحضور المحترم لفعالية محترمة على أهميته غير كافي لتنشيط وإصلاح الحياة السياسية المحلية، لكنه خطوة في الإتجاه الصحيح لإيجاد ممكنات استمرارية اللقاءات والتشاور، ناهيكم عن استحداث آليات جديدة إيجابية للعمل المشترك ذات طابع استمراري، دون ذلك يبقى حضورنا لفعاليات بعضنا البعض حضوراً مفرغاً من المضمون، ولا يساعد على تحقيق الأهداف الجميعية محلياً ووطنياً، ومع ذلك فلا يزال أمامنا الوقت ولدينا المعين للقيام بالكثير والكثير، أهم شيء إخلاص النوايا والإبتعاد عن مفهوم الأبوية في الحياة السياسية.

قراءة 1680 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة