المناضل "محمد طربوش" سيبقى حيا وخالدا في قلوبنا

السبت, 25 آذار/مارس 2017 18:50 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

محمد طربوش.. اسم اقترن باسم والدي العقيد سلطان القرشي منذ عرفت نفسي عندما اعتقل ابي في 1978 كنت حينها بعمر 12 عاما أعيش مع أسرتي المتواضعة في شارع وزارة العدل أمام المعهد القومي للعلوم الإدارية بمنزل ايجار بصنعاء.

أتذكر ايامها كان والدي في ديوان منزلنا مع مجموعة من الأهل والأصدقاء منهم محمد عقلان الشيباني، العم طه المريري  أحد أبناء شبيط ،  العم طه نور الدين، وعبد القوي حسين جميعهم رحمة الله تغشاهم وكان معنا من الأقارب محمد قادري والأخ نجيب أحد المعروفين لدينا.

وأثناء جلسة القات إذ بطارق يطرق الباب ويدخل علينا الى ديوان المنزل وبرفقته أحد جنود المرور مدعيا أن والدي قد عمل حادث مروري بالسيارة المرسيدس التي كانت معه فقال له والدي "انا لم اتحرك بالسيارة اليوم والآن سأتصل بمدير المرور لاستوضح الامر" فرد عليه رجل الامن "لحظة يا فندم" وخرج الی درج المنزل ليجري اتصالا بجهازه اللاسلكي، وعاد مرة أخرى ليخبر والدي انه لا يوجد اي حادث وأنه مطلوب من محمد خميس رئيس جهاز الأمن الوطني بصنعاء.. فقال والدي بصوت عال ولماذا لم تقل لي ذلك منذ البداية؟ فدخل والدي الى  الديوان ليرتدي قميصه ويخبرني بأنه سيذهب الی الأمن الوطني بصحبة رجل الأمن بملابس مدنية وركب السيارة المرسيدس مع مسؤول الامن  الذي حضر لاعتقاله ومنذ ذلك الوقت ونحن ننتظر عودته وحتى الآن لم يعد.

جمعت والدي ورفيق دربه النضالي محمد طربوش سلام علاقة وطيدة وتواصل مستمر وفي يوم اعتقال ابي لم يكن في صنعاء والا كان لقى نفس مصيره، أتذكر انه كان معه قبل الاعتقال وأعطاه سيارة المرسيدس لإتمام مشاويره  فكان آخر مشوار فيها الی سجن الأمن الوطني بحنظل.. حيث رأينا تلك السيارة في حوش سجن "حنظل" عندما ذهبنا في اليوم الثاني لزيارة والدنا انكروا وجوده وكانت السيارة البرهان.

ومنذ ذلك الحين واسم العم محمد طربوش لم يفارق مخيلتي وقد علمت مؤخرا بأنه كان في تعز يوم اعتقال والدي وتم ملاحقته أمنيا إلا أنه استطاع الفرار الی عدن ليكمل مراحل النضال فيها... ومرت الأيام وإذ بنا ننتقل الی محافظة عدن في عام 1984 لتستقر فيها أسرة سلطان امين القرشي ، فما كان مني ألا إن ذهبت إلى منزل المناضل طربوش بالمعلا بشقته المتواضعة التي يعيش فيها مع أسرته ولديه سيارة  كرسيدا متواضعة، وكان بمثابة أب لي ولأسرتي يساعدنا في كل شيء ، وييسر لنا أغلب أمورنا ..لم ينس رفيق دربه وظل بجانبنا حتى تم اعلان الوحدة اليمنية في تلك الفترة وخلال لقاءاتي المستمرة به لم اراه يتذمر من مساعدة الناس وتقديم المساعدات لهم في بيته المفتوح للصغير قبل الكبير. كان يتمتع بنشاط وحيوية في تنفيذ مهامه اليومية، فقد كان سياسيا مخضرما وقائدا وانسانا عظيما يبذل كل جهد لخدمة من حوله .. تعلمت منه أغلب المفاهيم الوطنية ومبادئ السياسة. كنت أحب الجلوس معه كثيرا إلا أني كنت أعلم بأن وقته ضيق فاضطر لتركه تقديرا لانشغالاته والتزاماته الكثيرة ليحظى بوقت للراحة أو متابعة أعماله.. لم يكن يتململ من طرحنا المستمر لعدة قضايا من ضمنها قضية إخفاء ابي ورفاقه بصنعاء منهم عبدالعزيز عون، علي خان ، طه فوزي، وعبدالوارث عبدالكريم وغيرهم. كان يحلم معنا بالإفراج عنهم أو معرفة مصيرهم ولكن وافته المنية قبل أن يعرف مصيرهم .. كان دقيقا في أداء عمله على أكمل وجه وهو عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني (حوشي).

آخر مرة التقيته فيها قبل حوالي خمس سنوات في عدن مول لم تغيره السنوات ولم تتغير صفاته وأخلاقه ظل ذلك الإنسان النبيل الوفي الشريف الذي كان باستطاعته أن يملك المليارات عندما كان مسئولا ماليا لحزب الوحدة الشعبية اليمني (حوشي) وأبى إلا أن يموت شريفا عفيف اليد نزيها كما عاش مناضلا جسورا لا تنحني هامته إلا لخالقه.....فنم قرير العين أيها المناضل الكبير محمد طربوش سلام فمثلك يظل حيا وخالدا في قلوبنا.

قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية

للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة

https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet

قراءة 1464 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة