في وطن تحت واطئة المليشيات المسلحة والقتل اليومي، هناك ايضا قتل من نوع اخر ،، قتل اسود،، كونه يكون ممن يتوجب عليه الحفاظ على صحة وحياة الانسان، فحينما يكتب احد الاطباء في احد الوصفات خمسة مضادات حيوية لعلاج عدوى المسالك البولية، وحينما يصرف احد الاطفال داخل صيدلية " 12 سنة " الاوجمنتين للوقاية من عدوى جراء خدش بسيط تعرض له احدهم 18 سنة، وحينما تكتشف ان ما يقارب من 50%  او اكثر من دكاترة مصنفين في قوائم المناديب العلميين ك " dirty"  بمعنى قذر ، اي انه يتعامل بالمقابل، فالشركة التي ستمنحه ميزات وهبات وفلوس اكثر  سيصرف اصنافها اكثر بغض النضر عن ماهية جودة العلاج او حالة المريض هل تستحق وصف هذا العلاج اولا، وحينما تكتشف ان نسبة كبيرة من عمال الصيدليات هم اطفال او خريجي تجارة ومحاسبة وتخصصات اخرى، وحينما تعرف بان مانسبته 80% من وصفات الدكاترة هي بلا تشخيص للحالة، وحينما تعلم ان  قانون الصيدلة مرمي في ادراج البرلمان منذ 8 سنين، وحينما تعلم ان اكبر سوق ادوية عشوائي في العالم هو موجود باليمن، وحينما تكتشف ان معامل الجودة بالرقابة الدوائية فحصت اخر صنف علاجي في عام 2002 م،لا قوانين منظمة للمهن الصحية، ولا رقابة، ولا محاسبة.. تصبح المهنة مجرد وسيلة لكسب المال والعلاج مجرد سلعة تسويقية. 

حينها فقط لا تستغرب ان يطلق على طيران اليمنية " طائرات المرضى والعيانين " ، وانا من خلال هذا المقال اتمنى ان يصل صوتي للمواطن المسحوق الذي انهكه كثرة القتلة والمجرمين في وطنه فبعد ان حرموه من وسيلة العيش الكريم، يحرموه من صحته، اتمنى ان يتحرى اكثر ويسال اكثر عن اي دواء يستخدمه او اي دكتور يعالجه، وان يبلغوا عن اي صيدلية لا تحتوي على صيادلة مؤهلين، وان يسمحوا لكافة الصيادلة بتصوير وصفاتهم الطبية، واتمنى من كافة الصيادلة ان يقوموا بنشر هذه الوصفات في الفيس من خلال مجموعة " YEMEN PHARMAﻳﻤﻦ ﻓﺎﺭﻣﺎ" والتي تحتوي على نخبة  من الدكاترة والصيادلة بحيث يتم تحليل الوصفات فيها.

نعدكم باننا سنضع قائمة سوداء بأطباء نكتشف أن وصفاتهم  لا تكون حسب المعايير الصحية والطبية، منطلقين من دلائل وبراهين علمية  دقيقة، هذا كبادرة ذاتية وفاءا للقسم الذي اديناه وشرف المهنة..دمتم بألف صحة وعافية.