قصة حب تشرد قرية من المهمشين!

  • الاشتراكي نت / بدر القباطي

الأربعاء, 14 أيار 2014 16:24
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

تسببت قصة حب في هدم عشرات المنازل وتهجير وتشريد 44 شخصا معظمهم من النساء والأطفال في مديرية جبل حبشي - عزلة الشراجة.

قصة حب جمعت شابا من فئة المهمشين بشابة من أبناء القبائل، في قرية بني بكاري .. الفتاة أصرت على الزواج من الشاب وبعد أن تأكدوا من عدم موافقة الأهالي على زواجهم اضطرا إلى الفرار باتجاه المدينة لغرض الزواج والعيش هناك.

أدى ذلك الى غضب أهل الفتاة ما جعلهم يقومون بمساندة متنفذين في المنطقة، من الانتقام من الشاب وأسرته بمهاجمة قريتهم البالغ عددهم 26 أسرة مستخدمين الرصاص الحي والقنابل وقاموا بطرد المهمشين من القرية بعد تهديدهم وضربهم ثم قاموا بهدم منازلهم وإحراقها بما تحتويها من ملابس وأدوات، ومصادرة ممتلكاتهم الخاصة ومن ضمنها ثلاث سيارات خاصة بالمهمشين.

وتم هدم قرابة 10 منازل وتشريد 44 شخصا معظمهم من النساء والأطفال. على مرأى ومسمع من السلطات المحلية بالمديرية والامنية، (حسب الشكاوى المقدمة الى محافظ المحافظة ومدير امن المحافظة ورئيس نيابة الاستئناف بالمحافظة، ورئيس نيابة الاستئناف).

الشاب بعد سماعه خبر مداهمة قريته وتشريد أهله لجأ هو وحبيبته الى أحد المشائخ (الشيخ سعيد مهيوب عضو المجلس المحلي بمديرية جبل حبشي) الذي تربطه علاقة بأهالي قرية الفتاة طالبين تزويجهما وحمايتهما، ولكن الزواج فشل بعد أن تدخل رجال القبائل لاستعادة ابنتهم بالقوة وتم إجبارها على الزواج من شخص آخر. ويتهم مقربون من الفتاة الشاب بالتلاعب بمشاعر ابنتهم والقيام بتهريبها عن طريق استعمال السحر للفتاه وأنهم طالبوا أسرة الشاب بإرجاع ابنتهم؛ غير أنهم رفضوا ما اضطرهم إلى الاعتداء على منازل المهمشين لإجبارهم على إرجاع ابنتهم.

تم القبض على بعض الذين قاموا بهدم البيوت ثم قامت ادارة امن المديرية بالإفراج عن جميع المتهمين بضمانة بعض المشايخ.

تظاهر قبل أيام العشرات من المهمشين في مديرية جبل حبشي غرب محافظة تعز امام ديوان محافظة تعز، احتجاجا على عدم إنصافهم في قضية تعرض منازلهم للهدم. وطالبوا بوقف الاعتداءات ضدهم من قبل النافذين وضبط المعتدين ومحاسبتهم على فعلهم معتبرين ما حدث لهم نوعا من التمييز العنصري .. قدموا شكوى الى الجهات الامنية والقضائية، غير أنه تم البت في الشكوى وما زالت بعض المنازل مهدمة حتى اللحظة.

دعوا السلطة المحلية لإنصافهم والقبض على المعتدين على منازلهم وإحالتهم للعدالة ونددوا بتواطؤ الجهات الأمنية والسلطة المحلية بالمديرية مع المعتدين وعدم فتح تحقيق بالاعتداءات مطالبين السلطة المحلية سرعة وقف الاعتداء عليهم.

 وناشد بيان صادر عن المتظاهرين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والنائب العام بتلبية مطالبهم كمواطنين يمنيين تعرضوا الى الظلم بسرعة التوجيه بإيصال المعتدين الى العدالة ومحاسبتهم وفقا للقانون والدستور كما طالب البيان الهيئات والمنظمات المدنية الى التعاون معهم ومساندة قضيتهم كونها قضية إنسانية عادلة.

وأوضح البيان ان الهدف من الاعتصام هو لفت نظر الرأي العام المحلي والعالمي الى الظلم الذى ما يزال يتعرض له المهمشون السود في اليمن وتوعد البيان بالتصعيد السلمي وبكل الوسائل المكفولة قانونيا ودستوريا في حال عدم الاستجابة لمطالبهم.

المهمش رفيقا 

يعد المهمشون الذين يتميزون بملامحهم الأفريقية وبشرتهم السوداء من أدنى الطبقات الاجتماعية في البلاد، ويتعرضون للتمييز الاجتماعي والعنف وغياب الحقوق مما جعلهم يعيشون في عزلة عن بقية أفراد المجتمع.

وتعد فترة حكم الحزب الاشتراكي في الجنوب (من سبعينيات القرن الماضي حتى توحيد البلاد عام 1990)، بمثابة المرحلة الذهبية لهذه الفئة والتي حصلوا فيها على التعليم والعمل وصار بعضهم وزراء واكاديميين ودكاترة جامعة وممثلين في مجلس النواب واعلاميين بارزين على صعيد المجتمع. وبلغت جهود المساواة الاجتماعية حد حظر مناداتهم بكلمة «خادم» وإبدالها بكلمة «رفيق».

 

قراءة 1414 مرات آخر تعديل على الخميس, 15 أيار 2014 19:34

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة