قراءة سريعة في رواية الظل والعاشقة

  • الاشتراكي نت / كتبه - أحمد شمسان

الثلاثاء, 14 نيسان/أبريل 2020 18:10
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

 

بداية يقف الكاتب عند صيف 1988م-ناحية أرض الغمام، هذا التاريخ الذي تدور حوله القصة والأحداث، وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا التاريخ ليس منفصلا، بل يمتد تاريخيا، إنما هو نقطة تتركز حوله القراءة، وكثافة الوعي والتراكم الذي يفضي إلى تحول، كما يسجل الصراعات والتصادمات داخل مجتمع. تتشكل سيرورته بزخم مختلف.

تسجل الرواية بيئة وجغرافيا الأحداث، لتجمع بين البعد المكاني والزماني، لتنطلق منه المحاور، والغوص في قراءة المجتمع والأفكار، ترصد إعتمالات الوجدان، ونبض القلوب.

تأخذنا أولا تفاصيل المكان والأسماء، لتحدد لنا الطبيعة التي أنتجت هذه الأحداث.

لتبدأ بالإثارة ورفع مستوى التحفز، والدهشة التي سجلته في وصف تفاصيل المكان والشخوص والفكرة، كما تقودنا البداية لإلقاء الضوء على اللبنة الأولى للمجتمع (الأسرة)، التي تنطلق منها أحداث الرواية. بداية موفقة وإختيار عميق بقراءة واعية للخوض في تفاصيل المجتمع كبداية.

ودخول مباشر إلى عمق مشاكل الأسرة، تستعرض أجزاء الفكرة، وشكل المعاناة، تفرز المجموع، وتهيئ ساحة الأحداث، ترسم شكل وطبيعة الصراع بين الأفكار الجديدة والأفكار والجوانب الإيمانية الموروثة والخرافة، التي نتجت من سياق إجتماعي معين، وترصد المعرفة المكتسبة وحضورها في المشهد.

كصراع بين الماضي والحاضر، الذي يرسم شكل الأمل بالمستقبل.

صراع بين النزعات العاقلة وغير العاقلة، ووسائل التهذيب في ممكنات المجتمع.

تتوسع جغرافيا الأحداث بداية من الأسرة، للقرية والمجتمع الأكبر، بتناسق جميل.

تصف الزمان والمكان بروعة لتكشف سحرهما، تتجول بالقارئ في تفاصيل الروعة، بوصف متدفق بغزارة، تنم عن إحساس مرهف بالجمال، لتوحي بعلاقة سحرية بينهما، ترسم جمال وروعة الظل المنثور، والعلاقة المتينة بين البيئة والإنسان، أو كما تسمى التفاعلات المكانية.

تضع السؤال تلو السؤال، وتقف أمام المجموع، بأدوات المعرفة المتاحة حينها، وكذا تطور الأدوات المعرفية، بتطور الوعي.

تعرض للألوان الثقافية الناتجة من التفاعل بين الإنسان والبيئة والموروث، كما تعرض قسوة الحياة، وتفصيلاتها اليومية، لترسم شكل الحياة.

تتصاعد الأحداث بشكل مثير ومشوق، وبتناسق، لتتشعب الرؤى، ويتسع المكان.

-تغوص في أعماق النفس، لتطفو بالصراعات بين النزعات الإنسانية الفردية وبين قيود المجتمع والموروث، بتناول موضوعي رائع.

حوار بين النزعات والإكراهات الاجتماعية، وتداعياتها النفسية.

-قراءة محددات الموروث، ومناقشتها عبر الشخوص، كالحلال والحرام والعيب، وما يجب ومالا يجب.

تأخذنا الرواية في رحلة شيقة بين الأحداث اليومية، وتتصاعد بها في جمالية بديعه.

تعرض الرواية شكل العلاقات الاجتماعية والثقافية والإنسانية والتاريخية، لتخوض في جدليتهما، تغوص في ترتيب بنائي بشكل منسجم يقود إلى عمق الفكرة.

-ترصد الرواية للتحولات الاجتماعية والثقافية والسياسية، كجزء من التاريخ اليمني، كما ترصد. المنعطفات والانكسارات، وتبرعم الآمال.

-تكشف الرواية بطريقة رائعة، للمكنون الإنساني، كما تكشف جوانب الشخصيات، والمعالجات، في ذات السياق المجتمعي والتاريخي، لتلقي الضوء على فترة تاريخية من حياتنا.

تجمع الرواية بين جوانب متعددة، بأسلوب مبدع، حيث تصهر كل المفاعيل الاجتماعية والنفسية والسياسية والتاريخية، كما تقرأ متلازمة الوعي في عملية متسلسله، وكأنك أمام دراسة اجتماعية مبدعه.

-إختزلت كل عناصر المجتمع في فكرة مركبة، وهذا لا يتاح إلا لراصد عضوي، يمتلك معرفه، يستخدمها بحنكة وإقتدار.

تتشضى الفكرة لتصبح أفكارا، يجمعها الكاتب بإحتراف، ليصل بك بمهارة إلى صورة واضحة، لكنها تثير أسئلة المعرفة، التي يلزم متابعتها من خلال القارئ.

تفتح آفاقا للرؤيا، وتتلمس مواطن الضعف والحرمان الانساني، والقهر المجتمعي، بصور متعددة من خلال شخوص الرواية.

تمثل صوتا يدعوا لمراجعة واعية لما نحن عليه، ومراجعة حالات النكوص داخل المجتمع.

أسماء الشخوص المحورية في الرواية، تأخذ رمزيات وتحمل دلالات عميقة لمضمون الفكرة، في تعاضدها.

إستخدم الكاتب لغة جميله باذخة وسهلة، تعكس مدى الإلمام بمفرداتها، وتوظيفها في صياغة غاية في الروعة.

تشكل إضافة نوعية من ناحية اللغة والتاريخ والأدب، وقبل ذلك الفكرة.

لا تكفيها قراءة واحده، حيث المتعة وغزارة الفكرة، وتجديد الإرتباط الوجداني بمفردات البيئة، التي نثرها الكاتب، هنا وهناك بشكل تماوج آخاذ ومتماسك.

العشق نزعة بشرية.

الظل واقع متغاير.

تحفة فنية.

قراءة 1655 مرات

من أحدث

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة