الجغرافيا و الحرب..

الثلاثاء, 08 كانون1/ديسمبر 2015 20:48 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

جغرافية الحرب للمجتمع المجزأ الذي يستخدم فيه الرئيس السابق وقيادات في حزب المؤتمر الشعبي العام ممارسة النفوذ والسيطرة المستمرة عبر الوجود المادي لأفراد وجماعات مسلحه تابعه لقوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة ومليشيات أبناء القبائل الحوثية في مناطق جغرافية معينه وحساسة وهذا يدل أن أي شخص يعتقد حقا أن الجغرافيا قد تضاءلت أهميتها في الحروب بصورة محورية هو شديد الجهل بالخدمات اللوجستية العسكرية التي ينبغي للمقاومة في تعز أن تستفيد منها، من جعل قوات المليشيا ضحية للجغرافيا.

على المقاومة أن تبني خطتها الحربية وفقا للتضاريس جنبا الى جنب مع الجبال والرجال والعتاد، دون إهمال لميول بعض قيادات أو أسر في مناطق وقرى معينه الى الانتماءات العرقية والطائفية والمناطقية للخصم الذي يستخدمها كإحدى أدواته في الحرب وإذ إننا سنجد إذ ما تتبعنا مآلات رجالات حركة جماعة انصار الله، أن جلهم سينتهون بالعودة للأشكال التقليدية المدافعة المناطق الشمالية القبلية الزيدية للحكم التي أدت في حد ذاتها الى تحفيز إحياء النزعات المناطقية المبنية في كثير من الحاﻻت على الوعي العرقي والديني.

أن الدفاع او المقاومة والكفاح المسلح يحتاج الى إدراك ووعي واسع لدى صفوف الأفراد والجماعات في فصائل وجبهات المقاومة بجغرافية وتاريخ وثقافة تخلق وعي كافي لتجعل أفراد المقاومة يقاتلون بشراسه مبنيه على مشروع ثقافي وفكري ينتج مشروع يرسم ملامح ومستقبل الإنتصار الحقيقي وليس انتصار مجرد تعبير جغرافي يفتقر الى أي جوهر سياسي.

فهنالك معلومات جغرافية جمه على قيادة الجبهات العسكرية للمقاومة في تعز قرأتها جيدا واﻻستفادة منها في رسم خططهم العسكرية، كما هو معروف في تاريخ الحروب ان الحرب دوما تعتمد على الجغرافيا كعامل مهم ورئيسي في وضع الخطط اللوجستية العسكرية.

وكما وصف روبرت د.كاب ﻻن في قرأته لجغرافية ربيع الثورات العربية وأن اليمن هي القلب الديموغرافي لشبه الجزيرة العربية، والتي أفسدت محاوﻻت الوحدة في تضاريسها الجبلية المترامية الأطراف، والتي عملت على إضعاف الحكومة المركزية وبالتالي زيادة أهمية الكيانات القبلية والجماعات الإنفصالية؛ أو سوريا التي يحمل شكلها المشذب على الخريطة في داخله أقساما مبنية على العرق والهوية الطائفية.

وتشهد الجغرافيا في أن تونس ومصر متماسكتان من الناحية الطبيعية، حين تتسم ليبيا واليمن وسوريا أقل تماسكا. ويترتب على ذلك أن تونس ومصر استلزمتا أشكاﻻ معتدلة نسبيا من الإستبداد للمحافظة على وحدة كل منهما، في حين أن ليبيا وسوريا تطلبتا ضروبا أكثر تطرفا.

وفي الوقت ذاته جعلت الجغرافيا في اليمن دائما مكانا يصعب حكمه على الاطلاق، كانت اليمن تمثل ما أطلق عليه العالمان الأوروبيان اللذان عاشا في القرن العشرين إرنست غلنر وروبير مونتاني إسم المجتمع "المجزأ" وهو ثمرة طبيعية شرق أوسطية تعصف بها الجبال والصحاري. ولكونه يتأرجح بين المركزية والفوضى، ويتجسد هذا المجتمع وفقا لصياغة مونتاني في نظام "يستنزف الحياة من منطقة ما" ، على الرغم من أنه بسبب الهشاشة المتأصلة فيه فقد فشل في إقامة مؤسسات دائمة، وذلك ﻷسباب عده أهمها تتسم القبائل بقوتها والحكومة المركزية بضعفها وبالتالي فإن الصراع من أجل بناء أنظمة ليبرالية في مثل هذه الأماكن ﻻ يمكن فصله عن مثل هذه الحقائق.

لذا يجب علينا قراءة الواقع لتتكون لدينا دوافع تجيب على تسأؤﻻت لماذا نحارب؟ وكيف؟ وما مشروعنا لما بعد الحرب؟، وقبل أن نخوض الحرب ينبغي للجغرافيا وتكوناتها الديموغرافية والجيوسياسية أن تكون حاضرة في أذهاننا كونها مرتكز رئيسي في أدوات الحروب.

قراءة 5057 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة