وهم التسويات وسراب السلام

السبت, 30 تموز/يوليو 2016 19:05 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

 

 (1)

 لماذا علينا تكرار ادوات فشلت متوقعين نتيجة غير الفشل؟ مشكلة التسويات السياسية انها لا تجلب السلام تجربة اليمنيين غنية بالتسويات التي لم تنتج يوما حل للبلد بل تراكم اسباب جديدة لاستمرار الحرب من التسوية الجمهورية الملكية الي تسوية وثيقة العهد والاتفاق بين الحزب الاشتراكي ونظام صالح التي انقلب عليها صالح وصولا الي المبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار الوطني فكل تسوية تبقي على بنية ومنظومة الاستبداد هي فرصة يلتقط المستبد فيها انفسه لجولة حربية اشد ضراوة من سابقاتها بعد ان يكون قد اخضع اليمنيين عبر التسوية ذاتها لعملية تخدير مؤقتة.

التجارب المريرة لحوارات وتسويات اليمنيين تتقلب بين المأساة والملهاة الاداة ذاتها والنتيجة ذاتها لاشيء يتغير سوى دخول عدد جديد من الواهمين في وهم السلام الذي لن يتحقق بدون معالجة السبب وايقاف هذا الاحتكار التاريخي المجحف والمخل واللانساني للسلطة والثروة في فئة او جغرافيا بعينها.

هذا الاحتكار والتسلط المستحكم بقوة المدفع والدبابة لا يمكن مكافحته بغير التنظيم الشعبي وحمل السلاح والكفاح المسلح طويل الامد حيث لا خيار بين الموت والاستبداد سوى مقاومة الاستبداد بكل اشكال وطرق النضال السلمي والمسلح بالقلم وبالبندقية المعركة طويلة وماتزال الفرصة سانحة امام الشعب كي يستكمل مهام ثورته الشعبية بتنظيمه الخاص المعبر عن مصالحه هو في التغيير والمقاومة المتفجرة في كل مكان تعدنا بالكثير الكثير اذا ما تمكنا من سحب البساط من اقدام القوى الرجعية التي تقدم يوميا خدماتها في بلاط المستبد.

(2)

بعد عام ونصف من المعارك الضارية والصمود الاسطوري للمقاومة الشعبية وللواء 35 مدرع وبعد فشلها في اقتحام تعز ها هي مليشيا الانقلاب الحوثو صالحية تحاول اليوم عبر المخبريين والارزقية اختراق المجتمع المحلي وتسويق وهم انسحابها وإطلاق مبادرات تهدف في الاساس الي تحويل واقع الرفض الشعبي العارم لتواجدها اللا شرعي واللا نساني في المحافظة الي واقع رخو مملوء بثقوب ثرثرات المدنية المزعومة واوهام التائهين بين مفهومي السلام والاستسلام المستسلمين لخطاب واغواء كتبة التحالف الرجعي المبشرين بضرورة حقن الدم اليمني في حين يساهمون في سوق الالاف من ابناء هذا الشعب الي محارق الموت اليومي .التجارب المريرة والمتكررة خلال الاعوام الثلاثة الماضية مع هذه الجائحة الانقلابية تقول ما إن تفشل جحافلها العسكرية في تحقيق الانتصار.

حتى يستقيظ طابور طويل من المخبريين والارزقية المنتظمين في اشكال عدة من المبادرات ولجان الوساطات لتقود مهمة احداث الثقوب المطلوبة في جدار الواقع والتي تسمح بمرور الجائحة الي مناطق جديدة وقد بدأت الاستراتيجية المليشاوية في الحضور من حرب دماج وكان على رأسها عبدالقادر هلال ليتكرر حضورها في عمران وصنعاء واب وتعز وعدن بعد ان حققت نجاحا منقطع النظير فبفضلها سقطت اغلب المدن في الفخ المليشاوي واذا لم نتعلم الدرس ها هم المخبرين والارزقية يستيقظون في تعز بمهمة احداث الثقب الذي سوف يسمح بمرور الجائحة الانقلابية مجددا الي قلب اليمن.

لمتابعة قناة الاشتراكي نت على التليجرام

اشترك بالضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
@aleshterakiNet

قراءة 1955 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة