الهوية اليمنية في مواجهة فاشية السلالة

الأربعاء, 23 آذار/مارس 2016 10:59 كتبه 
قيم الموضوع
(0 أصوات)

وسائل الاعلام والاعلاميين والناشطين  الذين يبحثون عن هوية في التاريخ لمواجهة الجائحة الحوثو صالحية يبيعون الناس الوهم ويخدمون المشروع السلالي والعنصري من حيث لايدرون بمنطقهم العصبوي المضاد عبر الحديث عن حمير واحفاد حمير واليهودي الحميري  او عن القحطانية والعدنانية فاحياء التاريخ بغرض زجه في الصراع القائم اليوم هو حرف جوهر الصراع وتزييفه بما هو نضال شعب وأمة ضد المستبد السلالي والمناطقي ومشروعه الميت  لانتزاع دولتهم الديمقراطية اليمنية الحديثة الي صراع فاشيات ميتة تعزز من حضور اشباح واموات الماضي   وتمهد طريق سيطرت تلك الاشباح والجثث المتعفنة المنبعثة  من قبور التاريخ على المستقبل .

فانبعاث الهويات التاريخية  وقسرها من قبل الفاشية في اوضاع غير طبيعية هي مقدمة طبيعية مهد لها الطرف المسيطر والاكثر تنظيما للاصطراع الاهلي الطويل الامد وزج خصومه فيه على تلك الاسس الماضوية والما قبل وطنية التي تغذي آماله في البقاء والسيطرة على الاقل في حال فشله على جزء من البلد بعد ان تكون الحرب قد اعادت تقسيمه جهويا ومذهبيا  وعلى الجميع وخصوصا المقاومة الشعبية ان تحذر من الوقوع في الشرك الطائفي وان تغادر سريعا افقها الجهوي والعودة الي احضان الهوية  الوطنية اليمنية المنجزة حديثا والتي هي خلاصة تاريخ عريق ضارب في الحضارة ليست حميرية فقط مثلما يحلو للبعض تصوريها بل امتداد لسباء ومعين وقتبان واوسان وحمير وحضرموت ويمنات ولديانات متعددة من عبادة الشمس الي اليهودية مرورا المسيحية والاسلام و يحق لليمني استدعاء كل ذلك التاريخ والفخر بما قدمه اجداده ومساهماتهم العظيمة في مسيرة الحضارة الانسانية لكن بعيدا عن ذلك الاستخدام الذي يأتي على حساب خلاصة كل تلك الازمنة والعصور المتمثلة في الهوية اليمنية الحديثة التي وحدها تستطيع الوقوف والانتصار على كل هذه الجثث والاشباح المنبعثة لتهدد مستقبل اليمنيين.

مرة أخرى الانتصار على السلالية والمناطقية لا يكون بسلالية ومناطقية مضادة اذا يقوي هذا المنطق الاعمى المستبد الاكثر تنظيما ويذهب الي  تزييف وعي الجماهير وفرزها على اسس العرق والجنس واللون والمنطقة لا على اساس الفقر والجوع والتهميش  وجعلها بدلا من الوقوف ضد ظروف استغلالها واستلابها ومستبديها اداة تكرس كل ذلك الطغيان  الذي سيقود الي جحيم لا يمكن الخروج منه و وحدها الهوية اليمنية قادرة على الوقوف في وجه السلالية والمناطقية والخروج بالبلد من هذه الردة  الماضوية التي بعثت احقاد وجثث التاريخ .

قراءة 2248 مرات

رأيك في الموضوع

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة